عروبة الإخباري – كتبت سارة عمر
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات 2024، تتجدد الأسئلة حول تأثير هذه النتيجة على قضايا الشرق الأوسط الشائكة، خصوصاً في لبنان وفلسطين. فخلال رئاسته السابقة، عُرف ترامب بسياسات غير تقليدية ودعم قوي لإسرائيل، ما أثار جدلاً واسعاً حول دور بلاده في تحقيق السلام أو تغذية النزاعات. اليوم، وبينما تواجه المنطقة تحديات سياسية واقتصادية معقدة، يبقى مستقبل الاستقرار والسلام فيها رهن التوجهات الجديدة للإدارة الأمريكية، والتساؤل قائم حول ما إذا كانت رئاسة ترامب الثانية ستُحدث تغييراً إيجابياً أم تصعيداً جديداً في الأوضاع الراهنة.
بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة في 2024، تسود تساؤلات كثيرة حول تأثير ذلك على قضايا الشرق الأوسط، وخصوصاً على الأوضاع في لبنان وفلسطين. ترامب، الذي يُعرف بسياساته الصارمة ودعمه القوي لإسرائيل، قد يعيد بعض استراتيجياته السابقة التي أثارت الجدل في المنطقة، ما يجعل مستقبل السلام في لبنان وفلسطين معقداً وغير مؤكد.
فلسطين
من المتوقع أن يستمر ترامب في دعمه القوي لإسرائيل، وربما يعيد تفعيل “صفقة القرن” أو نسخة محدثة منها، التي أطلقها في فترة رئاسته السابقة، وكانت تهدف إلى تسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني وفق رؤية أمريكية تتماشى بشكل كبير مع المصالح الإسرائيلية. هذه الخطة، التي رفضها الفلسطينيون بشكل قاطع، قوبلت بتأييد أمريكي كامل للسيادة الإسرائيلية على القدس، واعتراف الولايات المتحدة بها كعاصمة لإسرائيل، بالإضافة إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية. إذا قرر ترامب مواصلة هذه السياسة، فقد يؤدي ذلك إلى تأجيج التوترات في الأراضي الفلسطينية، مما سيجعل احتمالات السلام أقل واقعية.
لبنان
الوضع في لبنان يظل أكثر تعقيداً بسبب تداخل الأزمات الداخلية مع التدخلات الخارجية. في فترة رئاسته السابقة، اتخذ ترامب موقفاً صارماً ضد حزب الله، ووضع ضغوطاً كبيرة على الاقتصاد اللبناني من خلال العقوبات الاقتصادية. إذا استمرت هذه السياسة، فقد يواجه لبنان ضغوطاً إضافية تؤثر على استقراره الاقتصادي والسياسي، ما يبعده عن مسار السلام ويزيد من احتمالية التوترات الداخلية.
من الصعب التفاؤل بأن فوز ترامب سيؤدي إلى استقرار أو سلام في لبنان وفلسطين؛ فنهجه في السياسة الخارجية يتسم بدعم كبير لإسرائيل وتطبيق سياسات الضغط الأقصى على الأطراف المعارضة لها. كما أن التركيز الأمريكي قد يكون منصباً على احتواء نفوذ إيران في المنطقة، ما قد يرفع من مستوى التصعيد في لبنان ويزيد من الضغط على الفصائل الفلسطينية.
يعتمد مستقبل السلام في لبنان وفلسطين على عوامل متعددة ومعقدة تتجاوز الرؤية الأمريكية، وتشمل كذلك مواقف الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.