عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
أحسنت جامعة العلوم التطبيقية الخاصة التي يرأس مجلس أمنائها الدكتور هيثم أو خديجة ويرأسها الدكتورة سميحة جراح، في دعوة المفكر القطري الدكتور محمد المسفر، الذي تحدث عن حوار الأديان والحالة الخليجية بشكل عام، فقد ظلت هذه الجامعة الخاصة التي أسسها .. الراحل عبد الله أبو خديجة، واحدة.من اهم الجامعات الأردنية
واشعر بالامتنان للدكتورة نسرين من عمادة شؤون الطلاب لحرصها على حضوري بالدعوة والتذكير فقد وجدت في الدعوة والحضور نخبة من الشخصيات العامة والمثقفين الذين يقدرون مكانة المحاضر ويرون رؤيته في العمل العربي صائبة وان وضع الأمة لا بده له من اعادة تدوير وانتاج وموضعه، وأن التجربة الخليجية قد فشلت، ولم يبق منها الا الهياكل… ولم يستطع ش المجلس ان ينفذ شيئاً من القضايا الهامة الكبرة والمعلقة.
وقد وصف الدكتور المسفر بان العلاقات بين دول الخليج تقوم على الندية والتنافس والكيدية، وان هذه الدول تتفرد بسياسة تتصادم احيانا مع المصلحة العامة ومع مصلحة الأمة وقضاياها.
كانت محاضرة الدكتور المسفر قيمة، وقد اضاء على التجربة الخليجية في مجال حوار الأديان ومقدار الكلفة للعمل وعدم الضرورة بكل ما الزمت به الدول صاحبة المصلحة في هذه اللعبة ًوجر دول الخليج أن تفعل.
الأهم كان ما دار من إجابات على الاسئلة التي طرحها الحضور وهي اسئلة مميزة كشفت عن عمق الأزمة الخليجية ومواقعها لصالح الغرب وللأيدولوجية الرأسمالة، إذ أن الخليج كان نموذجاً على خدمة الرأسمالة الغربية التي أخلت بالتوازنات الجغرافية والديمغرافية حين يكون الحضور الأجنبي في الخليج اكثر من عدد سكان الخليج مجتمعين وإذا كانت الهند .. كما يقول الدكتور المسفر درة التاج البريطاني، فإن الخليج هو درة الراسمالية الغربية وهو موظف في خدمتها.
كان المسفر جريئاً وواضحا وقد سمى الأشياء باسمائها ووضع النقاط على الحروف، واعرب الجمل المعترضة وكشف عن وضع بائس وعن مستقبل يحتاج الى قراءة سريعة وتشخيص أدق ووضع علاج سريع فيه المخاطر القادمة وسمي الكثير منها، وقدر للأردن مواقفه وتوازنه ورؤيته لكثير من القضايا المطروحة وطالب بمزيد من العمل للأجيال القادمة معظماً قيمة التعليم من خلال كونه استاذا جامعياً واصفاً أن الاحصائية العربية من التعليم الهابط وعديم الجدوى هي احصائية بليغة وأن الأمم لا تنهض الاّ بالتعليم النوعي الذي ما زالت بلداننا العربية لا توليه الاهمية التي يستحقها.
المسفر الذي دخل في حوارات عديدة في الجامعة ومن خلال زيارته للأردن اضاء مساحات معرفية جديدة فيما يجب أن يكون عليه الحال، وقد حيّا المقاومة والصمود لأهل فلسطين وكل المناضلين العرب اللذين تخطوا حواجز الأنظمة ومصالحها في سبيل الدفاع عن الأرض العربية والتراب الوطني والامن القومي العربي الذي وصفه بأنه مرهون للقواعد الأجنبية التي تستبيح الارض العربية وترهن شعوبها.
المسفر كان قدم لحظة مضيئة في سماء حالكة السواد وفي نفق عربي لا تظهر نهايته، محذرا من القادم وداعيا الى التغيير