ناقشت الباحثة الباكستانية “سونيا طارق” في قسم الأدبيّات/ كليّة اللّغة العربيّة/ الجامعة الإسلاميّة العالميّة/ باكستان رسالتها الماجستير استكمالاً لمتطلّبات الحصول على درجة الماجستير في قسم الأدبيّات حول مسرح الكبار عند الأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة)، وقد حملت الرسالة عنوان: “سيلفي مع البحر ومسرحيّات أخرى لسناء شعلان: دراسة فنيّة تحليليّة”.
أشرف على الباحثة في رسالتها هذه الدكتورة الباكستانيّة د. سعادة عظمى من الجامعة الإسلاميّة العالميّة، في حين تكوّنتْ لجنة المناقشة من: د. غزالة شاهين/ مناقشة داخليّة، ود. سعادة عظمى/ مشرفة، ود. سميع الله زبيريّ/ مناقشاً خارجيّاً من جامعة إقبال المفتوحة الباكستانيّة الرّئيس السّابق لقسم اللّغة العربيّة الذي له دراسات مهمّة في الأدب العربيّ فضلاً عمّا نال من جوائز بحثيّة وأكاديميّة، وقد قدّم عرضاً مستفيضاً حول المسرح عند الأديبة أ. د. سناء الشّعلان، كما توقّف عن مناحي الجمال والتّجريب والأهميّة في هذه التّجربة المسرحيّة النّسويّة المعاصرة التي تُعدّ من العلامات المسرحيّة العربيّة المعاصرة المهمّة والجدليّة، كما توقّف عن خصوصيّة هذا المسرح رابطاً ذلك بما تناولته الباحثة في هذا الرّسالة التي أشاد برصانتها وأهمّية موضوعها المرتبط باسم أدبيّ عربيّ نسويّ معاصر مهمّ جداً، ويُعدّ علامة في الأدب العربيّ الحديثّ، وهي أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة).
تكوّنت الرّسالة التي اعتمدتْ على الجانب التّحليليّ والفنّي من تمهيد وفصلين وخاتمة ونتائج وأهمّ المقترحات فضلاً عن قائمة المصادر والمراجع. جاء التّمهيد بعنوان (مدخل إلى المسرح)، ويتكوّن من مبحثي: المسرح في أدب فلسطين، ونبذة عن أديبة سناء الشّعلان.
أمّا الفصل الأوّل الذي يحمل عنوان (عرض ودراسة) فقد اشتمل على ثلاثة مباحث تحمل على التّوالي العناوين التّالية: عرض وتلخيص المسرحيّات، والمسرحيات وموضوعاتها، وتأثير الكاتبة الثقافية في مسرحياتها. في حين أنّ الفصل الثّاني فقد حمل (دراسة فنية تحليلية)، وهو يشتمل على أربعة مباحث، وهي على التّوالي: الحدث، والحوار، والشّخصيّات، والصّراع.
عن هذه الرّسالة وأهمّيته وموضوعها قالت الباحثة سونيا طارق: “إن جمالية النص المسرحي تجسدت في الموضوع المتناول الذي حاكت فيه الكاتبة الوضع العربي المعايش بشكل عام والواقع الفلسطيني على وجه الخصوص. فكانت الأديبة سناء الشعلان تعادي وترفض في مسرحياتها كل أشكال الاستبداد والظلم. هذه المسرحیات المختارة للكاتبة الأردنية ذات الأصول الفلسطينية د. سناء الشعلان. صدر في عمان العاصمة الأردنية عن أمواج للنشر والتوزیع “سيلفي مع البحر ومسرحيات أخرى”، وهي مجموعة مسرحية تضم ست مسرحيات وهي: دعوة على شرف اللون الأحمر، و سيلفي مع البحر، ووجه واحد لاثنين ماطرين، ومحاكمة الاسم ×، والسلطان لا ينام، وخرافية سعدية أم الحظوظ. وهي تقع في ٨٤٤ صفحة من القطع المتوسط.
تتراوح المسرحيات بين مسرحيات متعددة الشخصيات وبين مسرحيات مونودرامية، وهي تقّدم مستويات مختلفة من الرؤیة تجاه الصراعات التي یعيشها الإنسان المعاصر لاسيما العرب في خضم ظروف قهرية وقوى ساحقة وتحديات كبرى وتصدعات حياتية.
المسرحیات في هذا الكتاب تقّدم تجارب مختلفة في استخدام مسرح التغریب ومسرح اللامعقول ومسرح العبث ومسرح الفرجة الشعبية، كما تستحضر التراث وجماليات الشكل في بناء صراع المسرحية. لكن الجو العام في هذه المسرحيات قد غلبت عليه أجواء مسرح التغريب بما في ذلك من هدم الجدار الرابع في المسرح، والتغريب، والمزج بين الوعظ والتسلية، واستخدام المشاهد المتفرقة واستخدام الأغاني والأناشيد واللوحات الاستعراضية داخل العرض المسرحي. كما خيمت عليه أجواء السوداوية والكابوسية والعوالم الخراب والمآلات القاسية.
تصف هذه المسرحيات السقوط البشرى ويتم تمييز السلوكيات التي تشير إلى انهيار الغرائز وانهيار الضمير. تصور بعض هذه الأعمال الدرامية الإنسانية بطريقة يتم فيها تجاهل الإنسانية. ويذكر الشخص الذي يرتكب المعاصي بغير شعور أو ندم. هنا يبدو أن الأخلاق تتحول إلى جشع وشهوة.
في هذه المسرحيات وصف اضطهاد أهل فلسطين وكيف يعيشون حياتهم في مواجهة التناقض. ظهرت الاهتمامات والتّحيزات في مسرحيات سناء الشّعلان. وتحاول الكاتبة تغيير هذه الأشياء وتجلب الأمل في الحياة، كما تحاول الإقناع نحو طريق الإخلاص”.
وختمت الباحثة دراستها بجملة من النّتائج أجملتها في ملخّص البحث، ومنها: أخذت الكاتبة سناء الشعّلان في مشاهد المسرحيات مرجعية المتلقي (قارئ) بعين الاعتبار، بمعنى أنها ركزت على عوالمه من تجربة ثقافية تاريخية أو سياسية اجتماعيه وهكذا يصبح المشهد المسرحي المتخيل مبينا الفارق بين ما نقرؤه وما نعيشه. كما تّمست مسرحيّاتها بالخيال والتصوير الفني الجمالي من خلال توظيفها للأشكال مختلفة تتجاوز الواقع إلى الفوق طبيعي، واستطاعت أن ترسم عالم متخيل بأسلوب يتوافق مع الأحداث عن طريق العجائبي، وهي
تتحرّر من التقنيات التقليدية وتأتي بطابع جديد يتماشى مع الحداثة، كما سعت الأديبة سناء الشّعلان إلى إنجاح نصها المسرحي ببراعة مذهلة عبر لغتها الخلاقة وحسها الإنساني النبيل