دفعت انحرافات تيار من الخارجيين شاعرا من مصر الحضارة إلى التساؤل قبل سنوات: «دين أبوهم اسمه إيه»؟! وقبل أيام من إعلان «الانتصار» سمعت في ما كان يوما «سويسرا الشرق» ما دفعني للتساؤل حول تيار مماثل وإن زعم العكس من خوارج هذا الزمان، «أي طريقة يتبعون وأي إله يعبدون»؟ قطعا لسنا نعبد ربا واحدا ولن نكون أبدا من ملة واحدة.
يتفاخر أحد الناجين من جولة القتال التي انتهت للتو أو تم تعليقها الثلاثاء، يتفاخر أمام كاميرا هاتف نقّال لصحفي أو ناشط، بأنه يعتز ب «النصر» الذي تحقق وأنه رهن إشارة «السيد» الجديد، وأنه على استعداد كأب لرضيع في الشهر السابع من عمره، مستعد -وهو في آواخر العقد الثاني أو بواكير الثالث من العمر- مستعد وهو بكامل قواه العقلية أن يقوم «بتفخيخ رضيعه» وإرساله -وكأنه «طرد»- إلى تل أبيب!
أعدت سماع ومشاهدة الفيديو مرات ومرات -عبر منصة أكس- سمعت ذلك الكائن الحي تحت وقع الصدمة والترويع، نعم «شَك آند أو» كتلك التي أعلنت عنها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حرب إسقاط نظام صدام حسين في العراق وتفكيك الجيش العراقي معه واجتثاث البعث بحسناته ومساوئه وأخطائه وخطاياه حتى تكون النتيجة للأسف تسليم العراق والمنطقة لتحالف ثبت في «الربيع العربي» المشؤوم المذموم أنه لصالح أولئك التيارين الخارجيين في نسختيه المذهبية -والمذاهب والأديان منها بريئة- تحالف المليشيات الموالية لنظام الملالي في طهران.
لعل التساؤل الذي طرحه يوما ما الصحفي الامريكي الواقف على يسار الحزب الديموقراطي توماس فريدمان «لماذا يكرهوننا؟» في أعقاب اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 لعله صار أكثر إثارة للأسف والألم إذ وصل «الكُره» إلى حد المجاهرة في العزم على «تفخيخ» أب لفلذة كبده الرضيع!!
لعل من المأمول في القائمين على الفكر قبل الأمن، التأمل في هذه الصورة الصادمة لعلها تفيق المغيبين وتسترد وعي الغائبين بأن الوصول إلى هذه النهاية المأساوة بدأ بالسكوت باسم «دي إي آي إيه» اختصارا برباعية كانت ثلاثية: الحرص على التنوع (دي) «دايفيرسِتي» والعدالة-المساواة النسبية أو النوعية (إي) «إكوِتي، و(آي) «إنكلوجِن» الشمول والقبول والأخيرة المضافة كانت (إيه) «أكسِسَبِلِتي» بمعنى ضمان حق الوصول!
فباسم التعددية والحرية تم السكوت عن انحراف «مفاخذة الرضيعة» في كتب شاذة لا ريب أنه كاذبة، حتى وصل الأمر إلى تفخيخها ذكرا وأنثى!!
من خلاصات تقرير الكونغرس في تحقيقات اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر الافتقار إلى قدر مكافحي الإرهاب والجريمة على تخيل ما قد يصل إليه «عقل» أولئك المعاتيه التي فعلت الأضاليل وسموم المخدرات فيهم الأفاعيل.
بعيدا عن تفاصيل الحرب وهدنتها وتداعياتها ثمة حاجة إلى النظر مليا في تلك الحالة حتى لا تصل يوما إلى مواقع قيادية أو نراها في دولة طالبة اللجوء فالتجنيس فتغيير قوانين البلاد التي فتحت ذراعيها دون تدقيق أمني مشدد «إكسترييم فِتينغ» حتى لا ينشروا أمراضهم الروحية والعقلية باسم التسامح وقبول الآخر!!