عروبة الإخباري –
في مشهد يعبّر عن تقدير المملكة العربية السعودية لقامات الإبداع والتميّز، جاء القرار الملكي السامي بمنح الجنسية السعودية للدكتورة هبة القواس، إحدى أبرز الشخصيات الموسيقية والثقافية في العالم العربي.
لا شك بأن هذا التكريم يعكس اهتمام المملكة بتعزيز التواصل الثقافي والاعتراف بالمساهمات الاستثنائية التي تركت بصمتها على الساحة العربية والدولية، فمن خلال مسيرتها الفنية الثرية، وسنوات طويلة من الارتباط الوثيق بالمشهد الثقافي السعودي، فقد استطاعت الدكتورة القواس أن تُجسد نموذجاً فريداً للمبدع العربي، الملتزم بجذوره والطامح نحو العالمية.
ففي خطوة تعبّر عن تقدير المملكة العربية السعودية للمبدعين والمتميزين في العالم العربي، صدر قرار ملكي سامٍ بمنح الجنسية السعودية للدكتورة هبة القواس، رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، ويأتي هذا القرار يأتي تكريماً لمسيرتها الاستثنائية، التي قدمت خلالها إسهامات لا تُنسى في مجال الموسيقى والثقافة، ليس فقط في وطنها لبنان، بل للعالم العربي بأسره.
ولأن الدكتورة هبة القواس تُعتبر أيقونة في عالم الموسيقى، ورائدة في مجال الأوبرا العربية، حيث جمعت بين الأصالة والحداثة في إبداعها الفني. بفضل جهودها، استطاعت أن تفتح آفاقاً جديدة للموسيقى العربية، مؤكدةً قدرتها على الحضور القوي على الساحة العالمية. فهي ليست مجرد فنانة، بل مُلهمة وأستاذة متميزة في مجالات التأليف الموسيقي والغناء الأوبرالي، ومصدر إلهام لأجيال من الفنانين الشباب.
ما يميز الدكتورة القواس أيضاً هو ارتباطها العميق بالمملكة العربية السعودية، وكانت فقد أمضت أكثر من ثلاثة عقود في علاقة وثيقة مع الوسط الثقافي السعودي، زارت خلالها مختلف مناطق المملكة من شمالها إلى جنوبها، وتعرفت على تنوعها الثقافي الغني. ولم يكن ذلك مجرد تفاعل عابر، بل علاقة مبنية على التبادل الثقافي والفني، عززتها مشاركاتها في أحداث ثقافية بارزة.
أحد أبرز إنجازاتها مع المملكة كان اختيارها في عام 2018 لتقديم أول حدث أوركسترالي ثقافي أوبرالي في تاريخ السعودية، وهو حدث ترك بصمة واضحة في مسيرة المملكة الثقافية، وأسهم في وضع اللبنات الأولى لنهضتها الفنية المعاصرة.
التكريم الملكي السامي بمنحها الجنسية السعودية، يأتي كتقدير لشخصية القواس، وانعكاس لرؤية القيادة الحكيمة في استقطاب الكفاءات المتميزة، وتكريم الأفراد الذين يسهمون في إثراء المشهد الثقافي والإنساني، كما يعكس التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية 2030، التي تضع الثقافة والفنون في قلب مسيرتها التنموية.
الدكتورة هبة القواس، اليوم ليست فقط رمزاً للإبداع الموسيقي، بل نموذجاً للتعاون الثقافي العابر للحدود، وبهذا القرار، أصبحت جزءاً من مجتمع المملكة، الذي يحتضن الموهبة ويرحب بكل من يساهم في بناء مستقبلها الثقافي الزاهر.