عروبة الإخباري كتب طلال السُكر –
(أبو رجب) كان أحد المقاومين البارزين لنظام حافظ الأسد في سوريا، ففي 26 يونيو 1980، حاول اغتيال حافظ الأسد في دمشق عبر تفجير قنبلتين قرب قصر الضيافة، في خطوة جريئة لم تُكلل بالنجاح. لو كان حياً اليوم، لكان رمزاً للمقاومة والشجاعة، يقود نضال السوريين ضد الاستبداد، ويظل مصدر إلهام للحرية والكرامة.
أحمد رجب الدامور، أو كما عرفناه، بـ”أبو رجب”، وكان الجار والقريب والعزوة، أحد أبناء بلدة كفرنبل الشجاعة في محافظة إدلب، كان رمزاً للجرأة والبسالة في مواجهة الطغيان. شابٌ عسكريٌ منضبط، ولكنه اختار أن يخط مصيره بعيداً عن القوالب التي أُريد لها أن تُطوعه لخدمة نظام قمعي. بدلاً من ذلك، قرر أن يقف في وجه أحد أكثر الطغاة استبداداً في تاريخ سوريا الحديث، حافظ الأسد.
في صباح 26 حزيران 1980، سجّل أحمد رجب موقفاً جريئاً يتجاوز حدود الزمن. على أعتاب قصر الضيافة بدمشق، في موقع يُعدّ من أكثر الأماكن تحصيناً آنذاك، اقترب بزيّه العسكري وبخطوات واثقة نحو حافظ الأسد، حاملاً قنابل لم تكن مجرد سلاح، بل كانت رسائل مزلزلة لنظام كامل. مع أن محاولته لم تُكتب لها النهاية التي أرادها، إلا أن أثرها امتد ليكون تذكيراً دائماً بأن الشعب السوري كان ولا يزال يمتلك بين صفوفه رجالاً يواجهون الاستبداد بكل ما لديهم، حتى بأرواحهم.
ماذا لو كان “أبو رجب” موجوداً اليوم؟
لو عاش أحمد رجب الدامور ليرى هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها سوريا، حيث تحولت انتفاضات الشعب إلى ثورات وسعي نحو الحرية، لكان دون شك في مقدمة الصفوف، إن هذا الرجل المقدام، الذي واجه الموت مباشرة ليقول للطاغية “لا” لم يكن ليبخل بشجاعته وبسالته في سبيل استكمال المعركة التي بدأت منذ عقود.
ربما كان أبو رجب، وبعنفوانه وكرمه المعروف، رمزاً لتوحيد الصفوف، يقيم الولائم لأبناء بلدته المكلومين، يمد يده لدعم النازحين، ويرفع رايات الحرية في وجه كل مستبد. كانت مائدة كفرنبل لتضج بالأحاديث عن بطولاته، وأهازيج النصر تُغنى باسمه، فهو الرجل الذي لا يقبل الظلم ولا يرضى بالخضوع.