قال الرئيس الأستوني ألار كاريس، الاثنين، إنه لا توجد نقاشات في بلاده حاليا للاعتراف بدولة فلسطين.
وقال كاريس الذي يزور الأردن للمرة الأولى في مقابلة خاصة مع “المملكة” لدى سؤاله إن كانت أستونيا جاهزة للاعتراف بفلسطين كدولة قال كاريس إنه “لا توجد نقاشات حاليا للاعتراف بدولة فلسطين؛ لأننا نعتقد أن ذلك لا يمنح حلا للوضع وتوقفنا عن مناقشة عن هذا الملف، ويجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين”.
ولدى سؤاله إن كان سبب عدم الاعتراف بدولة فلسطين خشية من إغضاب إسرائيل قال: ” نحن لا نخشى أي شيء ونتخذ قراراتنا بأنفسنا والقرار لم يتخذ بعد ولسنا الوحيدين الذين لم نعترف بدولة فلسطين”.
وكان الأردن، رحب في مايو الماضي، باعتراف دول إسبانيا والنرويج وإيرلندا، بدولة فلسطين، معتبرا هذا القرار “خطوة مهمة”.
وفيما يخص الحرب على غزة وما يجري في جنوب لبنان قال كاريس، إن ما يجري مؤسف، متحدثا عن صراعات مختلفة هي مصدر قلق ليس للمنطقة فقط بل لأستونيا أيضا التي تفهم معنى الحرب، وفق كاريس.
وتطرق كاريس للحرب في أوكرانيا قائلا “نرى الأوجه المشتركة للحرب للإصابات بين الناس العاديين والأطفال والأمهات الذين ينقطعون عن سكنهم”.
ولفت إلى أن أستونيا قدمت مساعدات لغزة ولبنان في مرحلة مبكرة منذ أكتوبر 2023.
“قدمنا 300 ألف يورو من المساعدات” وفق كاريس.
ولدى سؤاله إن كان يتفق مع أن إسرائيل تخرق القانون الدولي في حربها على غزة: ” هنالك حكم من المحكمة الجنائية الدولية وتصويت الأمم المتحدة وكلنا نفهم أن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها من حماس، ولكن بالوقت ذاته نرى الضحايا الكثر والأطفال والنساء وغيرها”.
ولدى سؤاله إن كان يرى أن حق الدفاع على النفس ذريعة للعدوان والإبادة الجماعية قال كاريس، إنه لا يمكن تبرير العدوان بأي مكان وأستونيا مقتنعة أن النظام العالمي ما زال موجودا.
وبخصوص أونروا وحظر إسرائيل لعملها قال كاريس، إن منظمات الأمم المتحدة العاملة في غزة ولبنان يجب أن تستمر بعملها لأن ذلك يساعد الناس العاديين.
وقال، إن أونروا دورها مهم للمدنيين في غزة ودونها سيعانون ويموتون جوعا.
وأدانت دول ومنظمات أممية عدة مؤخرا، إقدام الكنيست الإسرائيلي على إقرار مشاريع قوانين تحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنع موظفيها من الحصول على الامتيازات والحصانات الدبلوماسية الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.واعتبرت الدول أن حظر أنشطة (أونروا) انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ولدى سؤاله إن كان يتفق بخصوص وجود معايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بتطبيق القانون على إسرائيل قال كاريس: “لا أجد معايير مزدوجة، ونحن نلتزم بعالم مستند إلى القانون وندعم فلسطين والمساعدات الإنسانية والأمم المتحدة لكن يجب أن نفهم أن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها والحل الوحيد هو حل الدولتين ويجب تكاثف الجهود لهذا الحل”.
وبخصوص المعايير المزدوجة لدى الدول الغربية عند حديثها عن حماية الأوكرانيين مقارنة بالفلسطينيين قال كاريس: “يصعب الجواب على هذا السؤال ولكن في أوكرانيا الحرب واضحة جدا وروسيا اعتدت على بلد ذو سيادة واحتلت جزءا من أراضيه، وبالتالي القضية واضحة ولكن الوضع في المنطقة مختلف تماما والجمهور يصعب عليه معرفة سبب النزاع الذي له جذور تاريخية (…) كان هناك أمور يجب القيام بها من قبل فمثلا جرى إعطاء دولة لإسرائيل بينما تركت فلسطين”.
وبخصوص الاحتلال الاستيطاني ومعاناة الفلسطينيين منذ 75 عاما قال، إن الحل الوحيد هو وقف إطلاق النار وبحث كيفية التوصل لحل الدولتين وجرى ذلك مرات عدة في الماضي.
وتابع: “علينا إيجاد حل والأردن وأستونيا يتفقان على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد ونفهم أن ذلك يستغرق وقتا وعلينا إيجاد حل ليقبل الفلسطينيين والإسرائيليين بعضهم البعض ويبدأو بالنقاش لتنفيذ حل الدولتين”.
وفي حديثه عن إمكانية إيقاف الحرب في أوكرانيا قال: “نحاول القيام بكل شيء لإيقاف الحرب وندفع روسيا للعودة لحدودها ويجب أن ندعم أوكرانيا ليس إنسانيا فقط بل عسكريا عبر تقديم الأسلحة الضرورية لدفع روسيا لحدودها ولهذا السب روسيا جلست على الطاولة للحديث عن السلام والتفاوض”.
وحول إيجاد أفق لحل سلمي قال إن كل الحروب تنتهي على طاولة النقاش.
وبخصوص التصعيد في أوكرانيا قال إن الحل الوحيد هو تقديم الدعم الكبير لأوكرانيا.
ولفت إلى أن الدبلوماسية تحتاج أحيانا لمساعدة عسكرية مثل الحرب في أوكرانيا.
حول الانتخابات الرئاسية الأميركية قال، إن يجب التعامل مع أي رئيس ينجح، مشيرا لعدم قلق بلاده من أي رئيس سينجح.