تؤكد الجبهة العربية الفلسطينية أن خسارة الحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة الأمريكي تمثل نتيجة متوقعة لسياسته المنحازة بشكل كامل إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، وتواطئه الصريح في دعم انتهاكات الاحتلال لحقوق الشعب الفلسطيني، بل ومشاركته الضمنية في الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، بما في ذلك الإبادة الجماعية التي لا تزال تحدث في الأراضي المحتلة. إن محاولات الحزب الديمقراطي في تسويق نفسه كطرف يعارض جرائم الاحتلال ويدافع عن حقوق الإنسان لم تُقنع لا الشعب الأمريكي ولا شعوب العالم، والتي أصبحت تدرك طبيعة هذه الادعاءات الزائفة. فقد أسقط الحزب الديمقراطي بهذا الموقف المتخاذل قيمه الحضارية والأخلاقية التي يدّعي التمسك بها، متجاوزًا بذلك قواعد القانون الأمريكي والدولي، التي تُلزم الجميع باحترام حقوق الإنسان والالتزام بمبادئ العدل والمساواة.
وفي هذا السياق، تؤكد الجبهة أن الشعب الفلسطيني لا يعوّل على الفائز بسباق الرئاسة الأمريكية بقدر ما يعوّل على موقف الإدارة الأمريكية من حقوقه الثابتة والمشروعة. فما يهم الفلسطينيين هو التزام الولايات المتحدة بإنصاف حقوقهم الوطنية ووقف انحيازها المستمر للاحتلال الإسرائيلي الذي يقوض آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال. وتدعو الجبهة أي إدارة أمريكية قادمة إلى مراجعة سياساتها المتحيزة وتبني نهج أكثر عدلًا ومسؤولية في التعاطي مع القضية الفلسطينية، كونه حجر الزاوية في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتشير الجبهة إلى أن الأصوات الأمريكية من أصول عربية ومسلمة قد أثبتت مؤخرًا قدرتها المتزايدة على التأثير في مجريات العملية السياسية، وهو ما يتوجب استثماره وتعزيزه. فهذه الأصوات تملك اليوم قوة متنامية ينبغي أن تُسخّر لخدمة القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. كما تدعو الجبهة جميع أبناء الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة إلى توحيد جهودهم وتكثيف نشاطهم السياسي والاجتماعي، بما يُسهم في التأثير على سياسات الإدارة الأمريكية، ودفعها نحو تبني مواقف أكثر عدالة وإنصافًا تُحقق تطلعات الشعوب وتنصف حقوق الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار، تؤكد الجبهة أن الشعب الفلسطيني يأمل أن تتبنى الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة بايدن تصويب مواقفها وسياساتها تجاه قضيته فيما تبقى من وقت له، من خلال ممارسة ضغط حقيقي لإنهاء عدوان الاحتلال ووقف جرائمه التي تتصاعد يومًا بعد يوم. وفي حال فوز ترامب مجددًا، فإن الجبهة تذكّر الإدارة الجديدة برئاسة ترامب بأن مفتاح الحل يكمن في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، والعمل على تمكينه من ممارستها. فالتاريخ لن يتسامح مع المواقف المنحازة، وستظل حقوق الشعب الفلسطيني في العودة والاستقلال محفورةً في وجدان الأمة العربية والإسلامية وفي ضمير العالم الحر.
وتؤكد الجبهة العربية الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني، رغم قسوة المعاناة وتفاقم العدوان، ما زال يتمسك بحقه الثابت والمشروع في الدفاع عن أرضه وحقوقه بكل السبل المتاحة، ويواصل نضاله المشروع حتى تحقيق الحرية والكرامة. وعلى المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، أن يدرك أن سياسة الكيل بمكيالين والانحياز التام لدولة الاحتلال الإسرائيلي، لا تساهم إلا في تعميق الجراح وزيادة الاحتقان وإطالة أمد الصراع، مما ينعكس سلبًا على استقرار المنطقة بأسرها ويعزز مناخات العنف واليأس.
كما تدعو الجبهة الإدارة الأمريكية إلى التخلي عن ازدواجية المعايير، وإلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، من خلال دعم القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الفلسطينيين، وخصوصًا ما يتعلق بإنهاء الاحتلال وحق العودة وتقرير المصير. وتؤكد الجبهة أن المجتمع الدولي اليوم أمام اختبار حقيقي، وأن ما يحتاجه الشعب الفلسطيني هو التزام فعلي ودعم صادق، وليس شعارات زائفة أو وعودًا فارغة تُستخدم كأدوات للتلاعب بمشاعر الشعوب.
ختامًا، تُثني الجبهة على كافة الأصوات الحرة في الولايات المتحدة وفي العالم التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتدعو الجميع إلى مواصلة دعم هذا النضال العادل الذي يُمثل في جوهره نضالًا من أجل الحق والعدالة الإنسانية. وتجدد الجبهة تعهدها بمواصلة مسيرتها الكفاحية من أجل الحرية والاستقلال، وتؤكد أن حقوق الشعب الفلسطيني ستظل ثابتة وغير قابلة للتنازل أو المساومة، وأن فلسطين ستبقى، مهما طال الزمن، هي بوصلة الحق وملهمة الأحرار في العالم.
الجبهة العربية الفلسطينية