عروبة الإخباري –
جّسدت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله إلى مدينة السلط نموذجًا حيًا للتواصل المباشر بين القيادة الهاشمية وشعبها، هذا النهج الذي تبناه الهاشميون منذ تأسيس المملكة يعكس عمق العلاقة الإنسانية التي تربط القيادة بأبناء الوطن، حيث يسعون دائمًا للاستماع إلى همومهم وتطلعاتهم والعمل على تحقيق العدل والمساواة. وفي ظل التحديات الإقليمية التي أفرزت أنظمة منفصلة عن شعوبها، يبقى الأردن مثالًا يُحتذى به في تعزيز الثقة والمصالحة الوطنية، وتكريس قيم الحكم الرشيد والتفاعل الإيجابي مع المواطنين.
مدينة السلط، المدينة العريقة ذات الجذور التاريخية العميقة، كانت محطة لزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، في مشهد يعكس نهج القيادة الهاشمية المتواصل في تعزيز الروابط المباشرة مع المواطنين، وتفقد أحوالهم عن قرب. هذه الزيارة تمثل واحدة من سلسلة زيارات ملكية تُجسد عمق العلاقة بين القيادة والشعب، وهي علاقة قائمة على العدل والحكمة والمحبة التي حرص الهاشميون على ترسيخها منذ تأسيس الدولة.
الزيارات الملكية، بما تحمله من رسائل تواصل وانفتاح، تؤكد أن الحكم في الأردن ليس مجرد منظومة إدارية، بل علاقة إنسانية متجذرة تجمع القيادة بشعبها. وفي وقت تعاني فيه بعض الأنظمة العربية من عزلة عن شعوبها، يقدم الأردن نموذجًا مختلفًا. فبينما شهدت دول مثل سوريا نموذجًا مأساويًا لانقطاع العلاقة بين الحاكم والمحكوم، مع ما رافق ذلك من انتهاكات وجرائم بحق الإنسانية، نجح الأردن في بناء نموذج يحترم الإنسان وحقوقه، ويُعلي من قيمة العدالة والقانون.
فما زال الأردن يُعرف بكونه بلد التسامح والإصلاح، وواحةً للعدل مقارنة بالكثير من دول المنطقة، فالدولة الأردنية تسعى لضمان عدم انتهاك حقوق الأفراد، وتحرص على توفير محاكمات عادلة، ما يجعل النظام القضائي الأردني صمام أمان لحقوق المواطنين.
ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة وتتطلب مواجهة مستمرة. نحن بحاجة إلى حكومات نشطة وفعالة تعمل على حل القضايا العالقة دون تأجيل أو تسويف، وتستجيب لمطالب الناس وتُخفف معاناتهم. كما يجب تعزيز الالتزام بالقوانين وتفعيلها بعيدًا عن أي تجاوزات أو مجاملات، مع التأكيد على أهمية الرقابة والمساءلة لضمان سير العملية الديمقراطية بشكل سليم.
زيارة السلط لم تكن مجرد جولة تفقدية، بل هي دعوة مفتوحة لتعزيز روح التآخي بين القيادة والشعب، ومؤشر على أن الأردن، برغم التحديات، يواصل طريقه نحو مزيد من العدالة والاستقرار والتنمية، حتى تظل هذه اللقاءات بين القيادة وأبناء الشعب علامة فارقة في تاريخ المملكة، ورسالة أمل بمستقبل أكثر إشراقًا.