كشفت السفيرة الأردنية في فرنسا رئيسة المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، لينا الحديد، أن المجموعة حققت عدة نجاحات في الفترة الماضية، تمثلت بمتابعة ملف القضية الفلسطينية والمؤسسات التعليمية في فلسطين، كما طرحت مشروع قرار إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، مع ضرورة تنفيذ برنامج المساعدة الطارئة لغزة.
وقالت في حوار صحفي على هامش فعاليات الأسبوع العربي في العاصمة الفرنسية باريس، أنجزه المركز الإعلامي لمبادرة الأسبوع العربي الذي نظمته المجموعة في “اليونيسكو” خلال اليومين الماضيين، إن المجموعة نجحت في إدراج مواقع تراثية عربية على قائمة التراث العالمي بمنظمة “اليونيسكو”، وقدمت دعماً لمبادرات الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي في المنطقة العربية.
وأكدت أن المجموعة، تمثل حلقة وصل بين الدول العربية و”اليونيسكو”، إذ تسعى لتمثيل القضايا المشتركة، وتعزيز الهوية الثقافية العربية على الساحة العالمية.
• ما هي المجموعة العربية لدى “اليونيسكو” ولماذا هذه المجموعة؟
– هي تجمع رسمي، يضم الدول العربية الأعضاء في “اليونيسكو”، تأسست لتعزيز التعاون والتنسيق بين دولنا في المنظمة، لضمان تمثيل القضايا والمصالح المشتركة لمنطقتنا، في إطار أهداف المنظمة الأممية، ويتبلور الهدف الأساس في هذا النطاق، بضمان وحدة الصوت العربي، وتعزيز التعاون الثقافي والمعرفي بين الدول العربية وأعضاء المنظمة الآخرين، وتعتبر كل الدول العربية أعضاء في المجموعة، أسوة بباقي المجموعات الجغرافية الأخرى، ووفق الأحرف الأبجدية تتسلم كل دولة رئاستها لعام واحد فقط.
• متى تأسست هذه المجموعة وما مهامها؟
– تطورت المجموعة خلال السنوات الماضي مع انضمام مزيد من الدول العربية لـ”اليونيسكو”، ففي البداية، كانت دولنا مع المجموعة الأفريقية المعروفة بمجموعة (5)، ومع تزايد عدد الدول العربية الأعضاء، شهدت هيكلة المجموعة تغييرات، ما أدى لظهور مجموعتين فرعيتين في المجموعة (5)، هما المجموعة (5 أ) الخاصة بالدول الأفريقية والمجموعة (5) الخاصة بالدول العربية، وهذه التقسيمات، أتاحت تمثيلاً أفضل وتعاوناً أكثر تركيزاً بين دولنا، ما مكنها من معالجة أولوياتها الثقافية والتعليمية والعلمية على نحو أكثر فعالية في إطار عمل المنظمة الأممية، كما تمثل هذه الدول في مجموعها صوتًا عربيا موحداً في القضايا الثقافية والتربوية والعلمية دوليا، وتعزز التعاون والتنسيق بينها في مختلف المجالات بـ”اليونيسكو”.
والدول العربية المنتسبة لـ”اليونيسكو” (المجموعة V(b) ) هي: الجزائر، البحرين، مصر، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، موريتانيا، المغرب، عُمان، فلسطين، قطر، السعودية، السودان، سورية، تونس، الإمارات، واليمن، وتقوم بعدة مهام تتبلور بـ: تمثيل المجموعة العربية في لجان وهيئات “اليونيسكو”، والتنسيق بين الدول الأعضاء العربية حول ما يطرح من قضايا في المنظمة، وأيضا مع ما تطرحه مجموعات أخرى من القضايا، كما انها تمثل المصالح العربية والتحدث بصوت موحد في المؤتمرات والفعاليات الدولية، وتدعم المشروعات التعليمية والثقافية والعلمية التي تستفيد منها دولنا، وتسهم بالمحافظة على التراث العربي وتعزيزه دوليا، وتدعم الحوار بين الثقافات وترويج قيم السلام.
• ما أبرز إنجازات وأعمال المجموعة؟
– تتمثل أبرز إنجازاتها بطرح عدة دول في المجموعة مشاريع قرارات خلال دورات المجلس التنفيذي، ومتابعة أهم القضايا العربية، كملف فلسطين المحتلة (مدينة القدس القديمة) والمؤسسات التعليمية في فلسطين، وطرحها لمشروع قرار إثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وضرورة تنفيذ برنامج المساعدة الطارئة لغزة. كذلك نجحت بإدراج مواقع تراثية عربية على قائمة التراث العالمي للمنظمة الأممية، وتدعم مبادرات تهدف للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي في منطقتنا، والترويج لمبادرات تعليمية وتنموية تعزز التعليم العربي، كبرامج محو الأمية وتعزيز جودة التعليم، الى جانب تقديم مبادرات لدعم العلوم والتكنولوجيا، وتنظيم فعاليات وأنشطة لتعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأعضاء في المنظمة.
• كم دولة ترأست المجموعة حتى الآن؟
– تتم رئاسة المجموعة على نحو دوري بين الدول الأعضاء، وتكون دورة الرئاسة سنوية عادة، ويجري تنظيم الدوريات بين الدول وفقاً لتوافق داخلي بينها، ووفق الترتيب الأبجدي في الجامعة العربية.
• كيف تصفين التنسيق والتعاون بين المجموعة و”اليونيسكو”؟
– التنسيق قوي ومثمر، فالمجموعة تعمل بشكل وثيق مع مختلف إدارات المنظمة الاممية لتحقيق الأهداف المشتركة للدول الأعضاء، ويجري تبادل الأفكار والمقترحات باستمرار لتحسين العمل المشترك وتعزيز مكانة القضايا العربية فيها، والإسهام بصياغة سياسات تخدم مصالح دولنا في الإطار الدولي.
• إلى أي مدى أثرت وخدمت المجموعة دولنا في “اليونيسكو”؟
– بأن قدمت دعما كبيراً للدول العربية في تحقيق أهدافها في المنظمة، فبفضل جهودها سلط الضوء على قضايا التراث الثقافي والتعليم في المنطقة، وأسهمت بتمكين دولنا من الحصول على دعم المنظمة في مشاريع تنموية وتعليمية متعددة، واسهمت بتعزيز الهوية الثقافية العربية دوليا.
• ما أبرز إسهامات الدول العربية في المجموعة لدى “اليونيسكو”؟
– ساهمت الدول العربية بفعالية في تقديم مشاريع ومبادرات تخدم التعليم والثقافة والعلوم، مثل: إدراج مواقع تراثية عربية على قائمة التراث العالمي في المنظمة، ودعم مبادرات لتعزيز التعليم في البلدان العربية، بما في ذلك تحسين الجودة وتوفير الفرص التعليمية للفئات الأكثر احتياجا، وحفظ التراث الثقافي غير المادي، مثل الموسيقا والفنون الشعبية، وتقديم برامج لدعم المرأة والشباب في العلوم والتكنولوجيا.
• هل تطلعينا على آخر التحديثات حول استعدادكم وتجهيزاتكم في المجموعة للأسبوع العربي في “اليونيسكو” من حيث عدد الدول المشاركة، ونوع مشاركة كل منها؟
– سيجري تنظيم 5 أجنحة رئيسة تعكس ثراء وتنوع الثقافة العربية، وهي: جناح الخط العربي، بحيث يسلط الضوء على هذا الفن وتاريخه العريق، مع عرض لمهارات الخطاطين وأنماط الخطوط، أما جناح الموسيقا العربية، فيتضمن عروضا موسيقية حية، تمثل التراث الموسيقي العربي من مختلف المناطق، بالإضافة إلى ورش عمل حول الآلات الموسيقية التقليدية، الى جانب جناح الأزياء العربية، وفيه يجري عرض لتطور الأزياء التقليدية والحديثة في العالم العربي، مع التركيز على تنوع الأقمشة والتصاميم، وكذلك جناح الطعام العربي، بحيث يجري تقديم تجربة مميزة لتذوق المأكولات العربية التقليدية من مختلف الدول، بالإضافة لاستعراض لفن الطهي العربي.
كما سينظم السوق العربي، وفيه يجري توفير مساحة لكل دولة عربية لعرض وبيع منتجاتها التقليدية، مثل الحرف اليدوية والفنون الشعبية، ما يعكس تنوع ثقافتنا، وإلى جانب هذه الأجنحة، سنظم ندوات حول مواضيع متعددة كالرواية العربية، وأدب الأطفال، والذكاء الاصطناعي، وتطور اللغة العربية؛ وغيرها من المواضيع الثقافية والفكرية التي تعكس الإسهامات العربية في هذه المجالات.
• ما رؤيتكم الخاصة حول مبادرة الأسبوع العربي في اليونيسكو؟
– إنها تمثل فرصة لتعزيز التفاهم والتواصل الثقافي بين دولنا ودول العالم، وهذه المبادرة تهدف لتسليط الضوء على التنوع الثقافي والهوية العربية، عن طريق فعاليات تعليمية وثقافية، اذ تتمحور الرؤية حول تقديم صورة إيجابية عن العالم العربي، وإبراز دوره الثقافي والعلمي دوليا، وتعزيز الحوار بين الثقافات وتقوية التعاون بين المجتمعات الدولية في التعليم والثقافة، وهو مبادرة طيبة أتت أكلها بتعاون من الدول العربية، وكذلك يمثل فرصة لنشر الثقافة العربية وتعريف الدول الاعضاء في المنظمة بالثقافة العربية وتاريخها المتأصل، والمتنوع، وما يعكسه تراثنا الأصيل والغني بتاريخه، كما نسعى في السنوات المقبلة لتطوير عملنا وتوسيع نشاطاتنا.
وهذه النسخة الأولى من الأسبوع العربي أطلقتها السعودية، وتهدف هذه النسخة من الأسبوع لتسليط الضوء على الفنون والثقافات والتقاليد العربية، على غرار ما تقوم به المجموعات الدولية الأخرى كالأفريقية واللاتينية، في مسعى منها لتعزيز هوياتها الثقافية.
وأود هنا أن أشير إلى أن عالم المصريات ووزير السياحة والآثار المصري السابق د. خالد العناني، مرشح بارز لمنصب المدير العام لـ”اليونيسكو” للفترة 2025-2029، ويهدف ترشيحه لمنح الأولوية للتعليم، والعلوم والثقافة، مع التركيز على الحفاظ على التراث الثقافي ومكافحة التطرف عن طريق المبادرات التعليمية، وفي حال انتخابه، سيكون أول مرشح عربي يتولى هذا المنصب.