عروبة الإخباري كتب سلطان الحطاب
الزيارة الملكية للكرك كانت الأفضل بين كافة الزيارات الملكية، لأكثر من سبب، فقد جاء مضمون هذه الزيارة ليجيب على عديد من الأسئلة ويقدم تشخصياً معقولاً يحاول أن يخرج عن التوصيف الى العلاج
.. أفضل تقييم للزيارة، استمعت اليه من الدكتور محمد ذنيبات، رئيس مجلس إدارة شركة الفوسفات، الذي أشار الى كلمة جلالة الملك وأهميتها ومعالجتها لحاجات الكرك وخاصة الكرك القديمة، التي بدت مهجورة، إذ ارتحل منها أهلها للأطراف أو القرى أو العاصمة، فقرى الكرك العديدة أكثرها جاء من تفريغ المدينة التي تعبت بنيتها التحتية ولم تعد صالحة وبقيت الكثير من بيوتها الآن اما مهجورة أو بحاجة الى ترميم، فقد أثنى على شركات الجنوب وخاصة دور البوتاس العربية وإدارتها.
التوجيه الملكي جاء ليدعو الى الاهتمام بالكرك ودعم مشاريعها وسكانها والى ايجاد تنمية مستمرة لائقة، وفي ذلك دعوة لرؤوس الأموال والميسيورين وكذلك الشركات المنتجة الكبرى كالفوسفات والبوتاس، الى النهوض بدورهما وإعادة انتاج هذا الدور ليكون أفضل وأكثر إصابة للأهداف.
اللافت أن احتفال الكرك باستقبال جلالة الملك عبد الله الثاني والأمير حسين ولي العهد، جاء مميزا ومرتبا ومفيدا، وقد جاءت الدعوات مدروسة لتمثل كل ابناء الكرك بمختلف قراهم ونجوعهم وعشائرهم، وهذه الدعوات التي لم يتجاوز حضورها ال (250) عدداً ربما اثارت البعض وربما ازعلت من لم يدعى، ولكن كان لذلك ضرورات أبرزها احداث الفائدة الأكبر من الاجتماع.
اطلعت على الزيارة واتمنى على وسائل الإعلام التركيز أكثر على مثل هذه الزيارة ليس بالصورة الشكلية السريعة الوصفية، ولكن بصورة تحليلية تنوب فيها وسائل الاعلام الوطنية المسؤولة بحمل القضايا المطلبية والعامة والملحة الى الاجتماع، وايضاً تحيل هذه المطالب وفرزها وتقديمها كاستحقاقات من حق الناس أن تطالب بها.
اختلفت في اعتقادي الصيغة القائمة الآن والمتثلة في الزيارة الكركية عن الصيغ السابقة، فجلالة الملك لا يريد كلاما كثيرا وخطابة وإنما يريد الاطلاع بسرعة وبدون ديباجيات مغرقة على قضايا المواطنة في الأماكن التي يزورها، خاصة وأنه بصحبة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان صاحب الخبرة في مرافقة الملك والاطلاع على تفكيره، فقد كان مديراً لمكتبه، فهو يدرك أن جلالة الملك يريد الزبدة في الاشياء ولا يريد ادامة التشخيص وانما كتابة (روشتة) وصفة العلاج ومتابعة هذه الوصفة وليس وضعها في الأدراج، وهذا ما استمعنا اليه في توجيه الملك لرئيس الديوان حول جملة من الخطوات التي يجب ان تتخذ، اللقاءات ليست تظاهرات، وإنما زيارات مكثفة من العمل الميداني واخذ مضامينه مقاطع لجعل امكانيات التغيير أسرع وأفعل.
في بلادنا بطالة شديدة تصل الى 25% وهناك من هم تحت خط الفقر بدرجات لم يعد لها وصف أو تسميات، وهؤلاء لا ينتظرون ولا بد من ضرورة ان تتحول المسؤولية الاجتماعية في شركات الجنوب الكبرى ولدى القادرين الى برامج حقيقة مدروسة بعيدة عن الارتجال والى احراءات .. فاعلة في مساعدة هؤلاء وبعضهم تحسبهم اغنياء من التعفف ووقف نزيف التعليم غير المجدي الذي يستهلك طاقات وامكانيات أهل الجنوب في خريجين لا يعملون.
لا ينقصنا التشخيص أو الشكوى التي وصلت حد الندب… وانما الإصلاح الذي يجب ان يبدأ فوراً كما أمر الملك