عروبة الإخباري –
في الوقت الذي يواجه الشعب الفلسطيني في غزة تصعيداً عسكرياً عنيفاً يهدد حياة الآلاف، تبرز أهمية الجبهة الداخلية الأردنية كحائط صلب في دعم الحق الفلسطيني ومقاومة التضليل الإعلامي، وفيه يجسد الأردنيون، بتضامنهم وتكاتفهم، موقفاً ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية، رافضين كل أشكال القمع والعدوان. ومع تصاعد محاولات الإعلام الموجه لتشويه الحقائق وبث الفرقة، يصبح الوعي الإعلامي درعاً أساسياً لحماية المجتمع من الأخبار المغرضة، وتبقى الجبهة الداخلية رمزاً للقوة والتلاحم في وجه التحديات.
الجبهة الداخلية الأردنية التي تمثل شرياناً حيوياً يعزز استقرار البلاد ويحصّنها أمام مختلف التحديات، ومع احتدام العدوان على غزة، يُظهر الشعب الأردني وحدة موقفه وصلابة عزيمته، مجسداً قيماً راسخة من التضامن والتكاتف الوطني. هذه القيم تنبع من التوجه الشعبي والرسمي في الأردن لدعم القضية الفلسطينية، التي تُعدّ جزءاً لا يتجزأ من الوعي الجمعي للأردنيين.
إن جبهةً داخلية متماسكة هي عنصرٌ رئيسي في الدفاع عن أمن الدولة واستقرارها، حيث توحدت مختلف فئات المجتمع الأردني في موقف تضامني شامل مع الشعب الفلسطيني، سواء عبر التظاهرات السلمية أو من خلال الدعم المعنوي والمادي، مما يُظهر للعالم أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية سياسية بل مسألة أخلاقية وإنسانية تعني الجميع.
مع تصاعد وتيرة الأحداث، تتزايد كذلك محاولات التضليل الإعلامي من جهات متعددة، والتي تهدف إلى زرع الفتنة وتفكيك اللحمة الوطنية. في ظل هذا الوضع، يصبح الوعي الإعلامي ضرورة ملحّة لحماية الجبهة الداخلية من التأثر بالدعايات المضللة، خاصة تلك القادمة من وسائل إعلامية مدعومة من الخارج أو ذات أجندات سياسية تخدم أطرافاً محددة.
ويمكن للإعلام الموجه والمضلل أن يعمل على تشتيت الانتباه، وإضعاف الروح المعنوية من خلال نقل الأخبار غير الدقيقة أو تقديم الأحداث بطرق تهدف لإثارة الخلافات. لذلك، من الأهمية بمكان أن يتحلى الشعب الأردني بوعي نقدي عند استهلاك الأخبار، ويفضل الاعتماد على مصادر موثوقة معروفة بحياديتها وشفافيتها، مثل وسائل الإعلام الوطنية الملتزمة بالقضايا العربية والإنسانية.
إن تكامل مختلف مكونات المجتمع الأردني يشكل دعامة قوية في تعزيز الجبهة الداخلية وتحصينها. فعلى الرغم من تنوع المجتمع الأردني، إلا أن الجميع يقف صفاً واحداً دعماً للحق الفلسطيني، مما يبرهن على قدرة الأردنيين على تجاوز الخلافات الصغيرة والعمل معاً لتحقيق هدف مشترك. هذا التلاحم الاجتماعي يضعف محاولات الإعلام المغرض، ويجعل أي جهد خارجي يسعى لبث الشقاق عديم التأثير.
في الوقت الراهن، يشكل الشباب الأردني نواةً حيويةً في جهود دعم غزة، سواء عبر حملات التبرع أو نشر الوعي أو حتى التواصل مع نظرائهم حول العالم لنقل حقيقة ما يجري في فلسطين، مما يعزز من موقف الأردن كداعم أساسي للحق الفلسطيني ويزيد من قوة الجبهة الداخلية.
تلعب الحكومة الأردنية دوراً محورياً في دعم صمود الجبهة الداخلية، حيث تقوم بتوفير المعلومات الحقيقية والدقيقة عن الأوضاع في فلسطين، وتتخذ مواقف رسمية واضحة تدعم الحق الفلسطيني وتناهض السياسات العدوانية. ومن المهم أن يستمر الإعلام الوطني الأردني في نقل الحقيقة، وتوعية المواطنين حول خطر الإعلام الموجه، وتقديم محتوى إعلامي يعزز من مشاعر التضامن والوحدة.
وبالتالي، يمكن للإعلام الوطني الأردني أن يكون منصةً حيويةً لتوجيه الرأي العام والتصدي لأية محاولات للتلاعب أو التضليل، من خلال تغطيات موضوعية وتحليلات متوازنة تفضح الأجندات الخارجية وتحافظ على وعي المجتمع الأردني.
في مواجهة التحديات الجسيمة التي تهدد استقرار المنطقة برمتها، تظل الجبهة الداخلية الأردنية قوية ومتماسكة بفضل وعي الشعب الأردني ويقظته. إن دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ليست مجرد قضية سياسية، بل هي واجب أخلاقي وقومي وإنساني على الشعب الأردني وعلى جميع شعوب المنطقة.
نهاية القول، فإن القوة الحقيقية للجبهة الداخلية الأردنية في مثل هذه الأوقات تتمثل في قدرتها على التكاتف ونبذ الخلافات، ومواجهة الإعلام المضلل بكل وعي وحذر، لتظل متماسكة في وجه كل محاولة لزعزعتها أو تفكيكها
مطلوب وحدة الجبهة الداخلية الأردنية ودعم لفلسطين وتصدي للتضليل الإعلامي* الدكتور محمد أبو هديب
13