عروبة الإخباري –
إيمان الرافعي، نموذج للمرأة اللبنانية التي تجمع بين العلم والثقافة والكفاءة والتواضع. قامت بتطوير وتحسين عمل قائمقامية زغرتا بروحٍ مثابرة ودافئة، فاستحقت مكانتها بجدارة وجعلت من زغرتا نموذجاً يُحتذى به في العمل الإداري الحديث.
تميزت الرافعي ليس فقط بعملها الإداري البارع، بل أيضاً برؤيتها التي ركزت على تحديث العمل الإداري وإدخال المكننة لتسهيل المعاملات، ما جعل قائمقامية زغرتا أولى القائمقاميات في لبنان التي تعتمد المكننة في تقديم خدماتها. هي أيقونة من العمل المخلص؛ مكتبها مفتوح للجميع، تستقبل الشكاوى والمراجعات دون موعد أو وسيط، وتدير أمور المواطنين بمسؤولية وشفافية.
حصلت الرافعي على ماجستير في العلوم السياسية والإدارية، وإجازة في الحقوق، وهي حالياً تتابع الدكتوراه في العلاقات الدولية. نشأت في بيت علم، إذ إن والدها العلامة مصطفى الرافعي شغل عدة مناصب علمية ودبلوماسية وترك بصمات في الشرع والأدب العربي.
كقائمقام، لم يقتصر دورها على إدارة العمل الإداري، بل ساهمت في رعاية شؤون البلديات، حتى تلك التي لا تمتلك مجالس منتخبة، وتولت مسؤولية عدة بلديات منحلّة. ولأنها تُعد نقطة وصل فعالة، قامت بتأسيس غرفة عمليات لإدارة الكوارث والأزمات في زغرتا، وعملت كأمينة سر لجنة الكوارث على مستوى محافظة الشمال.
إضافة إلى مسؤولياتها، كانت الرافعي الصوت اللبناني النسائي الوحيد في مؤتمر تونس الذي تناول دور المرأة والمساواة في إدارة الأزمات، وساهمت في دعم الأنشطة المحلية والمشاريع التنموية التي تعزز المجتمع المدني في زغرتا.
إيمان الرافعي نموذج مشرف للمرأة العاملة، فهي إلى جانب نجاحها الوظيفي، تواصل دورها كأم وتعيش أفراح وأحزان أبناء زغرتا. لم تثنها حملات التضليل عن أداء دورها بحزم وهدوء، مدافعة عن نزاهتها واستقامة إدارتها.
إيمان الرافعي باختصار، سنبلة ذهبية مليئة بحبات القمح الثمينة، تجسّد الشخصية التي يحتاجها لبنان اليوم لتصحيح مساره، وتستحق بلا شك منصباً أكبر؛ ربما كمديرة عامة، وربما كوزيرة. ففي ظل انتشار الفساد، لبنان بحاجة لأمثالها ممن يشهد لهم بالنزاهة وحسن الإدارة والقدرة على إحداث تغيير إيجابي.