عروبة الإخباري –
الغد – موفق كمال –
تراقب خلية الازمة المختصة بمتابعة الأحداث في سورية، تداعيات ما بعد سقوط النظام السوري ورحيل رئيسه السابق بشار الاسد الى جهة غير معلومة، بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية أول من أمس على العاصمة دمشق.
وفي وقت ما تزال فيه تداعيات السقوط السريع للنظام السوري، هي التي تهيمن على المشهد، لكن النطاق التي يرجح أن تتعامل به المملكة مع الواقع الجديد لسورية، يرتبط بأكثر من احتمال، أبرزها أنه في حال خرجت الأوضاع في سورية عن السيطرة بشأن الحدود، وما ينبثق عنه من قضايا مثل المخدرات والإرهاب والفوضى أو التسلل وتهريب السلاح، فإن الجهات الأمنية المملكة وفق مراقبين، وضعت هذا الاحتمال في الحسبان، ولديها الخطط اللازمة للتعامل معه، درءا لأي تداعيات قد تشكل تحديا للأمن الوطني الأردني.
وفي تصريحات صحفية لوزير الاتصال الحكومي د. محمد المومني، أوضح أنه منذ تسارع الأحداث الأخيرة في سورية، بدأت الجهات المعنية في الأردن باتخاذ التدابير الضرورية لضمان حماية المصالح الوطنية، أكان بشأن المعابر أو المنطقة الحرة، أو أمن الحدود.
وأوضح المومني أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، تمتلك خبرة وكفاءة عاليتين في التعامل مع مثل هذه الأحداث، وأنها تعمل على الحفاظ على أمن حدودنا مع الشقيقة سورية ويبلغ طولها 378 كلم.
وأشار المومني إلى أن إجراءات إغلاق المعابر، جاءت بتوجيهات من رئيس الوزراء د. جعفر حسان، مؤكدا أن هذا الإغلاق تزامن مع حث الأردنيين والشاحنات الأردنية الراغبة بالعودة للأردن، نظرًا للأوضاع في سورية.
ولفت المومني إلى استمرار عمل “خلية الأزمة” التي تضم مؤسسات معنية بالتعامل مع تداعيات الأحداث في سورية، اذ يستدعي الوضع تنسيقا مستمرا لتلبية احتياجات المواطنين.
الخبير بالشؤون الأمنية والعميد المتقاعد د. عمر الرداد قال، إن هذه الملفات تعتمد على ما يخطط له الفاعلون الدوليون بمستقبل سورية، ومن الواضح جدا حتى الآن أن المؤشرات تدل على ان هذه الثورة جرى الترتيب لها من فاعلين دوليين واقليمين، بالتعاون مع قوى وأطراف محلية سورية، وبالتالي فهي التي تحدد مستقبل ما تؤول اليه الأوضاع هناك، ويبدو وفقا لهذه المؤشرات، أننا أمام سيناريو جديد يختلف عن سيناريو بغداد خلال الحقبة الأولى للاحتلال الأميركي لبغداد.
وأضاف الرداد، أن طلب المعارضة من رئيس الحكومة السورية السابقة محمد الجلالي، البقاء في موقعه لتسيير الأعمال، يعني ان هناك بناء لدولة سورية، وليس ذهابا نحو نزاعات مسلحة كما يعتقد بعضهم، وبرغم ذلك لا يمكن رسم صورة وردية لما سيحدث مستقبلا في سورية، لكن المؤشرات تدل على انها ثورة بيضاء، وليس هناك تداعيات قد تشكل خطرا على الدول المجاورة، لا بل فإن الأردن قد يشهد استقرار حدوده المشتركة مع سورية، على عكس ما كان يشهده في عهد بشار.
الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد د. عبدالله الحسنات، قال إن فرار المليشيات المرتبطة بإيران من الجنوب السوري إلى العراق أو لبنان ايهما أقرب إلى أماكن وجودهم، كان مرتبطا بتهريب المخدرات للأردن، وقد حل مكانها فصائل من المعارضة السورية المسلحة، كانت تحركت للسيطرة على الجنوب السوري المحاذي للاردن.
وأشار الحسنات، إلى أن تكليف المعارضة السورية الجلالي، بمواصلة تسيير أعمال الحكومة، ييمكن قراءته على أن سورية تعيش مرحلة بعيدة عن الاقتتال، او ان الجلالي سبق وأن نسق بطريقة ما مع مع المعارضة، وقد يكون له دور فاعل لاحقا.
وأنهى الحسنات، بالقول إن الوضع في سورية منوط بدور اللاعبين الدولين الرئيسين (أميركا اسرائيل تركيا)، وعليه يمكن وفق رغبة أميركية إسرائيلية قيام دولة كردية، بخاصة وأن قوات “قسد” التي يصل عددها لـ 60 ألفا، تسيطر على مناطق يقطنها أكراد، قد تبدأ هذا التوجه تحت ذريعة حماية الأكراد، منوها إلى أنها ليست بشريكة مع قوات المعارضة.
خبير الدراسات الدفاعية اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، أن ما جاء في بيانات المعارضة، حول بناء الدولة السورية وتمثيل السوريين، موضحا بأن إجراءات المعارضة السورية إيجابية جهة الجميع ووصفها بالثورة الناعمة.
وقال إن تهريب المخدرات للأردن سيتراجع حاليا، بعد فقدان عصابات المخدرات الرعاية المسلحة من المليشيات التي لاذت بالفرار بعد هجوم الفصائل المعارضة، مضيفا انه يتوجب على الأردن التريث في الحكم على المشهد، فالأيام حبلى بالمفاجآت.
وأوضح ان الاستقرار الامني في سورية، سيكون له أثر أيجابي على الامن الوطني الاردني، مشيرا الى ان الحفاظ على الجيش والحكومة السورية، يحقق الامن لسورية بالاضافة الى تمكن الدولة السورية الجديدة، من الدفع لتوطيد اركانها ووقف أي أعمال تمس أمن دول مجاورة.