عروبة الإخباري –
قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن جلالة الملك كان واضحا اليوم، مؤكدا وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في سوريا.
وأضاف الصفدي في لقاء خاص عبر برنامج “صوت المملكة”، الأحد، إن الأردن يحترم إرادة الشعب السوري وخياراته، ويريدها أن تسير نحو مستقبل يعمه الأمن والاستقرار، ويحفظ وحدتها وتماسك سياداتها ويلبي طموحات شعبها.
وأكد وقوف الأردن بكل إمكاناته إلى جانب الشعب السوري من أجل مساعدته على بناء ذلك المستقبل.
الأوضاع في سوريا
وأشار الصفدي إلى أن الأردن يتابع باهتمام شديد مجريات الأوضاع في سوريا، انطلاقا من حرص المملكة على أمن سوريا واستقرارها وسلامتها.
وتابع: “نريد لسوريا أن تسير على طريق يرد لها عافيتها وأمنها واستقرارها وسيادتها، بالتالي ننظر إلى المرحلة الحالية وسندعم أي عملية سياسية سورية تستهدف إعادة بناء الدولة وبناء مؤسساتها بما يلبي طموحات الشعب السوري “.
ولفت إلى أن “الأمور ما تزال في بداياتها، موقفنا الذي ننطلق منه في كل مقارباتنا أننا سندعم كما دعمنا دوما أمن سوريا واستقراراها وخيارات شعبها ونأمل أن تبدأ عملية سياسية شاملة تضمن إعادة بناء الدولة السورية على الأسس التي تلبي طموحات شعبها، في دولة حرة ذات سيادة تضمن أمن السوريين وتضمن مستقبل السوريين وتكون دولة تخرج الشعب السوري الشقيق مما عاناه وما يعانيه”.
وشدد الصفدي على أن الأردن يريد مرحلة إعادة بناء في سوريا تتخلص من عصابات تهريب المخدرات والسلاح والإرهاب.
وقال إن حدود الأردن آمنة؛ “كما أكد جلالة الملك اليوم قواتنا المسلحة الباسلة أجهزتنا الأمنية تقوم بدورها بالكامل في حماية حدودنا والتحديات من سوريا على مدى سنوات كانت مستمرة باتجاه الأردن، وعلى مدى السنوات أثبتت قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية جاهزيتها وقدرتها على حماية الأردن والتصدي لأي خطر يهدد الأردن”.
وأعاد الصفدي التأكيد على أن الأردن يراقب الأوضاع “جاهزيتنا عالية وحدودنا آمنة وقواتنا المسلحة قادرة ونعرف ماذا نفعل وسنكون قادرين على مواجهة أي تحدي للأردن”.
تهريب المخدرات إلى الأردن
وحول تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن، قال الصفدي إن المخدرات كانت خطرا كبيرا على المملكة منذ سنوات ليس فقط تهريب المخدرات لكن أيضا تهريب السلاح.
وأشار إلى أن الأردن تصدى لهذا الخطر الذي كان يتفاقم واستطاع أن يحبط الكثير من العمليات التي حاولت أن تهدد أمنه واستقراره، عبر المخدرات وعبر السلاح.
بناء سوريا
وتابع: “نراقب كما قلت ما يجري في سوريا، الآن مرحلة نريدها مرحلة إعادة بناء في سوريا، مرحلة تستعيد فيها سوريا أمنها واستقرارها، وتتخلص من الإرهاب وتتخلص من العصابات الإجرامية سواء تلك التي تهرب المخدرات أو تلك التي تهرب السلاح، أو تلك التي تحمل الفكر الإرهابي الذي يشكل تهديدا على سوريا وعلى المنطقة كلها”.
الميليشيات المسلحة
وحول الميليشيات المسلحة مثل داعش، قال الصفدي: “نحن قادرون على أن نحمي بلدنا.. حمينا أردننا بالسنوات الماضية حينما كانت هذه التنظيمات الإرهابية أكثر قوة وأكثر حضورا وأكثر خطرا، وأجهزتنا الأمنية وجيشنا الباسل نشامى القوات المسلحة كلهم موجودون على الحدود ويقومون بدورهم بالكامل ونستطيع التعامل مع أي تهديد لأمن الأردن”.
“لا بد من أن تبدأ عملية سياسية الآن في سوريا، عملية سياسية جامعة، عملية سياسية تعكس إرادة الشعب السوري الشقيق وخياراته كما أكد جلالة الملك اليوم، ونحن سنتواصل مع الجميع وسيكون الأردن الشقيق الداعم لسوريا للشعب السوري الشقيق في عملية إعادة البناء وإعادة بناء المؤسسات واستعادة الأمن والعافية”. وفقا للصفدي.
وأوضح أن الأزمة السورية هي “أساسا أزمة سورية سورية”، وأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله وقيادته القادمة، والدولة التي يريدها”.
وبين أن الأردن يريد أن تنجح العملية السياسية في سوريا بأسرع وقت ممكن وأن لا تنزلق نحو الفوضى، وأن تحافظ على مؤسساتها الآن حتى تبنى، مؤكدا في الوقت ذاته دعم الأردن للسوريين في كل ما يحتاجونه من أجل إنجاح هذه العملية وتمكينهم من المضي فيها إلى الأمام.
وقال الصفدي: “في الوقت ذاته أيضا توجيهات جلالة الملك كانت واضحة، أي دعم إنساني يستطيع أن يقدمه الأردن إلى أشقائنا في سوريا فنحن أيضا جاهزون للقيام بذلك، اتصالاتنا أيضا مستمرة مع الجميع من أجل تحقيق هذه الأهداف”.
مستقبل اللاجئين
وحول مستقبل اللاجئين، نوه إلى أن الأردن استضاف مليون و 300 ألف سوري، وقدم لهم كل ما يستطيع من تعليم وخدمات صحية، مؤكدا أن حل قضية اللاجئين هي في عودتهم إلى بلدهم طوعيا.
وأضاف أن السوريين يرديون العودة إلى بلدهم مع بداية استعادة سوريا عافيتها، وأن هذا هو الحل الأساسي لقضية اللاجئين.
وتابع الصفدي: “عندما تبدأ عملية سياسية تستقر سوريا، ويعود الأمن والآمان فالعودة الطوعية ستكون على أولويات كل سوري يريد أن يعود إلى وطنه كان في الأردن ضيفا والآن يعود إلى وطنه مواطنا، في دولة تضمن حريات الجميع تضمن كرامات الجميع، تضمن سيادة القانون على الجميع، وتبني سوريا آمنة مستقرة تحمي كل مكوناتها وتحمي شعبها وتسير إلى الأمام باتجاه مستقبل أفضل”.
وأضاف أن سوريا يجب أن تسير إلى مستقبل تتحرر فيه كل أراضيها، وتتخلص فيه من الإرهاب، وتتهيأ الظروف لعودة اللاجئين وأن تبني مؤسساتها وتفرض سيادتها على كل أراضيها.
التوسع الإسرائيلي في سوريا
وفي رده على استفسار حول موقف الأردن حيال التوسع الإسرائيلي في سوريا، أكد الصفدي أن الأردن يرفض أي اعتداء على الأراضي السورية، وأي محاولة لاحتلال أي قطعة من الأرض السورية.
وشدد الصفدي على أن الأردن مع وحدة سوريا، ووحدة أراضيها، ووحدتها الجغرافية، ووحدة شعبها وتماسكها واستقلاها، مؤكدا أن الأردن على تنسيق كبير “مع الأشقاء في العالم العربي، وكلنا نرفض أي اعتداء على أي جزء من سوريا”.
وأضاف ” سوريا يجب أن تسير إلى مستقبل تتحرر فيه كل أراضيها، وتتخلص فيه من الإرهاب، وتتهيأ الظروف لعودة اللاجئين وأن تبني مؤسساتها وتفرض سيادتها على كل أراضيها.”
“الحدود الملتهبة”
وحول تعامل الأردن مع الحدود الملتهبة، قال الصفدي إن هناك شقين: الأول سياسي دبلوماسي يقود جلالة الملك، حيث تجرى جهود متواصلة واتصالات مستمرة مع الجميع من أجل التعامل مع هذه الأحداث بما يسهم في حل هذه الأزمات وبما يحمي الأردن من أي تبعات لها.
وأضاف أن الشق الثاني عسكري، مؤكدا أن نشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قادرون ومؤهلون ومتفانون مخلصون يقومون بدورهم في حماية المملكة والأرض الأردنية وحدودها من أي تهديد.
وأشار الصفدي إلى أن التاريخ أثبت أن الأردن قادر على حماية حدوده، معولا على وعي الشعب الأردني ومتانة مؤسساته وحكمة قيادته،
وحول العلاقات الأردنية الإيرانية، الصفدي إن جلالة الملك التقى الرئيس الإيراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أن الأردن يريد علاقات طيبة مع الجميع وإيران، وللوصول إلى هذه العلاقات يجب أن يكون هناك حوار شفاف وواضح يعالج كل أسباب التوتر.
وأضاف أن الأردن لم يكن يوما إلا دولة تريد الأمن والاستقرار في المنطقة، مشدد على موقف الأردن الواضع والصريح في حماية مصالحه وأمنة واستقراره وقضاياه.
“الأردن طول عمره مضياف”
وفيما يخص موظفي السفارة السورية في الأردن، قال الصفدي إن الأردن يتعامل مع البعثة الدبلوماسية السورية في الأردن وفق الأعراف الدبلوماسية، ووفق العادات والتقاليد الأردنية، موضحا أن الأردن الآن بانتظار تطورات الأوضاع في سوريا.
“نتعامل ككل العالم… الموجودون في السفارة هم أيضا ضيوف على الأردن، والأردن طول عمره مضياف، وطول عمره يحترم الضيف ويقدم كل ما يستطيع للضيف فهذه هي الحالة أيضا”. بحسب الصفدي.
“الكل يهتم بما يجري في سوريا”
وتواصل الصفدي مع وزير الخارجية الفرنسي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، ووزير الخارجية الإسباني وآخرين، مؤكدا أن الاتصالات مستمرة مع الجميع لدعم استقرار سوريا وعملية سياسية فاعلة تحمي سوريا وتبني المستقبل السورية الآمن المنجز.
“بالتأكيد الكل يهتم بما يجري في سوريا، وجلالة الملك على اتصال مع القادة،.. وأنا اليوم كنت على اتصال مع زملاء أوروبيين ومن الولايات المتحدة أيضا”. وفق الصفدي.
الحرب على غزة
وأكد الصفدي أن وقف العدوان على قطاع غزة لا يزال أولوية قائلا: “أعيننا لا تزال على غزة”.
وأضاف أن جلالة الملك عبدالله الثاني يكرس كل جهود المملكة من أجل وقف العدوان على غزة، مشددا على أن الثوابت الأردنية واضحة بما يتعلق بفلسطين.
وأوضح أن جلالة الملك كان في واشنطن الأسبوع الماضي، وفي كل لقاءته ركز على ضرورة أن ينتهي العدوان والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإدخال المساعدات بشكل كاف إلى غزة والبدء في العمل من أجل حل جذري للقضية الفلسطينية على أساس تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة.
زيارة الملك إلى الولايات المتحدة
وتحدث الصفدي عن زيارة جلالة الملك إلى الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن الزيارة حملت الكثير من اللقاءات والملفات.
وأشار إلى أن الزيارة حملت ملف العلاقات الأردنية الأميركية، والأبعاد الاقتصادية والدعم الاقتصادي.
“وكان هناك الملف الفلسطيني الذي هو دائما حاضر في كل اجتماعات جلالة الملك وكل اتصالاته وموقفنا واضح”. بحسب الصفدي.
وأكد أن موقف الأردن واضح بضرورة إنهاء العدوان على قطاع غزة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إضافة إلى وقف التدهور في الضفة الغربية وإطلاق جهد سياسي حقيقي لحل الصراع على الأسس التي ذكرتها.
وأضاف أن زيارة الملك إلى الولايات المتحدة حملت الملف السوري واللبناني