عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن
يترصد العالم كله ويترقب تولي الإدارة الامريكية الجديدة المنتخبة مهامها باهتمام وحذر شديدين في محاولة فهم النسق العام للفترة المقبلة والتي لن تختلف كثيراً عن الفترة السابقة فقد بدأها الرئيس المنتخب دونالد ترامب بعملية “استهبال” فجّة وواضحة تماماً، وللتوضيح مقولة “الاستهبال” هي مقولة شعبية ويستخدم هذا المصطلح في بلادنا العربية وان اختلفت مرادفاته ومعانيه ففي مصر تقال ( اعمل عبيط ) اما في سوريا ولبنان فتقال ( اسلبها جدبه او اجدبها ) اما في بلادنا تقال بطريقة ( سوق الهبل او استهبل او تتخوث ) و هذه المصطلحات وان اختلفت في اللفظ الا انها تعني ان تدعي الغباء او عدم المعرفة بشكل نهائي حول موضوع ما بهدف خداع الاخرين او من تتحدث معهم اما لتبرئة نفسك او للحصول على مكاسب او الخروج من موقف محدد حول امر ما او التنصل من التزامات دون ان تبذل أي مجهود لذلك وبلا تكلفة فهي باختصار تقوم بطريقة ان تدعي الغباء بهدف خداع و( استغباء ) الاخرين وهذا بالضبط ما تفعله السياسات الامريكية مع المجتمع الدولي بشكل عام عندما تريد تسويق كذبة جديدة او فكرة او موضوع معين الا انها وللأسف غالباً ما تنجح .
فقد أفادت التقارير الإخبارية التي تناقلتها وسائل الاعلام المختلفة بأن الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ تحدث مع دونالد ترامب بعد فوزه في الانتخابات، وأكد له أن إطلاق سراح 101 أسير من الصهاينة يعد “قضية عاجلة” و”صُدم ترامب في البداية عندما أبلغه هرتسوغ بأن نصف الأسرى الصهاينة لا يزالون على قيد الحياة”، إذ كان يعتقد أن معظمهم قد ماتوا في القطاع ووهذه عملية “استهبال” واضحة فلطالما كانت المفاوضات بشأن صفقة إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار مستمرة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على أهالي قطاع غزة وكانت وسائل الاعلام المختلفة وفي وقت سابق قد نشرت اخباراً حول ما دار خلال لقاء الرئيسين الأمريكيين يوم الأربعاء 13/11/2024 حيث ناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، مشكلة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة خلال اجتماع في البيت الأبيض الذي عقد بين بايدن وترامب ولمدته 90 دقيقة في المكتب البيضاوي حسب التقارير الإعلامية انذاك ، وقد أخبر بايدن عائلات الاسرى المحتجزين في غزة أنه وترامب متفقان على أن مشكلة “الرهائن” ملحة وأنهما يريدان حلها قبل 20 يناير وقد طلب بايدن خلال اللقاء من ترامب العمل معه للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار و”إطلاق سراح الرهائن بين الكيان الصهيوني وحركة حماس، وأن بايدن يريد استخدام الشهرين المتبقيين له في منصبه للخروج من “المأزق الذي اطال أمده في المفاوضات” بشأن الصفقة، في حين قد يرغب ترامب على الأرجح في تقليل عدد الأزمات قبل تسلمه مهامه واثناء حملته الانتخابية حسب مسؤولين أمريكيين وكان قد حذر ترامب نفسه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي جرى في في يوليو (أن أولئك الذين يحتجزون رهائن أميركيين في الخارج “سيدفعون ثمناً باهظاً للغاية” إذا لم يتم إطلاق سراحهم قبل توليه منصبه) وفي عملية “استهبال” أخرى فقد قالت القناة 12 الصهيونية إن آموس هوكشتاين أبلغ المسؤولين الصهاينة أنه أقنع اللبنانيين بغالبية القضايا الخلافية، وأنه بالإمكان التقدم الآن في هذا السياق، وبدورها، فقد نقلت القناة 13 عن مسؤولين صهاينة أن هوكشتاين حدد للكيان الصهيوني ولبنان سقفا زمنيا للتوصل لاتفاق، مهددا “بالانسحاب من الوساطة” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد علماً بانه لا يمكن ان يكون وسيطاً لانه في الاساس طرف في الصراع كون انه مبعوث امريكي والكثيرين من المحللين السياسيين وصفوه بمندوب الكيان الصهيوني فمنذ بداية وساطته جاء الى لبنان ليبلغهم فقط بشروط الكيان الصهيوني فكل ما يفعله هو إعطاء المزيد من الوقت للكيان الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم وبالرغم من كشف الأكاذيب الصهيونية الامريكية الا ان الكثير من إدارات الدول الأوروبية تعتمد وتسوق هذه الأكاذيب كحقائق رغم معرفتهم زيفها فاصبح العالم ينتقل من “استهبال” الإدارة الامريكية الحالية ومثال عليها تهديد هوكشتاين بالانسحاب من “الوساطة” بين الكيان الصهيوني ولبنان الى “استهبال” الإدارة الامريكية الجديدة متمثلة بادعاء ترامب بعدم معرفة ان العديد من الاسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية لا يزالوا احياء..! فهم من لا امان.. ولا عهد لهم.
لا عهد لهم.. استهبال منذ البداية..!
5