عروبة الإخباري –
بيروت الفن – الناقد السينمائي شربل الغاوي –
مروان خوري ، فنان شامل وشاعر الحب الذي استطاع أن ينحت اسمه في ذاكرة الموسيقى العربية بفضل إحساسه الصادق وإبداعه الفني الذي لا يشبه أحدًا. هو الملحن الذي صاغ ألحانًا صارت مرادفًا للعاطفة، والشاعر الذي جعل من كلماته مرآة تعكس أعمق مشاعرنا، والمغني الذي يأخذنا صوته إلى عوالم من الشوق والحنين
منذ بداياته، أظهر مروان قدرة فريدة على تحويل المشاعر المعقدة إلى أغانٍ بسيطة تحمل في طياتها معاني عميقة. أغنياته ليست مجرد ألحان، بل هي قصص مصوغة بحرفية تلامس القلوب وتبقى عالقة في الذاكرة. عندما تغني معه “كل القصايد من حلا عينيكي، من دفا إيديكي كتبتن وقلتن…”، تشعر وكأنك تعيش لحظة حب حقيقية، مليئة بالدفء والصدق
في كل أغنية، يعكس مروان تجربة عاطفية يعيشها كل من مرّ بطريق الحب. كلماته تخرج من القلب لتصل إلى القلب، مثلما يقول: “هودي الأغاني غرام سنين، هودي دموع ونغم وحنين… هودي أيامي معك، قلبي اللي بيوجعك، أنا لو لا الهوى أنا مين؟”. هو يجعلنا نرى أنفسنا في أغانٍ لا تخلو من العاطفة الصادقة، وكأنها كُتبت لكل واحد منا
الموسيقى التي تسجل قصص الحب
عندما يغني مروان: “علقتني بالهوا ولما الهوا رماني، تهجرني من غير سبب وتقول لو تنساني…”، يجسد تلك اللحظة المؤلمة التي يشعر فيها العاشق بالخيانة أو الفقدان. كلماته لا تكتفي بوصف الألم، بل تنقلنا إلى أعماقه، لتخبرنا أن الحب لا يخلو من الأوجاع
وفي مشهد آخر، يأخذنا مروان إلى لحظة النهاية في الحب، حيث يقرر الإنسان أن يضع حدًا للوجع: “بإيدك ع جمر كتوب، وارسم سهم وقلوب، وبآخر المكتوب، نقطة… انتهى!”، وكأن الحب، بكل جماله وقسوته، هو رحلة تنتهي حين تستنفد كل مشاعرها
لكنه لا ينسى أن الحب، مهما كان مؤلمًا، يبقى ذكرى عالقة. في أغنياته تجد تساؤلات العاشق الذي يرفض التصديق بأن الحب قد انتهى: “معقول إنساك؟ معقول تنساني أنا على طول؟ معقول ما نعود أحباب، نمرق متل الأغراب؟”. كلمات تحمل الحيرة والحنين، وتُظهر جمال التفاصيل التي نحاول أن نتمسك بها حتى بعد الرحيل
الحب والصراع الداخلي
في لحظات الفراق، يغني مروان بحسم وقوة: “شِلتك من قلبي، من عقلي، من فكري وبالي… ما بيمرق صوتك ولا وجك حتى بخيالي”. هو يعلمنا أن الحب، رغم جماله، قد يكون ضرورة التخلي عنه حلاً لاستعادة النفس. كلماته تعبر عن الألم الذي يشعر به العاشق حين يقرر أن يحرر نفسه من قيود حب لا يحمل سوى الوجع
لكن مروان لا يتوقف عند لحظات النهاية فقط، بل يغني عن التغيرات التي تصيب العلاقات في مراحلها المختلفة. “في شي عم بيغيب، أنا عم حسّك غريب، ضايع مني ضايع حدّي وعم دوّر عليك…”، في هذه الكلمات يعبر عن تلك اللحظة التي يصبح فيها الحبيب شخصًا آخر، غريبًا رغم قربه
لغة الحب الصادقة
مروان خوري هو الفنان الذي استطاع أن يخلق لغة موسيقية خاصة به، لغة تترجم مشاعر الحب بكل تناقضاته: من الشوق إلى الحزن، ومن الحنين إلى الفقد. أغنياته ليست فقط ألحانًا وكلمات، بل هي رسائل حب تعبر عن مشاعرنا كما هي، دون تجميل أو تصنع
بكلماته، يُظهر مروان كيف يمكن للحب أن يكون أجمل ما في الحياة، وأحيانًا أثقل ما نحمله. هو الفنان الذي جعلنا نعيش الحب بصوته، ونحزن معه، ونجد في أغنياته عزاءً لأرواحنا. مروان خوري ليس مجرد مغنٍ أو ملحن، بل هو شاعر القلوب، ورفيق الأحلام التي تسكننا جميعًا