عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن
يتحكم اللوبي الصهيوني العالمي في ارادت الدول الأوروبية ودول العالم المتقدمة اذ انهم يفرضون وفق مصالحهم كافة سياسات تلك الدول حتى ان هذه الدول لا تستطيع حماية مواطنيها والامثلة كثيرة على ذلك منها استهداف طاقم المطبخ المركزي العالمي واستهداف قوات اليونيفيل مؤخراً في لبنان فبالنسبة للصهاينة كل شيء مباح ويجوز استهدافه بل وقتل حتى مواطني الدول الحليفة مع الكيان الصهيوني اذا كان ذلك يخدم مصالحها فإدارات هذه الدول بالنسبة للكيان الصهيوني مؤمنة بشكل كامل فهي لا تستطيع الخروج عن السياسات المحددة لها من قبل الصهاينة الامر الذي يجعل إدارات تلك الدول تقف عاجزة امام سياسات الكيان الصهيوني حتى في داخل هذه الدول اذ انها استطاعت وعلى مدار عقود من خلال احتكار الرواية الإعلامية وتوجيه المجتمعات باتجاه مصالحها حتى وان تعارضت مع مصالح الشعوب في هذه الدول من خلال الاعلام .
فالصهيونية العالمية لطالما ركزت عملها على احتكار سوق الاعلام ففقد عملت جاهدةً على تصدير صورة مغايرة للواقع بما تخدم أهدافه الاستعمارية منذ اوقات ما قبل النكبة وحتى هذا اليوم وبشتى الوسائل من الخطاب المباشر الى الدعاية الغير مباشرة من خلال الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية حتى الاعمال الاجتماعية والإنسانية لتكوين نمط تفكير وتأطير أساليب التفكير لدى هذه الشعوب وفق ما تريده الحركة الصهيونية في العالم ككل وفي كافة المجتمعات حتى بعض الشعوب العربية منها للأسف وتصدير قيم استهلاكية وبالأخص عند الشباب وانماط حياة محددة القناعات والأفكار والتي تخدم مصالحه الى غير ذلك من وسائل الدعاية المختلفة بطريقة ( دس السم بالعسل ) واختراق الثقافات وتشويه ثقافتنا العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام وبكل اللغات وفي كافة المجتمعات فكان الاعلام الصهيوني يخاطب كل مجتمع بما يناسبه ويحاكي ثقافته بإعتماد الأسلوب غير المباشر لاستقطاب الناس الى أفكاره الاستعمارية في الأصل وتجييشهم لهذه الغاية ، ولعل جيلنا يتذكر أفلام الكاوبوي الامريكية والتي كانت تصدر صورة حول قبائل الهنود الحمر تظهرهم على انهم مجرمون وهمجيون في حين انهم شعوب وقبائل استقرت في أميركا لآلاف السنين، قبل أن يسحقهم مستوطنون ومهاجرون أوروبيون اغتصبوا أرضهم وأقاموا عليها ما يسمى حاليا الولايات المتحدة الأميركية، وغيّروا في الوقت ذاته التركيبة السكانية والهوية الثقافية لأميركا الجنوبية حيث كانت لديهم ثقافتهم التي عملت أمريكا على طمسها ومحوها من الوجود لغياب وجهة النظر الأخرى وللأسف نجحت في ذلك وفي اقناع العالم ككل بالانحياز لصالح مجتمع المصالح الأمريكي الذي انشأه مجرمين منبوذين اخرجوا في الأصل من المجتمعات الأوروبية تم تجميعهم وفق مصالح محددة تتضمن مصالح أصحاب الأموال فقط واغلبهم من اليهود الصهاينة ، لذلك المجتمع الأمريكي عبارة عن شركة استثمارية لاصحاب الأموال وسوق حر متاح فيه كل شيء حتى الاتجار بالبشر ومن خلال الدعاية يتم تصدير الأفكار والسلع فكثرا ما يتم تصدير الأفكار التي تشعر الناس بحاجتهم لسلعة معينة انتجها مستثمرون في أمريكا .
بسبب انها لم تستطيع حشد الرأي العام العالمي الشعبي لصالحها بعد اكتشاف العالم لاكاذيبها تعيد الصهيونية العالمية وبالقوة فرض رواياتها الملفقة واكاذيبها وتستخدم نفوذها لمنع نشر اية حقائق حول زيف ادعاءات الكيان الصهيوني والذي بات معرى تماما امام كافة شعوب الأرض بفضل ما صنعته المقاومة الفلسطينية منذ بدء معركة طوفان الأقصى يوم 7/ أكتوبر/تشرين الأول/2023 م وحتى اليوم حتى انه بات يوصف كل من ينشر أي شيء يدين الكيان الصهيوني ب “معادٍ للسامية” تلك الجريمة التي لا يجرؤ احد حتى من قيادات الدول الأوروبية ودول العالم المتقدم ان يوصف بها او تحمل عواقبها بل حتى انتقاد الكيان الصهيوني باي شكل من الاشكال بل منع التحدث بالحقائق التاريخية حول نشأت الكيان الصهيوني تماماً كما حصل مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أشار الى ان الكيان الصهيوني قد نشأ في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال جلسة مغلقة لمجلس الوزراء الفرنسي وبسبب تسريب هذه التصريحات والتي لم يكن المقصود نشرها للعامة، اثارت الكثير من الجدل وردا عليها ، أصدر مكتب النتن ياهو بيانا قال فيه “نذكر رئيس فرنسا أن قرار الأمم المتحدة لم يكن هو الذي أسس إسرائيل” حسب البيان وأضاف النتن ياهو مخاطبا ماكرون بالقول “عار عليك! والكيان الصهيوني سينتصر بدعمك أو من دونه” ليعود ماكرون ويتنصل من تصريحاته ويلقي باللوم على وزراء ومسؤولين فرنسيين بسبب تلك التسريبات بالإضافة الى حادثة المكالمة التي جرت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو عبر الهاتف في شهر نيسان 2024م وكانت على خلفية استهداف جيش الاحتلال الصهيوني لفريق المطبخ المركزي العالمي التي أدت الى مقتل سبعة من أعضاء من جنسيات أوروبية وتداعيات ذلك..وبسبب انفعاله ورفع صوته عليه ، قدمت مذكرة الى مجلس النواب الأمريكي تطالب بتوبيخ الرئيس جو بايدن لدعوته إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة، خلال ذلك الاتصال وقد أظهرت الأحداث بعد ذلك استعداد الرئيس الأميركي بايدن وكبير فريقه الدبلوماسي لخسارة كل شيء مقابل استرضاء النتن ياهو ومجاراته في تلاعبه بالمقترحات المقدمة لوقف إطلاق النار غزة آنذاك .
الامر يتعدى ذلك لمنع تناقل اخبار تكشف حقيقة كذب الكيان الصهيوني رغم افتضاح كذبها فقد سادغضب كبير لدى اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة بسبب تصريحات لصحفية يابانية نفت فيها حدوث عمليات اغتصاب خلال هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول/2023 وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أن مركز سيمون فيزنتال ومقره الولايات المتحدة دعا الحكومة اليابانية للتنديد علنا بإنكار حدوث جرائم اغتصاب لنساء صهيونيات خلال هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مثلما ورد في فيديو الصحفية اليابانية ميكي أوتاكا جاء ذلك على لسان الحاخام أبراهام كوبر الذي بعث برسالة إلى السفير الياباني يامادا، يندد فيها بمقطع الفيديو الذي نشرته الصحفية اليابانية وقال فيها أن ما تحدثت عنه الصحفية اليابانية مجرد ادعاءات وأكاذيب “معادية للسامية” وتحدث الحاخام كوبر في رسالته عما أسماه حالات “معاداة السامية” باليابان بالرغم من ان ميكي أوتاكا قد نقلت اخباراً قد نشرتها سابقاً عدة وسائل اعلام عالمية أكدت وكالة أسوشيتد برس في مايو/أيار الماضي أن الروايات -التي تحدثت عن ارتكاب حركة حماس عنفا جنسيا في هجومها- تبين أنها ملفقة وليست صحيحة وعلى اثر ذلك تعرض مكتب الوكالة داخل الكيان الصهيوني الى المداهمة ومصادرة محتوياته وأوقفت بثها الحي الذي الذي كان يظهر المشهد في شمال قطاع غزة من موقع بمستوطنة سديروت بحجة مخالفة القانون الصهيوني الجديد لوسائل الإعلام الأجنبية وأوضحت الوكالة أن السلطات الصهيونية اتهمتها بمخالفة هذا القانون عبر تزويد شبكة الجزيرة بالصور ما فعلته الصحفية اليابانية كان اعادت نشر للحقيقة والتي نشرتها العديد من وسائل الاعلام.. اما السبب الحقيقي الذي اغضب الصهاينة هو تعرية الكيان الصهيوني في منطقة نفوذ وسيطرة إعلامية بالنسبة لها في محاولة يائسة لاعادة فرض اكاذيبها مجدداً وإيجاد مبررات لجرائمهم.. ضد الإنسانية امام المجتمع الياباني وبالقوة .
ومؤخراً اصدر مجلس الوزراء الصهيوني برئاسة النتن ياهو قراراً يلزم الهيئات الممولة من الحكومة الصهيونية بالامتناع عن التواصل مع صحيفة هآرتس العبرية أو نشر إعلانات فيها، بعد أن قال مالكها آموس شوكن إن “إسرائيل تسمي مقاتلي الحرية بالإرهابيين” وقالت الحكومة الصهيونية إن القرار يأتي ردا على “الكثير من مقالات هآرتس الافتتاحية التي أضرت بشرعية “إسرائيل” وحقها في الدفاع عن النفس، وخاصة التصريحات الداعمة للإرهاب التي أدلى بها شوكن” وذكرت صحيفة هآرتس أن وزير الاتصالات شلومو كرعي اقترح القرار الذي وافقت عليه الحكومة الصهيونية، مشيرة إلى أنه لم يظهر على جدول أعمال الحكومة الذي نشر قبل اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي وقد دفعت وزارة الداخلية في الكيان الصهيوني شوكن للاعتذار عن هذا الوصف، وأشارت صحيفة “إسرائيل اليوم” إلى أن شوكن أعلن اعتذاره خلال مؤتمر صحفي في العاصمة البريطانية لندن، وقال “لقد أعدت النظر فيما قلته، ولتجنب الشك حماس ليست مقاتلة من أجل الحرية، لقد كان يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) حدثا صادما” وأضاف “استخدام الإرهاب حسب وصفه غير شرعي، لقد كنت مخطئا عندما لم أقل ذلك.. كما هو الحال دائما في إسرائيل، كلامي يمثل موقفي الشخصي وليس موقف الصحيفة” .
وفي حديث له اشار وزير الدفاع الصهيوني ورئيس الأركان الأسبق لجيش الاحتلال موشيه يعالون حيث قال مؤخراً، إن الكيان الصهيوني” يقوم بتطهير عرقي في شمال غزة” ولم يعد هناك بيت لاهيا أو بيت حانون”، مضيفا أن “الجيش الإسرائيلي يعمل على تطهير جباليا حاليا” كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن يعالون قوله إن “الطريق الذي يتم جر الكيان الصهيوني إليه حاليا هو طريق احتلال وضم وتطهير عرقي بالنظر إلى ما يجري في شمال القطاع” وحول سياسة حكومة اليمين الصهيونية بقيادة النتن ياهو في الضفة الغربية وقطاع غزة، قال يعالون “يتم جرنا الآن للاحتلال والضم والتطهير العرقي، انظروا إلى شمال القطاع والتهجير والاستيطان اليهودي”، مضيفا أن “النتن ياهو يقود إسرائيل نحو الخراب”، وقد اثارت هذه التصريحات انتقادات من قِبل مسؤولين صهاينة فقد وصف وزير الخارجية الكيان جدعون ساعر تصريحات يعالون بأنها تصريحات “غير مسؤولة وغير صحيحة” حسب زعمه وقال إنها “تشوه سمعة إسرائيل”، داعيا صاحبها إلى التراجع .
اما الكاتبة الكاتبة اليسارية اليهودية الكندية نعومي كلاين فقد نشرت مقالاً في صحيفة الغارديان البريطانية خلال شهر نيسان الماضي قالت فيه : كأنه فصل يهودي جديد من فصول “لاهوت التحرير”، قصة “سفر الخروج” التوراتية، لتدعو لإنكار عبادة “العجل الذهبي” مجددا كما فعل بنو إسرائيل قديما، وتقصد به “صنم الصهيونية الزائف”، كما تسميه وقالت كلاين أمام تجمع لأميركيين (أغلبهم يهود مناهضون للحرب) في احتجاج دعا لوقف تسليح “إسرائيل”، ببروكلين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، “الكثير من أبناء مجتمعنا (اليهودي) يعبدون صنما زائفا.. إنهم مبتهجون به.. إنهم في حالة سُكر.. لقد دنسهم الوثن.. هذا الصنم الكاذب يُسمى الصهيونية وتلقت كلاين الكثير من الانتقادات من قبل الصهاينة .
على الرغم من انتقادات الكثير من اليهود لسياسات الكيان الصهيوني والتي قال بعضهم الى ما يقوم به الكيان بالجرائم بالإضافة الى ان قادة الاحتلال الصهيوني قد صدرت بحقهم مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية الا ان قيادات الدول الأوروبية لا تستطيع حتى انتقاد الكيان الصهيوني او اتخاذ أي اجراء بحقه فإدارات هذه الدول لا تملك ارادتها فهي مجرد ” طراطير” لدى الصهيونية العالمية وان عليهم الاقتناع باكاذيبهم سواء بالخديعة كالسابق او بالنفوذ والقوة فهم من لا امان.. ولا عهد لهم..