أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن سماح الغرب لكييف بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على العمق الروسي، يثبت أنه لم يعد بحاجة إلى أوكرانيا وتخلى عنها.
وقالت زاخاروفا في تعليق لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا” على فرار بعثات السفارات الأجنبية من كييف: “هذا يثبت أن أوكرانيا والأوكرانيين أداة للغرب – وبعد تعطلها لم يعد لها قيمة”.
وأضافت: “دعونا نتذكر أنه وفقا للخبراء، فإن أحد الخيارات الأربعة للرد على الضربات بعيدة المدى يمكن أن يكون توجيه ضربات إلى أهداف في أوكرانيا، والتي تجنبتها روسيا في السابق، تستهدف شبكات التدفئة والاتصالات وحتى المباني الإدارية في كييف، وصولا إلى المجمع الموجود في بانكوفايا”.
وبحسب “كومسومولسكايا برافدا”، كانت آخر مرة حدث فيها رحيل للبعثات الدبلوماسية من كييف في فبراير 2022، عندما لم يكن الغرب يعرف بعد طبيعة الرد الروسي، وقام البنتاغون حينها بتقييم الوضع بنفسه، وأشار إلى أن التحرك المفضل للدول في مثل هذا الوضع هو القصف الشامل للمدن، لكن تبين أن روسيا أكثر إنسانية.
وكان السبب الجديد للفرار هو الخوف من ضربة جوابية على السماح لكييف باستهداف العمق الروسي بالصواريخ الغربية بعيدة المدى. ووفقا لحسابات واشنطن، فإن الثمن المدفوع مقابل السماح بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى سيصل إلى كييف، وليس من المعتاد في البيت الأبيض أن يشعر بالأسف على الأوكرانيين.
وأعلنت السفارات الأمريكية واليونانية والإسبانية والإيطالية في العاصمة الأوكرانية كييف إغلاق أبوابها أمام المواطنين يوم الأربعاء، تحسبا لهجوم روسي كبير.
وفي وقت سابق، قال قسم الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأمريكية في منشور على منصة إكس، إن السفارة الأمريكية في كييف تلقت معلومات عن هجوم جوي كبير محتمل يوم الأربعاء وستغلق أبوابها.
ويأتي التحذير بعد يوم من استخدام أوكرانيا لصواريخ أمريكية من طراز “أتاكمس” لضرب أراض روسية مستغلة تصريح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتهية ولايته.
وفي ضوء هذا القرار، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمرسوم له صدر أمس الثلاثاء العقيدة النووية المحدثة للبلاد، حيث قال الكرملين تعليقا على توقيع المرسوم الرئاسي بشأن سياسة الردع النووي، إن تحديث العقيدة النووية الروسية كان أمرا ضروريا لجعلها تتماشى مع الوضع السياسي الراهن.