بيان صحفي صادر عن سليم البرديني، الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية حول العدوان الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني ومخاطر تصفية القضية الفلسطينية.
أكد سليم البرديني، الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، في بيان صحفي على خطورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان شامل ومستمر من قبل قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات تتجاوز كونها مجرد انتهاكات حقوقية وعسكرية لتصل إلى مستوى حرب إبادة تستهدف الشعب الفلسطيني بأسره، وتهدف إلى اقتلاعه من أرضه وتصفية قضيته. وأشار إلى أن قطاع غزة اليوم يشهد فصلاً مأساوياً من هذا المخطط الذي يهدف إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني ونفيهم إلى الدول المجاورة، كما أن الضفة الغربية تتعرض لإجراءات استعمارية مماثلة، تصب جميعها في مصلحة مشروع استيطاني كولونيالي يهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية وفرض سيطرة كاملة على الأرض الفلسطينية التاريخية.
وأوضح البرديني أن هذا المخطط ليس جديداً، بل هو امتداد لمشروع استيطاني بدأ مع نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، حين دعمت القوى الاستعمارية العالمية – وعلى رأسها القوى الكبرى في العالم – إقامة كيان استعماري صهيوني في قلب المنطقة العربية، ليكون حاجزاً استراتيجياً يمنع أي جهود لتوحيد الصف العربي أو نهضة الأمة. وأكد البرديني أن ما يشهده الفلسطينيون اليوم ليس سوى جزء من خطة طويلة الأمد تهدف إلى السيطرة على مقدرات المنطقة ومنعها من تقرير مصيرها ومواكبة تطورات العصر في مختلف المجالات.
وأضاف البرديني أن الشعب الفلسطيني في تصديه لهذا العدوان يخوض معركة ليست فقط معركة شعب يسعى إلى الحفاظ على أرضه وحقوقه، بل هي أيضاً معركة الأمة العربية بأكملها. وأكد أن صمود الشعب الفلسطيني وثباته في خندق الدفاع الأول يعكس إصراره على حماية كرامة الأمة وحقوقها، محذراً من أن هزيمة الشعب الفلسطيني لا تعني فقدان قضية وطنية فحسب، بل إنها تعني أيضاً فتح الأبواب أمام التوسع الصهيوني ليصل إلى مدن وعواصم عربية، ما يهدد أمن واستقرار كافة الأقطار العربية، إذ يحمل هذا الكيان الصهيوني في جوهره عدوانية لا تنفصل عنه، ولا يحمل سوى الدمار والخراب للمنطقة في سعيه للهيمنة على ثرواتها والتحكم بمقدراتها.
وأكد البرديني أن الشعب الفلسطيني أثبت من خلال صموده ونضاله الطويل أنه الجندي الأول للإنسانية في معركتها ضد الصهيونية والعنصرية ومحاولات السيطرة والهيمنة على حقوق الشعوب وثرواتها. وبيّن أن الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني ليست سوى جرائم ضد الإنسانية بأكملها، وأن احترام الشعوب للقيم الحضارية الإنسانية يجب أن يتجسد في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير مصيره، معتبراً أن الالتفاف الدولي والعربي حول الشعب الفلسطيني هو المعيار الحقيقي لمدى احترام الدول للقيم الإنسانية واستعدادها للدفاع عن العدالة والحقوق.
وفي سياق متصل، أشار البرديني إلى أن المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي تُعد دليلاً واضحاً على زيف الشعارات التي تروج لها القوى الاستعمارية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تدّعي دوماً الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، في حين تستغل هذه المبادئ كذريعة للتدخل في شؤون الدول الأخرى وتدمير مجتمعاتها. وأكد أن هذه القوى تستخدم شعارات حقوق الإنسان كغطاء لسياساتها التوسعية والاستعمارية، في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، وتواصل دعمها للكيان الصهيوني بالمال والسلاح.
وفي ختام بيانه، دعا البرديني كافة الشعوب والحكومات العربية والعالمية التي تؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في هذه المعركة المصيرية، مشدداً على أن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية كل من يؤمن بالحرية والكرامة الإنسانية