نظمت جمعية عون الثقافية، الأحد، في مقرها الكائن بتلاع العلي، جلسة حوارية لمناقشة رواية «حكي القرايا» للكاتب والروائي رمضان الرواشدة، بحضور جمع من الأكاديميين والمهتمين.
وأدار رئيس جمعية عون الثقافي أسعد ابراهيم ناجي العزام، الجلسة الحوارية التي شارك بها الروائي هزاع البراري مقدماً رؤية تحليلية حول العمل الروائي، فيما قدم فيها الرواشدة شهادته الإبداعية، ورعى الجلسة، مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة.
وقال البراري إن رواية «حكي القرايا» تدخل في مسامات الحجر وفي أسرار الأودية السحيقة، وتفتش في الرمل عن تفاصيل حكايات مخبأة، وأصوات تغفو بين التلال.
وأضاف «لا يمكن فصل عنوان الرواية عن شطره الثاني، وهو مثل شعبي أردني معروف «حكي القرايا غير حكى السرايا»، فالعنوان/المثل، له محمول سياسي واضح، ونحن نعرف في الموروث الشعبي أن دار السرايا هي بيت الحاكم خاصة في الحقبة العثمانية، وهو يدلل على الفجوة المتسعة بين ما يدور في دار السرايا وبين الواقع الماثل، ومن هنا تبدأ المعاناة التي تتحول مع الأيام إلى قطيعة، وهذا ما حدث فعلا بشكل جلي في ثورة الكرك عام 1910 ضد عسكر العثمانيين والتي سميت بـ الهية، ومن ثم مهدت هذه الفجوة بين القرايا والسرايا الظروف لاندلاع الثورة العربية الكبرى على يد الشريف الحسين بن علي».
وبين البراري، أن رواية «حكي القرايا» لا تحفل كثيرا بالشكل الروائي الراسخ لدى المتلقي، لكنها تسعى لاجتراح مقترح جديد يعتمد السرد الحكائي، بمعنى أن الرواشدة يستعير من المضمون نفسه آليات تقديمه، ومن هنا كان السرد الروائي والذي أسهم في بنية الرواية الفنية أقرب إلى المرويات الشعبية، وباللفظ الشعبي أقول أنه استعار من «السولافة» شكلها وتقنياتها السردية والبنائية ليقدم روايته، هذا منح الرواية اختلافها وخصوصيتها.
بدوره كشف الرواشدة، أنه اتفق مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون على تحويل الرواية إلى مسلسل درامي، حيث يجري حالياً كتابة سيناريو المسلسل، الذي سيبدأ تصويره منتصف العام المقبل، مبيناً أهمية تحويل الأعمال الروائية الأردنية إلى دراما، بهدف تأريخ الحياة الأردنية منذ بدايات تشكلها في أذهان الجيل الجديد.
وأشار الرواشدة كذلك، إلى سروره بنفاد الطبعة الأولى من الرواية واتفاقه مع الناشر على طبعة ثانية ستصدر قريباً، في دلالة على نفي المقولة المتداولة أن القراءة فقدت حضورها في عصر التكنولوجيا.
وعن روايته «حكي القرايا»، قال الرواشدة: «هي عمل متخيل، باستثناء بعض الأحداث التي جرى توظيفها والبناء عليها من وقعِ الخيال، من أجل التشويق الروائي، مثل (ثورة الشوبك) ضد الحكومة التركية، التي جرى إضافة وقائع متخيلة إليها، لتخدم العمل الروائي، حتى الشخصيات التي صورت في هذه الثورة رسمت لتخدم العمل الروائي، بهدف إذكاء المخيلة الروائية من خلال لعبة سرديّة، استمد أحداثها من روايات شفوية وأحداث تاريخية وقعت خلال حقبة زمنية ممتدة من تاريخ الأردن، تبدأ من عام 1834م وتنتهي بقيام إمارة شرقي الأردن عام 1921».
جمعية عون نظمت حوارية لمناقشة رواية (حكي القرايا) لرمضان الرواشدة
9
المقالة السابقة