يحتفي العالم في الثاني من تشرين الثاني باليوم الدولي للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وهو مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون أثناء تأدية مهامهم، والدعوة إلى اتخاذ إجراءات دولية لحماية حرية الصحافة والصحفيين.
وفي ظل الوضع الاقليمي والحرب القائمة على قطاع غزة ولبنان، فان هذا العام يعد استثنائيا وعاما محفوفا بالمخاطر نتيجة قتل الصحفيين وانتهاك حرياتهم الصحفية.
من جانبه قال نقيب الصحفيين الاردنيين راكان السعايدة يأتي اليوم العالمي لوقف الانتهاكات ضد الصحفيين في ظل قمة الانتهاكات التي تمارس ضدهم، إما بتعرضهم للقتل والتصفية أو التضييق عليهم ومنعهم من ممارسة عملهم بحرية.
واضاف السعايدة في تصريح الى «الرأي» انه لا شك فيه أن الكيان الصهيوني تقدم دول العالم كلها في الانتهاكات ضد الصحفيين مع استشهاد نحو من 200 صحفي في قطاع غزة ولبنان، واتخاذ إجراءات إدارية وأمنية عبر افتعال مسوغات قانونية لمنع الإعلام من العمل بحرية.
ولفت السعايدة ان هدف الاحتلال من ذلك منع تغطية جرائمه وحرب الابادة التي يرتكبها في قطاع غزة، ادراكا منه أن الإعلام الحر سيكون ضد مصالحه، إن ترك يعمل وفقا للأصول المهنية.
مبينا أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات ذات الصلة بالإعلام وحقوق الإنسان فشلت في حماية الصحفيين أو معاقبة من ينتهك حياتهم وحقوقهم الإنسانية والمهنية.
مشيرا الى إن مناسبة اليوم العالمي هذا العام لا بد وأن تكون مناسبة لإدانة الصمت العالمي على الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، ومناسبة أيضا لحث هذا العالم لوضع حد يمنع الإجرام الصهيوني بحق الصحفيين والانسان عموما.
من جانبه دعا امين سر مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، الزميل سامي الحربي، بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية،، إلى الاضطلاع بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية وفتح تحقيقات حول الشكاوى التي قدمت بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين، بهدف إجراء تحقيقات نزيهة ومستقلة في عمليات اغتيال الصحفيين، خاصة في فلسطين، ولبنان، وإسرائيل، وسوريا.
وأكد الحربي على ضرورة التزام المجتمع الدولي بحماية حرية الصحافة وحقوق الصحفيين في مختلف أنحاء العالم، مستنكراً سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، من اعتقالات تعسفية، وترهيب، واختفاءات قسرية، واعتداءات جسدية، وتهديدات إلكترونية تهدف إلى إسكاتهم. وفيما يتعلق بالوضع المحلي، قال الحربي إن البيئة الإعلامية الأردنية تشهد تحسناً ملحوظاً، مشيراً إلى أن هناك وعياً حكومياً متزايداً بأهمية تدفق المعلومات، من خلال فتح المجال للصحفيين للمشاركة في النقاشات العامة وتكثيف اللقاءات الحكومية معهم.
كما أشار إلى ضرورة الدعم المتواصل للناطقين الرسميين، بهدف تسهيل وصول المعلومات الدقيقة للمواطنين وتقليص الفجوة المعلوماتية، وهو ما من شأنه تقويض انتشار الشائعات وتعزيز الثقة بين الإعلام والجمهور.
وطالب الحربي الحكومة بالمزيد من الانفتاح على وسائل الإعلام، وتوفير المعلومات بشفافية، ما يعزز من دور الإعلام كشريك فعّال في توضيح الحقائق والرد على استفسارات المواطنين حول مختلف القضايا، وخاصة من خلال التفاعل المباشر مع الصحفيين العاملين في الميدان.
يذكر ان الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت يوم 2 تشرين الثاني/اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في قرارها 68/163 الذي حثت حث القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب الحالية وقد اختير التاريخ احتفالا باغتيال صحفيين فرنسيين في مالي في 2 تشرين الثاني.