عروبة الإخباري كتب طلال السُكر –
“في سماء الإبداع تتلألأ نجمة متفردة، شاعرة وإعلامية مخضرمة، جمعت بين رقي الحرف وبراعة الأداء، لتنسج من كلماتها لوحاتٍ فنية تُشبه روحها الراقية. امرأة تحمل في حضورها وقار التجربة وأناقة المشاعر، تُضفي على كل مقام لمسة جمال غير عادي، فتُبهر القلوب بسحر البيان وجمال الكلمة. هي رمزٌ للمرأة المثقفة، التي تمزج بين الفكر العميق والروح الشفافة، فتغدو حضورها نغماً هادئاً يلامس الأرواح ويُشعل الفكر. شاعرة لا تنضب قريحتها، وإعلامية لا يُشق لها غبار، لها بصمة لا تُنسى في كل ما تلمسه من جوانب الحياة.”
ففي عالم تتقاطع فيه الكلمة مع الشعور، وتتمازج الحروف لتنسج أرقى المعاني، تبرز الشاعرة والإعلامية، جولييت أنطونيوس، كصوت استثنائي، يُكرّس الإبداع، ليصبح عنوانًا مُضيئًا للأدب والإعلام على السواء. لقبها المحبّب ناسكة الحرف” لم يأتِ من فراغ، بل تجسيدٌ لعلاقتها المتفرّدة مع الكلمة، حيث ترتقي بالشعر إلى أفق التأمّل والخشوع.
موهبة تجمع بين الشعر والإعلام
لطالما كانت جولييت أنطونيوس مثالاً يُحتذى في الجمع بين الموهبة الأدبية الراقية والاحترافية الإعلامية الهادفة. فهي ليست فقط شاعرة ينساب شعرها كهمس النهر العابر في ظلال القلوب، بل أيضًا إعلامية تمتاز بالوعي العميق والقدرة على الخوض في الحوارات بذكاء وثقة.
على مدار مسيرتها، أظهرت جولييت احترافًا في طرح المواضيع ومعالجة القضايا الفكرية والاجتماعية بأسلوب هادئ وراقي. ومن خلال برامجها وحواراتها المميّزة، أعطت للكلمة هيبتها وللصوت الإنساني مساحته المستحقة. أداؤها الإعلامي، المحترف بعيدًا عن التكلّف، جعلها نموذجًا يُحتذى به في ساحة الإعلام العربي.
في كتاباتها الشعرية، تتجلّى روح، أنطونيوس التي تُجيد مخاطبة القلوب قبل العقول. بأسلوب رقيق ومفردات دقيقة، ترسم صورًا شعرية تعكس فلسفة خاصة تُشبه ناسكًا في محراب اللغة. فهي لا تكتب لمجرّد الكتابة، بل تبحث عن النقاء في الكلمة والإبداع في التعبير.
لقبها “ناسكة الحرف” الذي اختير لها بجدارة، يلخّص رحلتها الأدبية ومسيرتها الملتزمة بصون قيمة الكلمة وحرمتها، وفي زمن أصبح فيه التعبير مبتذلًا وسريعًا، تعود جولييت لتذكّرنا بأن الكلمة، حين تُصاغ بصدق، تتحوّل إلى رسالة حياة.
من خلال الشعر والإعلام، استطاعت جولييت أنطونيوس أن تُثبت أنّ للمرأة مكانتها في صناعة الفكر، وأنَّ الكلمة قادرة على بناء جسور تواصل بين القلوب. سواء أكان ذلك عبر منابر الشعر أو أثير الإعلام، تبقى جولييت نموذجًا متألّقًا للمبدعة المُلتزمة.
تحيّة من القلب إلى ناسكة الحرف، جولييت أنطونيوس، التي تُكرّس حضورها الإنساني العميق في كلّ حوار، وكلّ بيت شعر تُبدعه، وكلّ لقاء تُجريه. إنها امرأة تُجيد العزف على أوتار الحرف بكلّ ما يليق به من شغف وقداسة.
في زمن كثُر فيه الضجيج، تبقى الشاعرة أنطونيوس، شاهدةً على أنَّ الكلمة الطاهرة تبني وتُضيء؛ وأنَّ الإبداع الحقيقي يظل علامة فارقة تُسجَّل بأحرف من نور.