عروبة الإخباري – نيسان سليم رأفت
بين أوراقٍ بيض وأقلام حادة، أعيش
في حياةٍ أغرب من أن تكون حقيقة
منقوشة بالأزمات وحيرة السؤال في عيون اليتامى
….
الساعة الثانية بعد منتصف الليل
في الردهة العاشرة.
غرفة 12 أقف أمام غرفة العناية المشددة أترك مساحات صدري مفتوحة لينفذ إليها الصقيع وأمهّد له ليرقد على ندبات عظامي المستسلمة لغربان الفجر وهي تنتظر أوان صرختي
أراقبه من خلف الزجاج كالأبكم والمشلول، لا أصل إلى ما أتمناه لنفسي
أعيد تفحص هاتفي
لا شي وارد
أنا وحدي والليل الميت
مزيجٌ يستعصي عليَّ تفسيرهُ
لغتهُ لا تسعى إلى تخفيف الألم،
لا تطهر من ذنبٍ .ولا تضمد جرحاً
تذبح في أوقاتٍ نزعت عنها الألوان
بمتعة بالغة الخطورة
كل من حولي سرابُ وأكاذيب
يختفون كحلقة الدخان حين ألاعب سيجارتي
…
يقولون الحب لا يُشبع بالتخيل
كيف ؟ وكل خيالاتي فيها أسرارُ مجدِ النشوةِ التي لم تُكتشف .
رغبتي أن أنالَ حبًا لا يجعلني مُحملةً بمعروفِ من أحبني
بل باستحقاقِ حبه لي فأنا أمرأة تخاف الخطيئةَ وتحبّها
وينقذني منها التلعثمُ
حتى بقيت وحدي أنا وذاتي المهجورة من صوته وقسوته . وكيف يتحول أمام عيني
النهر الدافق إلى حجر. فيجرح لساني الكلام
أنا البارعة في كتابة النصوص الطويلة
الآن أجرّ الحبر بيأسٍ
ما يشبه صباح الخير فلا أجد من يرد على مسامعي خير الصباح
….
نزعت الستائر الشفافة واستبدلتها بأخرى عازلة للضوء..
لا أحد يعرف الشمس بداخلي
وكم هو مؤلم أن ألا أنطفئ.
لقد تعكر صفو روحي الهادئة
صرت الكارهة لا العاشقة
أهرب من الحضور، ويؤلمني الغياب
أتساقط واقفة فينتزع مني الحنين
إلا من شعوري نحو ذاك الطليعي اللئيم
بأبتسامة صفراء وعضة على شفاهي العطشى أسخر مني
أنا من جميلاتِ الحرب
ومن عرائس المسيح
وآخر أوراق الجرائد،
هكذا كافأتني البلاد وهي تدسُ مناديل السواد في رحم قلبي .
وما من أحد يكفِل نَذري
حين أكتبه ُ
يرى الجميع في حرفي
خطيئته.