عروبة الإخباري –
تعلن الجبهة العربية الفلسطينية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لإصدار كنيست الاحتلال الصهيوني امس الثلاثاء قانونًا جديدًا يحظر إنشاء قنصليات في مدينة القدس ويسمح فقط بفتح السفارات فيها، حيث تضع معظم الدول سفاراتها في تل أبيب، مع وجود بعثات دبلوماسية منخفضة المستوى في القدس الشرقية أو رام الله في الضفة الغربية، والتي تعمل بمثابة التمثيل الرئيسي لبلدانها في الأراضي الفلسطينية.معتبرةً أن هذه الخطوة تشكل انتهاكًا صريحًا للوضعية القانونية لمدينة القدس في القانون الدولي وتعديًا سافرًا على حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة. إن هذا القانون ليس إلا حلقة أخرى في سلسلة خطوات الاحتلال الساعية لفرض سيادة غير شرعية على القدس، في محاولة مرفوضة لطمس هويتها العربية وإتمام مخططات تهويدها.
وتؤكد الجبهة أن مدينة القدس تحظى بوضع خاص بموجب القانون الدولي. حيث ترفض الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على كامل المدينة، لاسيما أن القرارات الأممية المتعاقبة، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، تنص بوضوح على ضرورة احترام الوضع الخاص للقدس وتؤكد أن تغيير طابع المدينة أو التلاعب بوضعها القانوني أمر باطل وغير قانوني.
وتعتبر الجبهة أن هذا القانون يمثل عدوانًا قانونيًا من قبل كنيست الاحتلال، لا يقل خطورة عن حرب الابادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني. فالكنيست، من خلال تشريعاته، يتجاوز قواعد القانون الدولي ويتجاهل الاتفاقيات والقرارات الأممية التي تعدّ القدس الشرقية أرضًا فلسطينية محتلة. وتصر دولة الاحتلال على نهجها المعتمد على فرض الأمر الواقع، في خطوة تتحدى المجتمع الدولي وتعزز سياسة الاستيطان والتهويد.
وتحذر الجبهة العربية الفلسطينية من العواقب الوخيمة لهذه السياسات التصعيدية على المنطقة والعالم، مؤكدةً أن المساس بالقدس من شأنه أن يشعل الغضب في نفوس الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، ما سيؤدي إلى زيادة التوترات ويهدد الاستقرار العالمي. وتؤكد الجبهة أن القدس مدينة مقدسة لجميع المؤمنين من مختلف الديانات، وستبقى عربية الهوية والانتماء، وأنه مهما حاول الاحتلال طمس هويتها أو تغيير طابعها الديموغرافي، ستظل القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. وتدعو الجبهة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والمنظمات الأممية إلى التحرك العاجل للضغط على دولة الاحتلال وإلزامها بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية، والعمل الجاد لحماية القدس من محاولات التهويد المستمرة.
وختامًا، تؤكد الجبهة أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات المتواصلة، وأنه سيظل صامدًا، متمسكًا بحقوقه الثابتة وأرضه المقدسة حتى تتحقق تطلعاته الوطنية ويصل إلى إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
الجبهة العربية الفلسطينية
٣٠ اكتوبر ٢٠٢٤