عروبة الإخباري – الكاتب علي سلطان
ج/1
عند سفري أو غيابي..
كانت تحتضن في منامها قطعة شتائية من ثيابي..
حتى في عز الصيف..
حين سألتها ذات مرة: لمَ شتائية دون الصيفية؟..
أجابتني بغنجٍ كأنه النسيم من الجنة: لأنك في الشتاء تحتضنني كطفلٍ حيث أُمارس دور أمك..
لذا فإنني غالباً ما أقسمُ بثيابي الشتائية..
أقترب من صورك..
من ثيابكِ ومن قطعكِ الصغيرة الناعمة..
من أثر لمساتكِ ومن أدوات الرسم الخاصة بكِ والتي لم تزل كما هي منذ سنوات..
أقتربُ جداً في مجازفةٍ بأكثر مِمَّا ينبغي..
فتسيلُ دموعي كمظاهرة فوق الخدود لا تخشى رصاصَ المليشيات..
فيُناديني صوتكِ من المجهول..
أسمعه بوضوح الرؤية والحواس والزمن (( لا تبكي، كفاك، بكاؤك يُعذبني في داري، في ممراتي العجيبة..
يجلدني آلاف المرات..
أريدك أن تسعد..
لا تنتظر قميصي الأبيض الذي تحبه، والذي عشقتني فيه حين كنتُ طالبة..
والذي كنتُ أطاوعك في ارتدائه لأرضي جنونك..
لا تنتظر بشائر عودتي، وصدق أني راحلة..
وعدتك ألا أتوقف عن حبك..
فكم تمنيتُ أن يمتد بي العمر لأحبك أكثر..
كم تمنيتُ أن أبقى في الحياة أكثر، فقط كي أستنشق رائحتك أكثر!..
كنتُ أحاولُ أن أختصر الزمن بين يديك..
لكن…….
أدرك أن الله قد اختارني..
فلا تجزع..
أعطني يدك لأُقبلها.. ثم غادرني إن كنتَ حقاً تريد لي الرقود بسلام..
وقد رقدتُ إلى الأبد ••