قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني “إن الاردن القوي والمستقر بمؤسساته هو الاقدر على مساعدة ومساندة الشعب الفلسطيني، مشددا على أنه لن نقبل بالمساس بالأمن الوطني الاردني تحت اي ظرف من الظروف، وأن يكون الأردن ساحة حرب للصراع بين الدول، وأن أمن الاردن وأمن حدوده واستقراره أساسي وسيادي ولن نسمح بالمساس به من قبل اي كان”.
حديث المومني جاء خلال لقاءه وفد من كلية الحقوق في جامعة القدس الفلسطينية من مدينة القدس، وذلك ضمن جولة لهم في المملكة من خلال المخيم الحقوقي الذي تنظمه كلية الحقوق في الجامعة، وبحضور امين عام الوزارة الدكتور زيد النوايسة.
وأضاف أن هدف قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على التراب الوطني الفلسطيني لا يأتي فقط من باب الالتزام السياسي والاخلاقي والانساني وتنفيذ احكام القانون الدولي، وانما لان الدولة الفلسطينية كاملة السيادة والقابلة للحياة مصلحة استراتيجية عليا للدولة الأردنية مؤكدا ان القضية الفلسطينية ستبقى كما دوما قضية الأردن الأولى والمركزية.
وأشار المومني إلى أن هناك روابط مصيرية بين الشعب الاردني والشعب الفلسطيني وعلاقات قوية وتاريخية، مؤكدا ان الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني والعدوان الغاشم عليه واعتداءات المتطرفين وسياسات الحكومة الاسرائيلية بالانتقاص من حقه في الحصول على الكرامة الانسانية وحق تقرير المصير وسياسات التهجير كان وما يزال محل ادانة أردنية وعالمية منذ بدء الاحتلال الاسرائيلي مشيرا الى أن الحكومة الاسرائيلية غير مدركة لحقيقة تاريخية بان الشعب الفلسطيني لا يريد قيام دولته الا على ارضه وترابه الوطني والحصول على حقوقه الإنسانية والسياسية كاملة.
واستعرض المومني الدور الاردني في اسناد الشعب الفلسطيني في عمليات الاغاثة للشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة والجهود السياسية والدبلوماسية والإعلامية حيث أكد ان الاردن الدولة الوحيدة التي لا تترك منبرا عالميا الا وتحدثت من خلاله عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه وضرورة ايقاف العدوان الغاشم عليه.
واكد ان الاردن هي الجسر الاساسي للمساعدات التي تذهب للضفة الغربية وغزة من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية، مشيرا الى أن عدد الانزالات الجوية الأردنية بلغ نحو 122 إنزال و266 إنزال مساعدات من دول شقيقة بالإضافة الى 3852 شاحنة مساعدات اغاثية عبرت الحدود الاردنية الى الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا الى ان عمليات الاغاثة الاردنية تعتبر ثالث أكبر عملية اغاثة تجري من خلال جيش في العالم منذ عملية اغاثة برلين عام 1949 بالحرب العالمية الثانية.
وأضاف المومني ان عمليات الانزال الجوي للمساعدات الاغاثية تأتي من خلال سلاح الجو الملكي، والشاحنات التي تدخل عبر المنافذ الحدودية والمستشفيات الميدانية من خلال الخدمات الملكية الطبية ومنها مستشفيان في غزة ومستشفى الجراحة والتوليد الذي اطلع جلالة الملك على التحضيرات له موخرا ويتوقع الانتهاء من انشاءه قريبا، ومستشفى في نابلس ومركز جراحي في رام الله واخر في جنين، اضافة الى مبادرة الامل لتركيب الاطراف الصناعية.
وقال “دبلوماسيتنا بقيادة جلالة الملك فاعله وقوية ونشطة وشجاعة والاكثر جرأة وكنا اول من تحدث عما يحدث في الاراضي الفلسطينية بانها جرائم حرب وكيف يحرم الاحتلال الاسرائيلي الشعب الفلسطيني من ابسط حقوقه المتمثلة بالطعام والماء والكهرباء وغيرها من الاحتياجات الإنسانية وتأكيدات جلالة الملك المتكررة والمستمرة وفي كل المنابر عما يجري هناك من ظلم وقمع “.
واضاف” انه لن يكون هناك استقرار في المنطقة ولا حل لهذا الصراع الا بإحقاق العدالة والمتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، مشددا على أن السياسات الاسرائيلية لا يمكنها تحقيق الاستقرار والامن ببناء الجيوش وشراء الاسلحة الفتاكة واستعمالها ضد المدنيين العزل، بل الاستقرار يتحقق من خلال اعطاء الفلسطينيين حقهم وكرامتهم وسيادتهم ودولتهم.
وأكد المومني أنه لن يعم السلام في المنطقة حتى لو وقعت اسرائيل اتفاقيات سلام مع 56 دولة اسلامية وعربية، ما لم يتم اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وضمان أمن واستقرار الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير.
ولفت المومني الى أنه تم تسخير الجهود الاعلامية الاردنية بشتى الطرق الى جانب الجهود الدبلوماسية في سبيل الدفاع عن الشعب الفلسطيني والمعركة الاعلامية المدافعة عن الشعب الفلسطيني والتي يقودها جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد من خلال مقابلاتهم التي كانت تتحدث بلسان حال كل انسان حر وعربي شريف، مؤكدا ان هذا جزء من موقفنا وقناعتنا وجزء من ثوابتنا الوطنية الاصيلة، وأضاف ان للقدس مكانه خاصه عند الاردنيين والمسلمين جميعا وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية ثابت أردني لن يتغير ولن يتبدل.
واشار المومني للاتفاق الذي جرى بين جلالة الملك بصفته عميد ال البيت والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتأكيد على ان السيادة فلسطينية والمسؤولية عربية اسلامية والوصاية هاشمية لذلك يقوم الاردن دائما بكل ما يستطيع لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وتطرق المومني الى خطاب جلالة الملك بما يخص اوضاع المسيحيين في القدس وتناقص اعدادهم بسبب الاضطهاد الذي يتعرضون له مشيرا الى التعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود بدأ منذ نحو 1400 عام حيث كانوا يعيشون جنبا الى جنب بسلام واستقرار في ثلاثة احياء منذ العهدة العمرية التي اعطت الامان لسكان المدينة المقدسة مؤكدا ان الوصاية الهاشمية هي امتداد للعهدة العمرية وهذا واجبنا للحفاظ على القدس والمقدسات الاسلامية في ان تكون رمزا للسلام.
واكد على مسؤولية وتعاون جميع الاطراف في سبيل ايصال الحقيقة للعالم وتسخير جميع الادوات المتاحة لذلك وجميع الوسائل الممكنة، وضرورة العمل على ذلك بمهنية واحترافية عالية من خلال التحدث مع العالم بلغة يفهمها لإيصال الصورة الحقيقية عما يجري من جرائم بشعة بحق الشعب الفلسطيني حيث نتج ذلك عن تعاطف كبير من كمية الجرائم وحجم الخسائر في الارواح في الاعتداءات والجرائم التي تمارسها اسرائيل.
من جهته رحب امين عام الوزارة الدكتور زيد النوايسة بالوفد الممثل بالدكتور عيسى النواصرة عميد كلية الحقوق في جامعة القدس والكادر الاداري المرافق وطلاب الكلية، مؤكدا على واجبهم المتمثل في دفاعهم عن حقوق الشعب الفلسطيني بعد تخرجهم في المحافل الدولية مشيرا الى تقديم الاردن لملف مهم جدا للمحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بما يجري من جرائم حرب في غزة والضفة الغربية.
واضاف ان وزارة الاتصال الحكومي جاءت ثمرة من ثمرات خارطة تحديث القطاع العام حيث وجه جلالة الملك الحكومة الاردنية بضرورة انجازها بحيث يكون القطاع العام والادارة العامة قادرة على الاستجابة لمشاريع التحديث السياسي والاقتصادي والاداري اضافة لان عمليات الاتصال والتواصل أصبح لديها مفاهيم اشمل واوسع من الاتصال التقليدي وخاصة في ظل انتشار الاعلام الرقمي والذي بدا يأخذ مساحة كبيرة في الفضاء الإعلامي.