عروبة الإخباري –
يعد قرار الأردن بإعادة تأكيد سيادته على منطقتي الباقورة والغمر خطوة تاريخية في مسيرة المملكة، ويرمز ليس فقط على الحضور سياسي، بل تجسد التزاماً عميقاً بالأمن والاستقرار والازدهار. وقد جاء هذا القرار بناءً على توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، ليعكس حرص الأردن على حماية مصالحه الوطنية، والالتزام بالاتفاقيات الدبلوماسية التي تربطه بالدول المجاورة، إلى جانب الحفاظ على سيادته الوطنية وحماية حدوده.
من الناحية السياسية، منطقتا الباقورة والغمر تمثلان اكثر من مجرد أراضٍ، هما رمزان لإصرار الأردن على ممارسة سلطته الكاملة على أراضيه وموارده. ففي تشرين الثاني عام 2018، أعلن جلالته قرار المملكة بإنهاء الملحقين الخاصين بهاتين المنطقتين ضمن اتفاقية السلام، وذلك مع انتهاء مدتهما القانونية نفس الشهر من عام 2019، في خطوة تؤكد على موقف الأردن الثابت بأن السلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يكونا على حساب استقلاله السياسي.
لطالما كان صوت الأردن واضحاً وقوياً في دعم السلام الإقليمي والعالمي، وتأتي هذه الخطوة لتؤكد أن أولويات الأردن تبقى متمثلةً في ضمان أمنه وتحديد مصيره، مع التزامه بنشر السلام والوئام. ويبعث الأردن، من خلال هذا القرار رسالة واضحة مفادها أن السلام لا يمكن أن يكون على حساب أمنه واستقلاله.
أما اقتصادياً، تُعرف منطقتا الباقورة والغمر بتربتهما الخصبة وملاءمتهما للتطوير الزراعي. مع استعادة الأردن لهاتين المنطقتين، أتيحت الفرصة لتعزيز قطاعه الزراعي، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الأمن الغذائي، وهو استثمار مباشر في مصلحة الوطن والمواطنين، لا سيما في السعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، الأمر الذي يعد هدفاً وطنياً.
والأهم من ذلك، أن استعادة أراضي الباقورة، الواقعة في الركن الشمالي الغربي من المملكة، والغمر، في جنوب البحر الميت، تحمل دلالات عميقة. فعلى مر الأجيال، اتحد الأردنيون تحت مظلة هوية مشتركة والتزام راسخ بالسلام، وهي قيم لا تنفصل عن مبادئنا. وقرار استعادة هذه الأراضي يتجاوز مفهوم الحدود؛ فهو يعبر عن فخرنا ووحدتنا، ويؤكد أن احترامنا للاتفاقيات مع الدول الأخرى لا يعني التنازل عن مبادئنا، كما يعكس سعي الأردن المتوازن لتحقيق السلام مع الحفاظ على سيادته.