رؤى ملكية لمستقبل مشرق نمضي نحوه بخطى ثابتة نسير بها خلف قيادتنا الحكيمة الفذة. فهذه الرؤى تمثل محطة هامة جدًا لتحديد معالم التحديث السياسي والاقتصادي، والأولويات التي يجب أخذها بعين الاعتبار. كما أن اهتمام جلالة الملك المفدى بجميع قضايا الوطن والمواطن يبرز التحديات والصعوبات التي يواجهها الأردن، مؤكدًا على التلاحم الوطني والتعاضد الأردني. فنحن الأردنيون نسيج واحد نعمل جميعًا من أجل الوطن.
تحدث جلالة الملك عن أهمية تعزيز الاقتصاد الوطني وإيمانه المطلق بالشباب وتمكينهم وخلق فرص عمل لهم، وتعزيز دورهم في المجتمع، إضافة إلى تمكين المرأة التي هي نصف المجتمع ودورها الفاعل. كما تحدث عن أهمية تحسين القطاع العام وتقديم الخدمات النوعية للمواطنين بعدالة ونزاهة والسير بعجلة الإصلاح السياسي. إن هذه الأهداف تتحقق من خلال التعاون بين جميع مؤسسات الدولة، لأن النجاح يتطلب شراكة حقيقية بين الحكومة والمواطن.
كما أكد جلالته على ضرورة التكيف مع التغيرات العالمية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الإقليم والاقتصاد الإقليمي. أشار جلالة الملك أيضًا إلى الإصلاح السياسي وأهميته كركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة. كما تناول دور الأحزاب البرامجي وأهمية الحوار الوطني في الوصول إلى توافق يخدم المصلحة العامة.
وأكد جلالة الملك في خطاب العرش السامي أن موقف الأردن من خلال السياسة الخارجية والشأن الخارجي ثابت وواضح تجاه قضايا الإقليم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. أشار جلالته إلى أن الأردن هو دولة راسخة الهوية لا تغامر في مستقبلها، بل تحافظ على إرثها الهاشمي وانتماءها العربي والإنساني. فمستقبل الأردن لن يكون خاضعًا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه. كما أكد جلالته أن الأردن سيبقى مدافعًا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مع الحفاظ على العلاقات الأردنية الجيدة مع مختلف الدول لتحقيق الاستقرار في المنطقة، إذ إن السلام العادل هو السبيل الوحيد لرفع الظلم التاريخي عن الأشقاء الفلسطينيين.
وقد أشار جلالته إلى أن القدس كانت وما زالت وستبقى أولوية أردنية هاشمية، نواصل الدفاع عن مقدساتها والحفاظ عليها استنادًا للوصاية الهاشمية التي نؤديها بشرف وأمانة. فموقف الأردن ثابت بكل صلابة في وجه العدوان على غزة والاعتداءات الإسرائيلية. لقد بذل الأردن الكثير من الجهود لوقف إطلاق النار، وما زال وسيبقى يبذل. فكانت هذه الجهود جبارة، كما وقف الأردن إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين يضمد جراحهم ويوفر لهم الدعم اللازم. فكان الأردن أول من أوصل المساعدات جوا وبرًا إلى الأشقاء في غزة، وسنبقى معهم حاضرًا ومستقبلًا.
كما وجه جلالة الملك تحية إلى النشامى النشامى من أبناء قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، مؤكدًا أنهم أدوا التحية للعلم، الذي هو رمز الدولة، ولبوا الواجب بكل شرف. سيبقى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية مصدر فخر واعتزاز لوطنهم وأمتهم، وسيبقون كما هم دائمًا على العهد.
سنسير بخطى ثابتة خلف قيادتنا الحكيمة في مسيرة البناء والتقدم. كما أكد جلالة الملك أننا سنواصل البناء، وسيكتب الأردن فصولًا جديدة في مسيرته التي ستبقى مسيرة غالية واغلى ما فيها الإنسان. وهذه الكلمة تذكرنا بشعار المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال: “الإنسان أغلى ما نملك”، ما يشعرنا أن مسيرة الهاشميين ثابتة وأصيلة، وأن الحب المتبادل بين القيادة والشعب باقٍ إلى الأبد.
فقال جلالة الملك المفدى: “أغلى ما فيها الإنسان”، ونحن نقول: “أغلى ما فيها الملك الإنسان”، الذي نبادله الحب والولاء، فنحن منه وإليه. وأشار جلالته إلى أن الأردن سيبقى عظيمًا طيبًا مباركًا بأهله وأرضه، ووجهًا عربيًا صادقًا وعنوانًا لكل خير. ونحن نقول لك، سيدي: سيبقى الأردن عظيمًا بقائده العظيم، طيبًا بمليكه الطيب. فهذه خصالك، مولاي المعظم. فأنت القائد الذي يجمع بين الحكمة والرؤية الثاقبة والحنكة. فأنت القائد الذي آمن بشعبه، وآمن به شعبه إيمانًا عميقًا. فكانت ثقتك، مولاي، ثقة عميقة بقدرة الأردنيين على تجاوز الصعاب وبناء وطن مزدهر ومستقر.