عروبة الإخباري –
إنّ الحديث عن الأردن ليس حديثاً عن وطنٍ عاديّ، بل عن حصنٍ عربيٍّ شامخٍ لطالما كان ملاذاً للأشقاء والمنكوبين، وعوناً لمن جار عليهم الزمان. في ظلّ الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية، وما تواجهه من صراعاتٍ وفوضى، يتوجب على الجميع أن يدركوا أن الأردن ليس مجرد وطن، بل هو قلعة للأمن والاستقرار.
إن استخدام السلاح فوق الأرض الأردنية ليس مجرد جريمة جنائية، بل هو ضربٌ من الإرهاب الذي يهدد وحدة الوطن وأمنه. ليس هناك أي مبرر أخلاقي أو وطني لزج السلاح في مجتمعٍ بني على التكافل والتآخي. هذا السلوك لا يُعد خطاً أحمر فقط، بل هو خطٌ محرمٌ وطنياً وشرعياً، لأنه يهدد أمن الأردنيين وسلامتهم.
الأردن الذي احتضن عبر تاريخه أبناء الأمة من كل صوب، ووقف إلى جانبهم في محنتهم، لا يمكن أن يُكافأ بالإرهاب أو الفوضى. أرضه الطاهرة وسماؤه المليئة بالأمان لا ينبغي أن تُستباح بسلاحٍ عبثي، يضرب استقراره ويدفع به نحو هاويةٍ لا عودة منها.
إن الحفاظ على أمن الأردن ليس مسؤولية الأجهزة الأمنية وحدها، بل هو واجب وطني على كل مواطن ومقيم على هذه الأرض. الأمن هو حجر الزاوية في استقرار أي مجتمع، وإذا اختلّ، فإن كل شيء آخر ينهار.
على الشباب الأردني أن يدرك أن استخدام السلاح ليس بطولةً ولا شجاعة، بل خيانةٌ للوطن الذي احتضنهم وضمن لهم مستقبلاً آمناً. على الجميع أن يعضّوا على أمن الوطن وقائده بالنواجذ، إدراكاً بأنّ المنطقة بأسرها مهيأة للفوضى، وأي زعزعة لاستقرار الأردن تعني سقوط آخر الحصون في وجه الإرهاب والتطرف.
إن أي عمل يهدد استقرار الأردن يُعدّ خروجاً عن مبادئ الدين والقيم الأخلاقية. الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى الحفاظ على الأرواح وصيانة المجتمعات من الفساد. وكل من يمارس الإرهاب أو يبرره، يقف على النقيض من تعاليم الدين.
الوطن ليس مجرّد حدودٍ جغرافية، بل هو شعورٌ بالانتماء والولاء. ومن يفقد هذا الشعور ويختار أن يعبث بالأمن من خلال السلاح والإرهاب، يضع نفسه خارج إطار الوطنية والشرعية.
لقد كان الأردن دائماً نموذجاً في التسامح والأمن والاستقرار. ورغم كل التحديات الاقتصادية والسياسية، ظل واقفاً بفضل حكمة قيادته، وتكاتف شعبه، ووعي أبنائه.
إن أي مساس بأمنه هو تهديد ليس فقط له، بل للمنطقة بأسرها. ومن هنا، فإن مسؤولية الجميع هي الدفاع عن هذا الحصن العربي الأخير بكل ما أوتوا من قوة، والوقوف في وجه كل من يحاول العبث به، سواء كان إرهاباً مباشراً أو تهديداً داخلياً.
الأردن ليس مجرد دولة، بل هو رسالة أملٍ واستقرارٍ للعرب. استخدام السلاح فوق أرضه إرهابٌ مرفوض وعبثٌ مدان. علينا جميعاً أن ندرك أهمية هذا الوطن، ونقف صفاً واحداً خلف قيادته وجيشه وأجهزته الأمنية، صوناً لآخر القلاع العربية الباقية وسط أمواج الفوضى.