عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
لم اعرف أخلص منه لعمله ولا أدق منه في إنجازه، أمضى في مهنة التأمين متسلسلا لأكثر من نصف قرن قبل أن يركن الى التقاعد وهو متحمس لذلك والقليلون هم من لم يسرقهم الوقت، قبل ان يتوقفوا ليعشوا نمطاً آخراً جميلاً من الحياة، وهو الاستمتاع بالتقاعد.
تعرفت عليه منذ سنوات، وقد كنت ازوره واستمع اليه عن التأمين وكثير من الموضوعات العامة، آراوه تتميز بالاعتدال والبعد عن الغلو والتطرف، فقد ظل يؤمن بالواقعية والممكن، ويرى أن شرف الحياة يكمن بالعمل والإخلاص له.وبقي شعاره في المهنة (من عمل في مهنة واستفاد منها عليه ان يعيد شيئا مما استفاده )
وصل أوج عمله وقد كرم أكثر من مرة، بالاضافة الى قيادته لواحدة من أهم وأشهر شركات التامين الاردنية، وهي شركة الشرق الاوسط للتامين فقد صعد بها لتاخذ مكانتها في المقدمة خاصة انه شغل موقع الرئيس التنفيذي فيها كما شغل متطوعا عضوية مجلس أمناء جمعية رجال الأعمال الأردنيين
وكان سنداً حقيقياً في توفير البيئة المناسبة لتبادل الخبرات داخل الجمعية وتوسيع التعاون مع البلاد العربية والاجنبية واعطاها بعداً مؤسسياً وتمكينها من أحداث دور مناسب
. والدكتور الصويص حائز على جائزة الموتمرالعام للاتحادالعربيي العام للتامين
في أخلاقيات الدكتور رجائي المودة وحب الآخرين واحترامهم واعطاء كل شخصية ما تستحق، فهو لا يعرف المداهنة ولا الرياء ولا يرغب في ذكر احد بما هو ليس فيه، ويجعل معيار التعامل بينه وبين من يعمل معه مصلحة العمل ولا غير ذلك،
غير مفرط في علاقاته، فهو يختار أصدقاءه بعناية ويحاول الحفاظ عليهم.
تميز بالدقة فهو لا يتجاوز الخطأ الاّ مصححاً أو منتقداً، ويقدم ذلك في صيغة حضارية، وقد اختبرت فيه هذه الصفة حين كلفت من جانب الشركة بتأليف كتاب عن الفحيص، وقد اعتنى بذلك حتى الاشهار، وقد افدت كثيراً من أفكاره وملاحظاته.
ظل يحترم رؤساءه ويذكر فضلهم، ولذلك احترمه من كان مسؤولاً عنهم وذكروا له فضله.
لعب الدكتور صويص بحكم مهنيته ودرجة تعلمه العالية دوراً بارزاً في تطوير الشركة ونقل خبراته الواسعة اليها والمنقولة من كل الأعمال التي انخرط فيها أو حملها معه. ولحبه لعمله فقد خصص باسمه جائزة الدكتور رجائي الصويص للتأمين وهي تقدم للمرة الخامسة على التوالي سنويا وذلك لافضل بحث في التأمين على المستوى العربي وبتقييم من الاتحاد العام العربي للتأمين ويحرص ان تبقى الجائزة مستمره حتى بعد وفاته
لقد كان موقع ثقة رجل الأعمال والشخصية الأردنية البارزه المعروف سمير قعوار، أبو زيد، وها هو الدكتور رجائي الصويص يغادر موقعه على غير رغبة اصحاب الشركة، الذين اثنوه عن هذه الخطوة عدة مرات ومنذ سنوات، ولكنه ظل يؤمن أن هذه الخطوة قادمة وانها استحقت الآن، وها هو يغادر ونودعه من مكتبه وهو في اتم الرضا عن ما انجزه وقد اكتفى بخطوات كبيرة وحقق نجاحات ستذكر له.
من الصعب تعويض موقع الدكتور صويص، ولكنها سنة الحياة التي تمضي ويجد هذا الكون من يعمره ويواصل البناء فيه.
لا أريد أن أتوقف على جوانب حياته العملية الواسعة او التعليمية، فقد يكون في موقع آخرذكر ذلك ولكني كنت استمع اليه وانا أجالسه وهو يتحدث عن عمان في الخمسينات وعن متجر والده بالقرب من الجامع الحسيني وعن الفطنة التجارية التي كان يتحلى بها وعن الجيران وعن العمل وأخلاقيات الجوار، وعن الفحيص التي احبها كثيرا، وظل حريصاً على ان تواصل التطور وعن شبكة علاقته فيها والتي اختبرتها وانا اتردد على المدينة وأصور معالمها وازور كنائسها وفي البلدية والمراكز العامة الآخرى، وقد صحح كثيراً من الروايات عن المدينة ومكونات الكتاب الذي أنجزته بعنوان الفحيص صبيان الحصان
وحين كان لا يريد التوسع في الشرح، خشية عدم الدقة كان يحيل الى من هو في مجال التخصص أو المعرفة.
الدكتور رجائي الصويص، الذي ينتمي لعائلة من أشهر العائلات في البلقاء، دارس جيد للتاريخ ولديه معرفة بزملاء مهنة من دول عربية عديدة شاطرهم مشاركة العمل والمؤتمرات.
يغادر رجائي الصويص شركة الشرق الأوسط للتأمين، وقد ترك فيها ادارة نابهة شكلها من خلال الممارسة النشطة والاخلاص، ولذلك فإنه يستحق التكريم ويستحق أن يبقى أسمه مذكوراً بالتقدير. فقد حافظ ان تبقى شركته في المقدمة كما ان الدكتور صويص وتخليدا لدوره تبرع بتجهيز قاعة كاملة في كلية الهندسة بالجامعة الأردنية فقد كان تخرج من بريطانيا في جامعة ستي بالدكتوراه ومن معهد الزمالة في مجال التامين من لندن ايضا
نتمنى للدكتور تقاعدا مريحاوسعيدا وحياةممتده فقد زرع مايبقى