عروبة الإخباري –
على مدى ثلاثة أسابيع متواصلة، يشهد شمال قطاع غزة إبادة جماعية وحشية تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في عدوان همجي ومتواصل منذ أكثر من عام، أمام مرأى ومسمع العالم. المباني تتهدم فوق رؤوس سكانها الآمنين، كما حدث مع عائلة “أبو نصر” في مشروع بيت لاهيا، التي قُصفت الليلة الماضية، ليجد عشرات الشهداء والجرحى أنفسهم تحت ركام مبنى مكون من خمسة طوابق.
وما زالت صرخات الاستغاثة تتصاعد دون أن تجد لها صدى في عالم يبدو عاجزًا أمام همجية الكيان الصهيوني وعدوانيته، التي تستهدف كل ما هو إنساني.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نُدين بشدة هذا التخاذل الدولي أمام ما يتعرض له شعبنا، ونتساءل: إلى متى ستبقى هذه الصرخات ونداءات الاستغاثة من شعبنا الفلسطيني بلا استجابة من ضمير عالمي حي، ودون انتصار للقيم والأخلاق؟ إلى متى ستبقى دولة الاحتلال، ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، تواصل تمويل آلة القتل والدمار، وتزويد الاحتلال بكل ما يحتاجه من أسلحة الفتك والإبادة، في ظل تردد دولي ومواقف متخاذلة لا تتجاوز عبارات الإدانة الخجولة؟
إن شعبنا الفلسطيني اليوم، لا يتحمل فقط عدوانًا عسكريًا شرسًا، بل يواجه أيضًا انهيارًا في كل المنظومات الإنسانية الضرورية. فالدفاع المدني، وطواقم الإسعاف، والبنى التحتية جميعها باتت هدفًا مباشرًا للاحتلال، الذي يعيق فرق الإنقاذ ويعتقل كوادرها ويُشرد العاملين فيها، حتى أصبح الشهداء ملقون في الشوارع وتحت الأنقاض، في صورة تجسد وحشية الاحتلال وانعدام إنسانيته.
نؤكد مجددًا أن العالم، إن كان لا يزال حي الضمير، مطالب اليوم بالتحرك العاجل لإيقاف هذا العدوان الدموي الهمجي، والوقوف في وجه القانون الأمريكي الذي يحكم العالم بقانون الغاب. إن شعبنا الفلسطيني، ورغم كل المآسي، لن يتراجع عن حقه في النضال من أجل حياة حرة وكريمة.
الجبهة العربية الفلسطينية