عروبة الإخباري –
تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات الاعتداء الوحشي الذي نفذته عصابات المستوطنين فجر اليوم في مدينة البيرة، حيث استهدف هذا الهجوم ممتلكات الأهالي من خلال تدميرها وحرق عدد من السيارات، في إطار حلقة جديدة من مسلسل الاعتداءات الممنهجة ضد شعبنا. وتؤكد الجبهة أن هذا الاعتداء الجبان يتم تحت حماية وتشجيع مباشر من قوات الاحتلال، مما يؤكد دور دولة الاحتلال في دفع هذه العصابات لارتكاب الجرائم كجزء من سياسة الإبادة والتهجير التي تهدف إلى اقتلاع شعبنا من أرضه وتفريغها لخدمة مشروعها الاستيطاني.
وترى الجبهة أن هذا العدوان هو نموذج للواقع المأساوي الذي تعيشه كافة المدن والقرى الفلسطينية؛ حيث تُزرع الفوضى ويُعزز التوتر من خلال التواطؤ الممنهج بين عصابات المستوطنين والقوات النظامية للاحتلال، التي تُظهر بوضوح تبادل الأدوار بين الطرفين في استهداف الفلسطينيين. ففي الوقت الذي كانت فيه عصابات المستوطنين تعيث فساداً في البيرة، كانت قوات الاحتلال تقوم بحملة اعتقالات جماعية في نابلس والخليل ومدن فلسطينية أخرى، بهدف ترهيب المواطنين وإضعاف قدرتهم على الصمود.
وتشدد الجبهة العربية الفلسطينية على أن استمرار هذا التعدي على شعبنا لم يعد مقبولاً ولا معقولاً، وأن حالة الصمت الدولي إزاء الجرائم المتصاعدة التي ترتكبها دولة الاحتلال على مدار ثلاثة عشر شهراً من حرب الإبادة المتواصلة على غزة، وانتهاكاتها اليومية في الضفة الغربية، هي بمثابة ضوء أخضر للاحتلال للاستمرار في مخططاته. إن هذا السكوت المريب من المجتمع الدولي ومنظماته يكشف عن حالة من التواطؤ الضمني مع الاحتلال، ويشكل ازدراءً واضحاً للقيم الإنسانية وللقانون الدولي، ما يدفع بقضية شعبنا إلى مزيد من التعقيد والمعاناة.
وختاماً، تطالب الجبهة العربية الفلسطينية كافة القوى المحبة للسلام والمؤسسات الدولية بضرورة التدخل العاجل والفوري لوقف الجرائم المستمرة بحق شعبنا، والعمل على محاسبة الاحتلال على انتهاكاته المتكررة التي تهدد حقوق شعبنا وأمنه، وتُعد اعتداءً صارخاً على حضارة الإنسان وقيم العدالة والسلام