جليلة جميلة هي لغتنا. «العين لا تعلو الحاجب» لكن بعض اللهجات وفي مقدمتها الأردنية تفيض عن الفصحى بلاغة من نوع خاص. بالاستناد إلى شرف المعرفة الشخصية لكوكبة من الأخوة الكبار الأعيان القائمة على الرابطة الوطنية وفي حدود الإطار الإنساني والمهني، أخط هذه السطور مباركا لعينين، عينين من حيث المكانة والدلالة والرسالة.
ثلة مباركة من عيون الأردن، الذوات من ذوي المقام مات العليا الذين اصطفاهم سيدنا وقرّبهم أعضاء في «مجلس الملك»، وكوكبة مباركة من عيون الوطن الحبيب والعرش المفدى من ذوي الخبرات والمهام الخاصة جدا الذين قال فيهم جلالة قائدنا الأعلى «الأصدق قولا والأخلص عملا»، نشامى القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية والاستخبارية البواسل، وعيون أخرى لا تنام ولا تسهو عن مهام فيها إنقاذ «أغلى ما نملك» الإنسان مواطنا ولاجئا ووافدا وسائحا، من دفاع مدني وجيش أبيض طهرا وزِيّا.
وعيون أخرى في تشكيلة مجلس الأعيان جناح مجلس الأمة الأيمن وكلاهما خافقان بعون الله إلى العلياء لما فيه خير الأردن، الأردن أولا، الأردن أصيلا لا بديلا. الأردن الذي للأردنيين كافة على تنوعهم الذي يزيد الوطن منعة ورفعة وعِزّة، تلك العيون التي ترى وتجلّي الرؤى للناس كافة، لمن والانا وحتى لمن عادانا، للداخل والخارج، عيون الصحفيين والإعلاميين ولكل من تعامل مع أدوات -تقليدية وغير تقليدية، خشنة وناعمة- لصنع الرسائل لا أي محتوى، ولتوجيه الرسائل التي لا تحمل غلا ولا تتوخى «جمايل» أحد!
فضل الأردن علينا كلنا، يبقى الوطن والقائد، وتبقى المملكة البوصلة والسفينة والشراع والمرساة. كل الأردنيين، الأردنيين انتماء وولاءا، جميعهم عيون وأعيان. غايتهم رفعة هذه البلاد التي لا تتحقق إلا بتعزيز منعتها واستقلالها. تحت القبة أو خارجها لا فرق، فهذه السماء أردنية لا سقف لها سوى الرحمن سبحانه. اللهم وحّد قلوب من فوضهم أولو الأمر -صناع القرار وأصحابه- لما فيه وحدة الصف وقوة التقدم بثبات نحو أهدافنا وأولوياتنا الوطنية.. البعض يظن في هذه التسمية -أولي الأمر- عودة أو رجعة إلى ما تفتح أعين بعض «إنجي أوووز» أولئك الذين يحبون تعليم الديموقراطية عن بعد! أو عبر التجوال! متناسين أن ألف باء الديموقراطية وبداية ونهاية أي أيدولوجية سياسية هي مدى انبثاقها عن البيئة المحلية الطبيعية دون تدخلات في جيناتها الوراثية خاصة الروحية والثقافية.
بعيدا عن التنظير والتأطير، بعيدا عن التذمر والتنمر، كلنا فريق واحد، كلنا عيون ونواب، مسؤولون مساءلون في السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية، راعيها وحده قائدنا المفدى عبدالله الثاني رعاه الله.
هي عين الله تراعاه وترعى من في كنفه، في هذا العرين العبدلي، والح مى الأردني الهاشمي الذي ما كانت مئوية عز ولا يوبيل فخر ولا تدشينا واعدا لمئوية ثانية في خضم هذه الأحداث والتحولات بالغة الخطورة لولا رعاية الله لأردن القداسة والرسالة.
رحم الله متعب الصقار الحنجرة الدافئة القوية والأخ الحبيب، حبيب الزيودي شاعرنا الكبير، وقد دشنا قبل ربع قرن عهد سيدنا الزاهر بالقصيدة المغناة الوطنية «هلا يا عين ابونا». مبارك للوطن أعيانها. عين الله ترعاكم.
عين الله ترعاكم* بشار جرار
5