أكدت وزيرة الاستثمار السابقة خلود السقاف أهمية التواصل مع المواطنين، مشيرة إلى أن زيارات رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان ووزراء حكومته خطوة إيجابية جدا.
وقالت السقاف، خلال استضافتها في «بودكاست الدستور» مع نيفين العياصرة، إن زيارة المحافظات أمر جيد لأن الناس يشعرون بأن المسؤول قريب منهم ويتابع مشاكلهم على أرض الواقع، وهذا يحتاج إلى المتابعة المستمرة لما تم الاطلاع عليه خلال الجولات الميدانية.
وبالنسبة للمرأة الأردنية، قالت السقاف إن المرأة موجودة اليوم في كل القطاعات بدعم وتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله. وأوضحت السقاف أن قانون الاستثمار عصري ولكن المشكلة تكون أحيانا في التطبيق، فالقانون أكد أن وزارة الاستثمار هي المرجعية الرئيسية، وأصبحت الحوافز والإعفاءات واضحة وصريحة، فقبل القانون كان الأمر يعتمد على قوة التفاوض بين المستثمر والحكومة، أما الآن فقد تم تحديد ما هي الحوافز الأساسية. وتاليا نص الحوار:
* نرحب بك في «بودكاست» الوجه الآخر من صحيفة الدستور، وأنت المرأة السياسية والقيادية ووزيرة الاستثمار السابقة وكنت نائب محافظ البنك المركزي، كأول امرأة عربية تشغل هذا المنصب، إضافة الى رئاستك صندوق الاستثمار.
– السقاف: أنا سعيدة جداً وأشكركم على هذا اللقاء، خاصة مع صحيفتي المفضلة جريدة الدستور الغراء.
* نريد التحدث بكل شفافية ووضوح عن الوجه الآخر لخلود السقاف. بداية المواطن الأردني، وأيضاً المواطن في كل الوطن العربي ينظر إلى الوزير على أنه شخص خلق وفي فمه ملعقة من ذهب، وتوفرت له الحياة الرغيدة وسبل الرفاهية ليكون في هذا المنصب، وأنتِ وزيرة ابنة وزير، هل أصبحتِ وزيرة لأن والدك كان وزيراً؟
– السقاف: بداية أنا فخورة جداً بوالدي، لأنه إنسان عمل وتعب حتى حصل على هذا المنصب. أقول إن الناس لديها الحق بأن تفكر بهذا التفكير لأنهم لا يعلمون تفاصيل الحياة، لكن المتتبع لمسيرة حياتي يعلم أنني عندما أصبحت وزيرة كان قد مضى علي 34 عاما من العمل المتواصل، فأنا كنت من الأوائل على المملكة ودرست «اقتصاد ومحاسبة» في الجامعة ومن ثم أكملت الماجستير.
عملت في شركة مناجم الفوسفات لأن هذه الوظيفة هي التي أتيحت لي في تلك الفترة، حيث كنت أدرس وأعمل في الوقت نفسه.
حصلت على الثانوية العامة وأنا بعمر 16 سنة، فأنا قادمة من بيت موظفين، والدي ووالدتي كانا موظفين، وربيا ثلاثة أولاد، فوالدتي رحمها الله كانت تعمل ولديها ثلاثة أولاد وكانت تدرس بالوقت نفسه، وأكملت الماجستير وبعد الماجستير أكملت الدكتوراة.
والدي كان مندوب الأردن لدى جامعة الدول العربية من عام 1972 إلى عام 1974، وكانت والدتي تكمل الماجستير على الرغم من أنها كانت حبلى بولد ولديها طفل، فوضعتني «مستمعة» في مدرسة، وكان عمري أربع سنوات، وذلك حتى تستطيع أن توفق بين الدراسة والمنزل.
دخلت المدرسة كمستمعة، ووجدت المدرسة أنني ذكية فقمت بتقديم الامتحانات معهم ونجحت في الصف الأول وفي الصف الثاني. عندما عدنا إلى عمان كان معي شهادة بأنني ناجحة في الصف الثاني وكان عمري وقتها ست سنوات، لكن المدارس لم تقبل بأن تدخلني إلا مدرسة واحدة هي كلية الراهبات الوردية، حيث أخبروني أنهم سيجربون إدخالي للصف الثالث، وهكذا أكملت، فكنت دائما أصغر ممن هم موجودون في صفي بعامين، وفي التوجيهي كنت الثامنة على المملكة.
لكن، إذا سألتموني إذا كان هذا جيدا أقول لكم لا، لأن طفولتي كانت كلها في الدراسة، ولا أتذكر نفسي أنني كنت العب، لكن ولله الحمد، كنت متفوقة دائما فأنهيت الثانوية العامة بعمر 16 سنة والجامعة تقريبا 19 سنة ونصف السنة، حيث إنني أنهيت الجامعة بمدة ثلاث سنوات ونصف، ودرست في الجامعة تخصص «اقتصاد وفرعي محاسبة».
* هل كانت رغبتك دراسة الاقتصاد؟
السقاف: كنت في الفرع الأدبي، فكانت الخيارات محدودة، مثل التربية والآداب وكلية التجارة، فكنا ندخل في السنة الأولى لمدة عام وبعدها نختار بناء على رغبتنا وعلى معدلاتنا. بالنسبة لي عشقت الاقتصاد وأحببته كثيرا. والدي درس «محاسبة» وكان يرغب أن أدرس المحاسبة مثله، لكنني لم أكن أحب التخصص كثيرا، ولكن، حتى أرضي والدي، الذي كان غاضبا لأنني دخلت «أدبي»، أخذت المحاسبة «فرعي»، فلم أحب المحاسبة، وهو ما خفض معدلي في البكالوريوس، لكنني أكملت الماجستير مباشرة، ووقتها كنت أدرس وأعمل في شركة الفوسفات بالتسويق.
كان حلمي وأنا في الجامعة أن أعمل في البنك المركزي، فهذا كان حلمي وعشقي، وكنت من الأوائل في الماجستير، ووقتها اتصل بي البنك المركزي، وهذا الأمر موجود حتى الآن في البنك المركزي، بأن يتصلوا بالجامعات الرسمية ويتم أخذ العشرة الأوائل من كل تخصص، إن كان «اقتصاد» أو «محاسبة»، فعندما اتصلوا بي ذهبت فورا وتركت الفوسفات، ولكن لم يقبلوا بأن يحسبوا لي خبرتي في شركه الفوسفات.
عندما كنت أعمل وأدرس في الجامعة كنت أنا من يدفع عن دراستي وكنت فخورة جدا. والدي كان دائما يعودنا أن يعتمد كل واحد فينا على نفسه، والآن مضى على وفاته رحمه الله 10 سنوات وقبلها كان متقاعدا 10 أو 20 سنة، ولم نشعر أبدا أننا تأثرنا.
* والدك الوزير السابق محمد السقاف الذي كان وزيرا للتموين في عام 1991، قرأنا في إحدى المرات أنه صدر تقرير من البنك المركزي برفع كيلو الخبز ورفع الأعلاف، لكنه كان ضد هذه السياسات ورفضها وبقي ينادي بثبات سعر الأعلاف وأيضا الخبز وقام بتخفيض السعر من 18 قرشا إلى ثمانية قروش.
– السقاف: لا أذكر التفاصيل بشكل دقيق. والدي كان دائما مع المواطن ومع المستهلك ومع ترشيد الاستهلاك. وعندما كان وزيرا للتموين كان لدينا ميزان، وكان والدي يقوم بتوزين كيلو القطايف، فكان دقيقا جدا ويريد التوفير للمواطن، وكان من الذين أسسوا المؤسسة الاستهلاكية المدنية ومن أنصارها، وكان من الذين قاموا على إنشاء الصوامع حتى يتم تخزين السلع مثل القمح والشعير، فكانوا يقومون بشراء القمح والشعير عندما يكون السعر منخفضا ويتم تخزينه في هذه الصوامع حتى يكسبوا السعر الجيد للمواطن.
* هل أثر والدك بك أكثر من والدتك حتى تصبحي في منصب قيادي كوزيرة؟
السقاف: بالتأكيد أثر بي، لأنني تربيت في منزل رأيت فيه نموذج الشخص المجتهد الذي يحب البلد ويعمل على الخدمة العامة. وبصراحة، في هذه الأيام لا أشعر أن الشباب يحبون كثيرا الخدمة العامة، يسألون فقط عن حجم الرواتب، لكن أقول إني تشربت الخدمة العامة في منزل والدي، وأيضا والدتي، ولا أستطيع أن أنكر أثر اجتهادها، فهي الدكتورة شهناز التي درست اللغة العربية في جامعة عمان الأهلية، فوالدتي أثرت بي في موضوع التوازن في الحياة، وأن السيدة ليست فقط للطبخ والتربية، فهي تستطيع أن يكون لديها أبناء وأن تدرس وتعمل، ووالدي اجتماعيا كان نشيطا جدا فدائما منزلنا كان مليئا بالأشخاص، وبالرغم من ذلك كانت والدتي قادرة على أن توفق بين كل هذا وتهتم بالمنزل والعائلة وأقاربه، فوالدي كان مشغولا كثيرا ووالدتي كانت هي من تقوم بهذا الجزء عنه.
* نجاح المرأة دائما فيه فرق عن دور الرجل، فالمرأة تواجه تحديات داخل منزلها وتحديات في المجتمع، والآن لا نستطيع أن ننكر أن هناك فئة في المجتمع تحاول دائما إضعاف دور المرأة، وخاصة دورها السياسي، لكن هناك سيدات كثر أثبتن أنهن قادرات على قيادة المنصب السياسي مثل السيده خلود السقاف.
– السقاف: أي سيدة استطاعت الوصول إلى منصب قيادي يجب أن نعلم أنها تعبت واجتهدت ضعف تعب الرجل، لأننا شئنا أم أبينا فنحن مجتمع ذكوري ولدينا مفهوم بأن المنصب هو للرجل، فعندما تريد سيدة الحصول على أي منصب يجب عليها أن تعمل ضعف عمل الرجل حتى تثبت أن لها حقا وتوازن بين حياة البيت وعملها والسهر والسفر، فهناك متطلبات للعمل، وفي المجالات التي عملت بها كان معظم من هم معي من الرجال سواء في البنك المركزي أو غيره، فكانت النساء قلة، وأنا ولله الحمد كنت أول سيدة عربية حصلت على منصب نائب محافظ البنك المركزي، وحتى الآن لا توجد أي سيدة حصلت على هذا المنصب في الأردن. عندما أخبروني بأن اسمي مرشح لأصبح نائب محافظ البنك المركزي، كنت أخبرهم بأن هذا مستحيل لأنني سيدة، فحتى نحن وبتفكيرنا نشعر أن السيدات لا يتبوأن مناصب قيادية سيادية.
* المرأة اليوم موجودة في كل القطاعات، وجلالة الملك وجلالة الملكة يعززان دور المرأة، وجلالتها تزور المرأة في المحافظات وتحاول أن تمكنها في شتى القطاعات وخاصة السياسية.
– السقاف: أعتقد أن الدعم الملكي سبب رئيسي في تطور دور المرأة القيادية في الأردن. وجلالة الملكة رانيا العبدالله تدعم النساء وتزورهن، وتدعم المشاريع البسيطة. ولا أنسى خلال حفل الحناء الذي أقامته جلالتها بمناسبة زفاف سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وسمو الأميرة رجوة الحسين، كم كان هناك سيدات من المحافظات يشاركن جلالتها الفرحة، وكل هذا بسبب دعمها، إذ شعرن بأن عليهن رد الجميل لجلالتها، فهذه الحفلة كانت تمثل تقديرا لعمل جلالتها وجهدها وما تبذله لتطوير المرأة وتمكينها.
في الجامعة الأردنية 67% من الطلاب هم من الفتيات، لكن عندما ننظر إلى نسبة مشاركة المرأة الاقتصادية نجدها لا تتجاوز 15%، وهذا لعدد من الأسباب، مع ملاحظة أن النسبة في القطاع العام 40%، لكن عندما نأخذها تجميعيا مع القطاع الخاص تنخفض إلى 15%.
في القطاع العام ظروف العمل أفضل، تستطيع المرأة الحصول على إجازات، والدوام لا يتطلب منها السهر، فأقول إن من هذه الظروف بيئة العمل، ونحن نجد في قطاع البنوك وقطاع الاتصالات أن نسبة النساء مرتفعة، لأنه لا يوجد هناك تأخير، لكن في المصانع وفي الزراعة نجد أن العمال أكثر، والسبب أولا ومن خلال الدراسات أنه لا توجد دور رياض أطفال ولا توجد مواصلات، وأيضا نوعية التعليم، فنجد أحيانا السيدات يستسهلن أن يدرسن آداب أو التخصصات الإنسانية التي لا تؤهلهن أن ينافسن في القطاع الخاص، فيذهبن إلى التعليم أو التربية أو خدمات القطاع العام، بينما القطاع الخاص يحتاج إلى متطلبات للدراسة أكثر وجهدا أكبر، أيضا الدعم من الأسرة، ومن أجل ذلك نجد أن كثيرا من السيدات يذهبن للقطاع العام وخصوصا التعليم حتى يأخذن أطفالهن معهن إلى رياض الأطفال.
* أنت أم ولديك أطفال، كيف تعززين مهارات أولادك وأن يستثمروا في مهارتهم وطاقتهم وألا ينتظروا الوظيفة الحكومية؟
– السقاف: ولداي ولله الحمد درسا دراسات جيدة، والاثنان يعملان، فهما يعملان بجهد واجتهاد، ودائما يحاولان الحصول على دورات ليطورا نفسيهما ويريا أين يمكن أن يجدا فرصا أفضل، فهما يطوران من نفسيهما حتى يحسنا دخلهما ويحسنا مستواهما.
ابني غالب، وهو الكبير، درس «تمويل»، وابنتي درست «إدارة فنادق»، وهما يعملان في الأردن. ووالدتي رحمها الله ساعدتني كثيرا في تربية ولديّ وهما صغيران وذلك بسبب ضغوطات العمل علي.
* ما أثر تربيتك على أولادك، وهل من الممكن أن يصبح أحد أبنائك وزيرا في المستقبل؟
– السقاف: حصلت على منصب وزير بعد 34 سنة من العمل، فمن الممكن أن يصبح أحد أبنائي وزيرا إذا اجتهد في عمله، ولكن لا أدري ما هي المدة التي يتطلبها ذلك.
أقول إن الوزارة من الجميل أن تكون طموح كل أردني، أو أن تكون قمة الطموح، فقمة الطموح أن يكون الشخص معطاء ويكون أسرة ويصبح مستقلا ويقوم بالتطوير وتنمية نفسه وعمله. لكن نحن مشكلتنا أننا نريد أن نحقق الطموح بأسرع وقت.
* هناك من يستخدم الواسطة والمحسوبية، وهذا كما تعلمين ظلم على المواطن، لأن هذا يأخذ حق غيره من الناس الكفؤة التي لا تجد من يوصلها، فهل هذا من أسباب الفساد؟
– السقاف: يمكن أن يكون من أسباب الترهل الإداري.
* كيف يمكن معالجة مشكلة الترهل الإداري في المؤسسات والوزارات؟
– السقاف: هذه بحاجة إلى نظرة شاملة، وفي الحكومة السابقة بدأنا بموضوع التطوير الإداري، وأعتقد أن أهم أمر حتى تنجح إدارة القطاع العام هو إعادة هيكلة وتطوير القطاع العام.
* كم سنة نحتاج لتحقيق هذا الأمر؟
– السقاف: هذا الأمر يحتاج إلى وقت، ولكن أيضا يحتاج إلى جدية وحزم وقرارات جريئة.
* هل يمكن أن يتحقق في حكومة الدكتور جعفر حسان؟
– السقاف: من الممكن ذلك، إذا كانوا مجدين فلماذا لا يتحقق هذا الأمر. أقول إن هناك كفاءات في القطاع العام ولكن لا يتم تحفيزها، وأهم أمر في الإدارة هو التحفيز، سواء المادي أو المعنوي، وأعتقد أن هذا الأمر يجب العمل عليه أكثر.
* ترين الآن زيارات رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان إلى المحافظات. ما هي الرسائل من هذه الزيارات؟
– السقاف: التواصل مع المواطنين أمر مهم، وأعتقد أن هذه خطوة إيجابية جدا، وأنا كنت في الحكومة السابقة وحتى في الضمان الاجتماعي كنا نذهب كثيرا إلى المحافظات، فزيارة المحافظات أمر جيد لأن الناس يشعرون بأن المسؤول قريب منهم ويرى مشكلتهم على أرض الواقع، ولا بد من متابعة هذه المشاكل والقضايا التي نشاهدها على أرض الواقع في الزيارات الميدانية.
* ماذا عن مشكله بطء التنفيذ وبطء الإنجاز؟
– السقاف: بالنسبة لبطء التنفيذ، أقول إن المسؤول عندما يكون في منتصف العمل لن تصدقوا كم من الكم الهائل من المراجعين والمراجعات والمعاملات التي تجعل هناك بطئا أحيانا، لكنه غير مقصود، فكم العمل في القطاع العام كبير جدا.
* تميزت وأنت في وزارة الاستثمار بأنك كنت تقومين بإجراء زيارات للمستثمرين، وهم يزورونك في المكتب وتستمعين لهم.
– السقاف: في اليوم الواحد كنت أقابل من خمسة إلى ستة مستثمرين، وكنت أستمع لهم كثيرا، وكنت أقول إن أهم أداة لترويج الاستثمار هي معالجة مشاكل الاستثمارات القائمة، فأي مستثمر عندما يأتي للاستثمار ينظر ويزور ويرى أين سيضع أمواله، فعندما يجد المستثمر مشاكل يتردد في الاستثمار، وعندما كنت وزيرة للاستثمار كنا نلتقي بالمسؤولين الذين لديهم المشكلة ونحاول حلها مع المستثمر، وتم حل الكثير من المشاكل.
نحن وضعنا في القانون أنه يجب ألا تزيد مدة حل أي مشكلة عن ستة أيام، فداخل الوزارة كانت جميعها تنجز في هذا الوقت، لكن المشكلة كانت عندما يكون هناك بعض المؤسسات أو الوزارات التي تتطلب قوانينها إجراءات ولجانا واجتماعات.
* لماذا لا يكون هناك تشاركية بين الوزارات، فالاستثمار مصلحة تعود على الحكومة وعلى الوطن كاملا؟
– السقاف: كانت هناك تشاركية، لكن هناك بعض الأمور حسب القانون، على سبيل المثال هناك فترة اعتراض، لكن قانون الاستثمار تحدث وأوضح بكل صراحة أن وزارة الاستثمار هي المرجعية الرئيسية للمستثمر، وأيضا تحدث بأنه يجب أن تعد جميع التشريعات بما يتناسب مع قانون الاستثمار.
* ما الأمور التي رأيت أنه يجب تغييرها في قانون الاستثمار، ونحن نتحدث عن قانون استثمار تم تعديله عده مرات؟
– السقاف: أنا أشعر أن القانون عصري، فالمشكلة ليست في القانون بل في التطبيق، والقانون تحدث وقال إن وزارة الاستثمار هي المرجعية الرئيسية، وأصبحت الحوافز والإعفاءات واضحة وصريحة، فقبل القانون كان الأمر يعتمد على قوة التفاوض بين المستثمر والحكومة، وحاليا القانون حدد ما هي الحوافز الأساسية، وأي مستثمر يحصل عليها، سواء إعفاءات جمركية كاملة على الآلات والمعدات وإعفاءات ضريبة المبيعات. وإذا قام بتعيين أكثر من 250 شخصا يحصل على إعفاء من ضريبة الدخل لمدة خمس سنوات، وإذا اشتغل في المناطق الأقل نموا فله إعفاء أيضا، وهناك إعفاءات إضافية تعطى للمستثمر الذي يضيف أثرا نوعيا إلى الاقتصاد، على سبيل المثال إذا قام بتعيين أكثر من 350 عاملا، وإذا كان 50% من عمال نساء، وإذا قام بإضافة معرفة جديدة، وإذا كان يعمل في المناطق الأقل نموا، وإذا عمل على مشروع ينقل التكنولوجيا، فالأمور واضحة، وهذا ما ميز قانون الاستثمار، حيث وضع أسسا بأنه يجب أن تنجز المعاملات خلال 15 يوما، وسمح للمستثمر الأجنبي بأن يأتي بفريقه من الخبراء بما لا يتجاوز 25% دون موافقة مسبقة، و40%، لكن يجب أن يثبت أنه لا توجد خبرات مماثلة في السوق الأردني.
* هناك قرارات حكومية مفاجئة تؤثر على جذب الاستثمار مثل رفع الضريبة على السيارات الكهربائية، الذي تسبب بحالة من الضجة لدينا في الأردن، وأيضا السجائر الإلكترونية.
– السقاف: عندما اتخذت هذه القرارات كان ذلك لأسباب تتعلق بالوضع المالي وكم هي الضريبة وكم عدد السيارات المستوردة، فمن بداية العام كانت 60 % «كهرباء»، والنسبة كبيرة، وكذلك تركت السجائر واتجهت إلى السجائر الإلكترونية، وهذه المصادر تشكل إيرادا رئيسيا لخزينة الدولة، وأعتقد أن هذه القرارات كان لها أسبابها. الآن يجب، بحسب ما أعتقد، النظر في تنويع إيرادات الدولة، وهنا يأتي دور الاستثمار.
* لكن، هل يعتبر الدخان استثمارا؟
– السقاف: لا، فهو مستورد، ولا أراه يؤثر كثيرا على الاستثمار.
وزير الصحة في الحكومة السابقة تحدث عن نسبة إصابات السرطان، فكان هناك تزايد، ونحن من أعلى الدول التي توجد بها إصابات سرطان، والدخان هو أحد أهم أسباب السرطان، وبنفس الوقت نجد التدخين موجودا في الأماكن العامة، وهذا الأمر يؤثر على من لا يدخنون.
* هذا سبب من الأسباب، لكن السبب الرئيسي أن ضريبة الدخان تعود على الدولة بإيرادات معينة؟
– السقاف: أقول إن هذه أسباب اتحدت، الأسباب الصحية مع الأسباب المالية.
وبالنسبة للسيارات الكهربائية فهي ما زالت في متناول الجميع، وأعتقد أنه يجب الآن التركيز على تنويع الإيرادات للخزينة، ولا يجب أن نركز على البنزين والسجائر، بل نركز كيف نحصل على دخل من الاستثمار، وهذا يتفق مع رؤية التحديث الاقتصادي التي وضعت هدفين، أولا أن يصبح النمو خلال عشر سنوات 5. 6%، فالنمو الآن لا يتجاوز 2.3%، وخلق فرص عمل، بواقع مليون فرصة عمل خلال عشر سنوات، وحتى تتحقق هذه الأهداف وضعت 41 مليار دينار تمويلا لهذه الخطة يجب أن يأتي 70% منها من الاستثمار، فيجب التركيز على الاستثمار، وقد عملنا كثيرا على تهيئة البيئة التشريعية والأتمتة ومنصة «استثمر في الأردن» والمشاريع الاستثمارية، وجميعها تم العمل عليها بطريقة تساعد في جذب الاستثمارات الخارجية.
* عندما قررنا أن نحافظ على البيئة ونتوجه إلى الطاقه البديلة، الطاقة الشمسية، تم رفع الضريبة.
– السقاف: تم رفع الضريبة، ولكن بمبالغ بسيطة حتى يكون هناك توازن بين الطاقة الكهربائية والطاقة الشمسية فقط لا غير، فلم يكن بطريقة مجحفة، فيجب أن ننظر إلى الموضوع بطريقة إيجابية أكثر.
* ماذا عن رفع الكلف الباهظة للطاقة والكهرباء والمياه؟ وأنتم تعلمون أن عصب الصناعة والتجارة هي الكهرباء.
– السقاف: هو ليس رفعا بقدر ما هو عكس الكلفة الحقيقية، فالدولة أصبحت غير قادرة على تحمل تكاليف إضافية.
* هناك كثير من المستثمرين يقولون إن هذه نقطة غير جاذبة للاستثمار.
– السقاف: ليس صحيحا، والدليل على ذلك أنه لا يزال هنالك استثمارات تتوسع واستثمارات قائمة. لو كان صحيحا لما رأينا استثمارات موجودة وقائمة.
* أين كانت الاستثمارات تحديدا في الآونة الأخيرة؟
– السقاف: قطاع الطاقة كان الأكبر، والصناعة أيضا، حيث رأينا مصانع جديدة قائمة، بالإضافة إلى صندوق أبو ظبي للتنمية الذي استثمر في سكة الحديد وتحويل النفايات إلى طاقة وإدارة ميناء العقبة.
* ماذا بالنسبة لضريبة الدخل وضريبة الضمان الاجتماعي؟
– السقاف: الضمان لا يوجد به ضريبة بل هي اقتطاعات، وهي في النهاية ادخار للمشترك، فعندما يتقاعد يكون له ضمان.
* أكثر وظيفة أحببتها هي عملك في الضمان الاجتماعي، هل هذا صحيح؟
– السقاف: صحيح، فهي من أكثر الوظائف التي أحببتها بالإضافة إلى عملي في البنك المركزي، حيث شعرت أنني عملت للمتقاعدين واستطعنا أن ننمي، فعندما تسلمت الموقع كانت موجودات الضمان 9 مليارات دينار، وعندما أنهيت عملي في الضمان ارتفع الرقم إلى 14 مليارا، فهذا إنجاز، والإنجاز الأكبر كان في المشروع الزراعي الذي قمنا بعمله ومشاريع الطاقة الشمسية للفنادق حتى تستطيع أن تنافس في أسعارها.
أحببت كثيرا المشروع الزراعي لأنه كان مشروعا مختلفا. وقتها قمنا باستئجار أراض في المدورة، تقريبا 25 ألف دونم، وبدأنا زراعتها بطريقة موفرة للمياه، وكنا نقطع 300 كيلومتر حتى نذهب لنرى هذا المشروع، ورأينا الزراعات التي كانت تنبت،. فكان مشروعا مميزا، وكان الجميل في الضمان وصندوق استثمار الضمان أنه عندما تعمل وتأتي بربح فهذا الربح يذهب إلى مليون و 300 مشترك، ونصف مليون متقاعد، فنشعر أننا نخدم المواطنين والبلد، والأثر يظهر بسرعة.
* لدينا مشكلة أن المشروع الناجح يغيب عن الأضواء وعن الإعلام، بينما المشروع الذي يتأخر يصبح حديث الساعة، مثل مشروع الناقل الوطني.
– السقاف: صحيح، الناقل الوطني حجمه كبير.. صحيح أنه مشروع ولكنه عبارة عن ثلاثة أجزاء، تحلية المياه، ومشروع طاقة شمسية، حتى يولد الكهرباء لهذه التحلية وينقل الناقل من العقبة لتحلية مياه البحر الأحمر، وينقلها إلى عمان.
* لكن متى سيبدأ العمل بهذا المشروع؟
– السقاف: من المفروض أن يبدأ العمل به بعد ثلاث سنوات من الآن، ومن المفروض من بداية العام أن يبدؤوا في التنفيذ، فالعطاء تم طرحه وكان المتقدم واحدا، وكان هناك تفاوض مع هذا المتقدم.
* لكن كان هناك ضجة إعلامية حول هذا العطاء.
– السقاف: السبب أن المتقدم كان واحدا، وعادة في العطاءات يفضل أن يكون هناك أكثر من متقدم.
وهذا المشروع من أهم المشاريع الوطنية لأنها توفر المياه لنا، فنحن من أفقر الدول في العالم في موضوع المياه، وهذا المشروع مهم جدا لنا.
* هناك مشروع آخر غير مفعل وهو مشروع المدن الصناعية في بعض المحافظات مثل المدينة الصناعية في الطفيلة.
– السقاف: بالعكس، نحن وقتها أتذكر أن المدن الصناعية أخذت موافقة من مجلس الوزراء على إعطاء بعض الإعفاءات والتخفيضات على الكهرباء والمياه وبعض الرسوم لتشجيع المصانع، وقد تقدم الكثير لذلك، ومنذ شهرين كان هناك مصنعان فقط قائمان، علما أن الطفيلة لا يوجد بها صناعات كثيرة ومشاريع، ودائما شبابها عندما نذهب إليهم يعانون لأنه لا توجد أعمال، فالمصنعان اللذان وجدا في الطفيلة قاما بتشغيل عمالة أردنية، والبقية تقدمت وحصلت على أراض لإنشاء مشاريع عليها، لكن، بحسب علمي، لم تباشر بالمصانع.
* في جرش أيضا يجب أن نستثمر في القطاع السياحي، فهناك الكثير من المستثمرين يواجهون مشاكل في أن يفتحوا مطاعم؟
– السقاف: لماذا؟! لم يأت أحد يشكو من مشاكل تواجهه هناك، بالعكس مهرجان جرش تم عمله من أجل خدمة أهالي جرش ليستفيدوا خلال فترة المهرجان، وهذ كان واحدا من الأسباب، وأيضا جرش تقوم بتسويق نفسها بنفسها.
* نريد التحدث عن المشروع الاستثماري والمشروع التنموي، فلماذا لا يكون هناك استثمار في المحافظات الأردنية؟
– السقاف: المشروع الاستثماري هو المشروع الذي يدر ربحا على المستثمر، والمشروع التنموي هو الذي تقوم به الدولة أو متبرع مثل المؤسسات الدوليه التي تتبرع، هذا المشروع التنموي يكون هدفه تنمية المحافظة وتوليد فرص للتشغيل دون أن يهدف إلى الربح، فبالعادة وزارة الاستثمار مسؤولة عن المشاريع الاستثمارية التي تدر ربحا، بينما وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الإدارة المحلية وأمانة عمان تكون مسؤولة عن المشاريع التنموية.
* المحافظات هل هي جاذبة للمشاريع الاستثمارية؟
– السقاف: إلى حد ما، فعلى سبيل المثال تكفلت الحكومة السابقة بعمل هيكل شمولي لعجلون، وكان هناك دار خبرة قمنا بالتعاقد معها وقامت بعمل هيكل شمولي ومخطط شمولي لعجلون، وكان هناك أكثر من مشروع في أكثر من منطقة، فحتى نستطيع تنفيذ هذه المشاريع كان هناك الكثير من المتطلبات، على سبيل المثال فتح شوارع وتمديد كهرباء ومياه وما إلى ذلك، فأصبح هناك لجنة وتم وضع كل مشروع وما يحتاجه هذا المشروع حتى ينجح ونجذب له استثمارا، وكان هناك تعاون بين الوزارات والمؤسسات في هذا الأمر، لكن أحيانا يكون العائق في التمويل، فممكن ألا يتم وضعه في موازنة هذا العام ويؤجل إلى العام الذي يليه، فهناك تعاون كبير ولكن أحيانا عدم وجود تمويلات كافية هو ما يعيق هذه الأمور.
* كل محافظة لدينا تتميز بنقاط جاذبة للاستثمار، هل قمت بزيارة كل المحافظات في المملكة؟
– السقاف: قمت بزيارة كل محافظات المملكة، والذي يميز الأردن عن الدول الأخرى هو الأمن والأمان، ويميز الأردن الموقع الجغرافي والطقس وأيضا المواطنن الذين هم قادرون على أن يتعاملوا مع أي وجه جديد للاستثمار. ويميز الأردن أيضا جهازه المصرفي القوي الذي يستطيع الشخص أن يتعامل معه، ويميزه أن عملتنا ثابتة ولله الحمد ومربوطة بالدولار، فلا يوجد لدينا مشاكل في الصرف.
* لماذا انخفضت التدفقات الأجنبية الاستثمارية العام الماضي؟
– السقاف: لأن الناس تتعامل مع الأردن كجزء من الإقليم الملتهب، وهذا شكل عبئا كبيرا علينا، وكنا نخبرهم أنه صحيح أننا في إقليم ملتهب ولكن ولله الحمد الأردن مستقر، وهنا لا أنكر كم هي جهود جلالة الملك وسمو ولي العهد في أن يتحدث ويعمل على تطمين الناس وجذبهم عندما يرون أن رأس الهرم في هذه الدولة أو القيادة العليا في هذه الدولة تتحدث في الاستثمار وتتحدث عن الأمن والأمان.
جلاله الملك داعم مساند لأهلنا في غزة وأهلنا في لبنان، ولا تصدقون كم كنا نشعر بالفخر عندما نذهب لزيارة بلد ويعلمون أننا من الأردن، فالاحترام الذي يكنونه لجلالة الملك وللأردنيين كبير جدا، وهذا جهد متواصل، جلالة سيدنا لا يقصر في هذا الموضوع، فجلالته يبذل جهودا كبيرة من خلال زياراته المتواصلة واتصالاته حتى يثبت أن الأردن بالرغم من صغر حجمه وبالرغم من محدودية موارده إلا أنه يستقبل الناس ويحميهم ويحترمهم وقادر على حماية أموالهم واستثمارها.
* الأمن والأمان نعمة البعض يحاول أن يتلاعب بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
– السقاف: نحن نعلم ما لدينا، فقيادتنا حكيمة، وكل البلدان من حولنا واجهت التخفيض في التصنيف الائتماني، لكن مؤسسات التصنيف التي هي من أصعب المؤسسات رفعت التصنيف الائتماني للأردن، وصندوق النقد الدولي جاء وقام بعمل أكثر من مراجعة، واجتزناها بأكثر من نجاح. صحيح أننا اضطررنا لأخذ قرارات صعبة، لكننا التزمنا وكان لدينا التزام مالي وسياسات مالية ونقدية حصيفة، وكل هذه لا تأتي من فراغ ولا تأتي في يوم، فهذه جميعها بحكمة القيادة وحكمة إدارة الموارد في الدولة.
* التواصل الاجتماعي يركض ركضا نحو المعلومة المغلوطة والشائعة، وأنت تعرضت لشائعات ومعلومات مغلوطة.
– السقاف: تعرضت كثيرا لشائعات، لكن أي شخص ناجح يتعرض للشائعات وأي مسؤول يتعرض للشائعات، فأهم أمر هو تجاهل هذه الشائعات، ومشكلتنا أن الخبر السيئ هو الخبر.
أنا نشيطة جدا على كافة وسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر وانستغرام، أتواصل مع المنشورات حتى لو كان نقدا غير بناء، كنت أتواصل.
* ما الفرق بين النقد البناء والنقد غير البناء؟
– السقاف: النقد البناء الذي يكون فعلا لديه تجربة أو لديه ملاحظة ويريد أن يحسن، فهذا أعتبره نقدا بناء ولا بد منه، وهذا واجب علينا أنه إذا كان هناك طريقة بأن نحسن الخدمة ونحسن الأداء فهذا واجب كل مواطن، لكن نجد أن من لا يخطئ هو من لا يعمل، فالذي يشتغل ويعمل ويجتهد يخطئ، وهذا أمر طبيعي، لكن أن نمسك الخطأ ونتحدث به كثيرا ونعتبره فشلا ونعظم هذا الفشل ليس بهدف الإصلاح فهذا أعتبره الفرق بين النقد البناء والنقد غير البناء.
أقول أيضاً إن ما يتم نشره من معلومات مغلوطة وخاطئة قد يؤثر على الاستثمار في البلد، فيجب الانتباه لهذه النقطة ممن يقومون بهذا العمل، فبلدنا ولله الحمد آمن ومستقر.
* في وقت من الأوقات كان هناك مظاهرات وتم خلالها حرق إطارات وانتشرت هذه الأمور على التيك توك وكان لها أثر في الحديث عن أمن البلاد، فماذا تقولين لمن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ويركضون وراء المعلومة المغلوطة؟
– السقاف: هذا الأمر بحاجة إلى توعية، ويجب علينا جميعا أن نتكاتف سواء في المدرسة أو الإعلام أو المحافظات وفي جميع المناطق، فليس التواصل الاجتماعي هو أن أحصل على لايكات ومشاهدات. لا سمح الله إذا حصل أمر سيئ في البلد من خلال هذه الأمور سنجد أن من وضع هذه المعلومات المغلوطة هو أول من سيتأثر هو وأولاده وعائلته لأن هذا سيؤثر على البلد وبالتالي عليه، فهدفنا هو جلب الاستثمارات وأن يكون لدينا استثمارات ناجحة وفرص عمل للمواطنين وقصص نجاح حتى نستطيع أن نقول إننا في الأردن قادرون على تلبية هذه الأمور.
* من لا يسمع الموسيقى ولا يقرأ الشعر لا يعرف طعم الحياة، لمن تسمعين؟
– السقاف: ليس هناك أحد معين، لكن كثيرا ما أستمع خاصة وأنا أقود السيارة في الصباح إلى الأغاني القديمة، فأجد أن كلماتها أجمل وأشعر أنها تلامس المشاعر أكثر، وأجد أن الأغاني الجديدة مثل الموضة، تستمعين لها مرتين أو ثلاث مرات وبعد ذلك أمل منها، فأنا أفضل الأغاني القديمة عن الحديثة.
* ما أكثر هواية تمارسينها؟
– السقاف: أحب الناس، لذلك أحب العزائم والصديقات، أحب التجمعات العائلية، عائلتنا صغيرة، فأحب أن نلتم كعائلة مع بعضنا جميعا، وأحب أن أقرا كثيرا، وحديثا بدأت أمارس الرياضة، فأصبحت الرياضة ضرورة وليست خيارا.
* هل تجتمعين بأخويك خالد ولمى؟
– السقاف: لمى موجودة في دبي، فقليلا ما أجتمع بها إلا عندما أسافر إلى دبي لزيارتها، وهي عندما تأتي إلى الأردن تأتي في زيارة قصيرة، حيث تعمل في دبي، فالحياة أخذتنا عن بعضنا البعض، لكن دائما عبر الهاتف نتشارك أخبارنا. وبالنسبة لخالد فهو يسافر كثيرا، فخالد ولمى درسا المحاماة.
عندما نجتمع نتحدث كثيرا عن ذكرياتنا وعن أولادنا وأخبارنا ولا نفضل التحدث في السياسة أو أي أمور تتعلق بالعمل.
* نحن كمواطنين لدينا فكرة بأن الوزيرة لا تقوم بالطبخ وطهي الطعام؟
– السقاف: بالعكس، فأنا أقوم بطهي الطعام، وأنا طاهية جيدة، ومن الأكلات التي أجيدها الدوالي والكوسا وشيخ المحشي ومنزلة الباذنجان وعدة طبخات أخرى، لكن خلال عملي في صندوق الاستثمار وفي الوزارة كان هناك من يساعدني في الطهي، فلم يكن لدي الوقت الكافي لذلك، لكن أنا أستمتع بالطهي.
* ما هي أكثر وجبة كانت تقوم والدتك بطهيها لك وكنت تحبينها؟
– السقاف: والدتي رحمها الله كانت ماهرة جدا في الكباب الهندي، وكانت تجيد الطهي كثيرا.
* ما الذي ألهمك لتكوني قائدة؟
– السقاف: والدي ووالدتي، تعلمت من والدتي المثابرة، فوالدتي رحمها الله لديها ثلاثة أبناء وزوجها اجتماعي من الدرجة الأولى وكانت تعمل معلمة وطوال الوقت تدرس، فعندما حصلت على شهادة الدكتوراة كنت أنا متزوجة حديثا، وكان ذلك في عام 1993، فبقيت والدتي مثابرة ولم تتوقف. والدي علمني الخدمة العامة، وكان يقول لي دائما إذا أردت أن تنجحي فاشتغلي على المصلحة العامة، ويجب ألا تفكري بمصلحتك الشخصية، فاليوم الذي تبدئين به بالتفكير بمصلحتك الشخصية سوف تفشلين، فهذه الكلمات أثرت في كثيرا وعلى الدوام أتذكرها.
* هل تطوعت في بعض الأعمال وأنت صغيرة؟
– السقاف: كثيرا، والدتي كانت تقوم بعمل أعياد ميلادنا في مبرة للأيتام، فكنت أقوم بالعديد من الأعمال التطوعية وللآن أقوم بهذه الأعمال التطوعية وأشجع أولادي كثيرا عليها، وابنتي الآن تقوم بأعمال تطوعية كثيرة، وابني كذلك، لكن بشكل أقل منها بسبب انشغاله في العمل.
* هل تخيلت في يوم من الأيام أن تكوني في المنصب السياسي؟
– السقاف: بعد أن أصبحت نائب محافظ البنك المركزي، وكما تعلمون نائب المحافظ يحصل على لقب عطوفة، وبعد أن توفي والدي قمنا بتعديل المنزل وقتها، وجدت ظرفا يعود لي وأعتقد أنه عندما كنت في الصف الأول الثانوي، وكان يحتوي على أوراق لي، وكنت قد كتبت يومها على هذا الظرف «عطوفة خلود السقاف» فكنت أحلم بهذا الأمر عندما كنت في المدرسة.
* هل يجب علينا أن نرفع سقف توقعاتنا في الأحلام؟
– السقاف: نعم، فالشخص يجب عليه أن يحلم، والسماء هي السقف، فيجب عليه أن يحلم كثيرا لأنه من دون حلم ودون رؤية لن يحقق شيئا، وعندما يكون لديه حلم يتوجه الشخص نحو الأمور التي ستوصله نحو هذا الحلم.
* وأنت تسيرين في خريطة الطريق هل كان لك حلم ما ووجدت فيما بعد حلما آخر وقلت إن هذا يناسبني أكثر؟
– السقاف: كان حلمي دائما البنك المركزي، لكن وجدت نفسي مثلا بعد فترة ذهبت إلى القطاع الخاص وعملت في البنك العربي، وبعدها قررت أن أعود إلى القطاع العام، لكن لم أتخيل نفسي أن أكون يوما ما في صندوق استثماري أو رئيسة لصندوق الاستثمار. ونتيجه لنجاحي في صندوق الاستثمار أصبحت وزيرة الاستثمار، فالحياة أحيانا تأخذك من أمر إلى آخر، لكن ضمن نفس النطاق، فلم أبتعد كثيرا، وبقيت بنفس القطاع.
* هل توقفت عند «مطب» معين وأخذ منك وقتا لتتجاوزيه؟
– السقاف: لا توجد حياة مفروشة بالورود، وخاصة للسيدات أو الإناث، فكل أمر يوجد به مطبات وخاصة في العمل الجماعي والعمل في القطاع العام وفي القطاع الخاص أيضا، فكل شخص له ظروفه، لكني تعودت وعودت نفسي أن أي مشكلة يجب أن أتعلم منها، وأي مشكلة يجب ألا أتوقف عندها، بل بالعكس، أتجاوزها وأسير نحو الأمام، فدائما شعاري هو (الضربة اللي ما بتكسرك بتقويك) فهذه أثرت بي كثيرا واستفدت منها، وقد تعرضت لمواقف كثيرة ولخذلان، وهناك أناس قمت بدعمهم ومساندتهم تخلوا عني، لكنني تجاوزت هذه الأمور، وتعلمت كثيرا من هذه التجارب التي مررت بها والمطبات التي تجاوزتها.
* عندما تعرضت لخدلان وصعوبات، من أكثر شخص كنت تتوجهين له؟
– السقاف: صديقاتي المقربات، لأن والدي ووالدتي توفيا منذ زمن طويل، وشقيقتي بعيدة عني، فصديقاتي من المدرسة هن أخواتي.
* هل بكيت يوما لضغط العمل؟
– السقاف: لا، بالعكس، أحب ضغط العمل وأحب العمل تحت الضغط، لكني أبكي عندما أشعر بالظلم.
* هل تسامحين؟
– السقاف: كثيرا جدا، فلولا التسامح لما استطاع الشخص أن يعيش مرتاحا، وتعلمت أن أسامح كثيرا، فأسامح وأتناسى لكن لا أنسى، ولا أجعل فكري مشوشا.
* من هي الأفضل من صديقاتك والأقرب لك؟
– السقاف: هناك صديقة قريبة لي كثيرا وهي صديقتي من أيام المدرسة.
* هل تحبين القراءة؟
– السقاف: كثيرا.
* ما آخر كتاب قمت بقراءته؟
– السقاف: الآن أقرا كتابا جديدا كتبه ترامب قديما، بدأت بقراءته حديثا، وهذا الكتاب كتبه ترامب من حوالي 15 سنة عن نفسه، فهو رجل أعمال بارز، وما المعوقات والتحديات التي واجهته، حيث وجدت هذا الكتاب بالصدفة عندي في المكتبة وبدأت بقراءته، فالقراءة بالنسبة لي مهمة جدا.
* القراءه ثقافة، لكن هناك من يقول إن المثقف الذي لا يقرأ ولا يمنح المعلومة لغيره هو جاهل؟
– السقاف: هذا صحيح، أحيانا يقومون بربط الجهل بعدم التعليم، لكني أقول إن هناك الكثير من الناس ليس شرطا أن يكونوا غير متعلمين ويكونون جاهلين، فهناك أشخاص متعلمون وحاصلون على شهادات عليا ومارسوا أعمالا مختلفة يكون لديهم جهل أكثر، لأنني أعتبر أن الجهل هو عدم الاستفادة من التجارب والعلم الذي تعلمته، فعدم التعلم هو أمية، لكن ليس جهلا، أما الجهل فهو أن تكون كل الأمور موجودة حولك ولا تستفيد منها.
* لو كان معك رصاصة وكنت تريدين تصويبها، فهل ستصوبينها على الجهل أم الفقر أم الفساد؟
– السقاف: على الجهل، لأن الفقر له حل، والفساد له عقوبات وله حل، لكن من الصعب أن نحل موضوع شخص جاهل ونقنعه، فإذا أردت الاختيار بينها أختار الجهل.