عروبة الإخباري – كتب اشرف محمد حسن
كشفت صحيفة “لوباريزيان” عن تصريحات منسوبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يذكّر فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي النتن ياهو بظروف نشأة إسرائيل وقالت الصحيفة إن ماكرون قال إنه يجب على النتن ياهو ألا ينسى أن “إسرائيل” أنشئت بقرار من الأمم المتحدة، ولذلك لا ينبغي له أن يتنصّل من قرارات المنظمة الدولية وقالت “لوباريزيان” إن ماكرون أدلى بهذه التصريحات خلال جلسة مغلقة لمجلس الوزراء الفرنسي عقدت يوم الثلاثاء 15/10/2024 م . وأضافت أن عددا من المشاركين في الجلسة أكدوا حدوث ذلك وكان الرئيس الفرنسي قد دعا في وقت سابق من الشهر الحالي إلى الكف عن تسليم الأسلحة للكيان الصهيوني للقتال في غزة، معتبرا أن الأولوية للحل السياسي بدل الاستمرار في الحرب ورد رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو على ماكرون بالقول “عار عليك! والكيان الصهيوني سينتصر بدعمك أو من دونه” .
تم تسريب هذه التصريحات والتي لم يكن المقصود نشرها للعامة، حيث اثارت الكثير من الجدل فردا على هذه التسريبات، أصدر مكتب النتن ياهو بيانا قال فيه “نذكر رئيس فرنسا أن قرار الأمم المتحدة لم يكن هو الذي أسس إسرائيل” حسب البيان وأضاف النتن ياهو مخاطبا ماكرون أنه يعارض أي وقف أحادي الجانب لإطلاق النار في لبنان، مشددا على أن تل أبيب تعمل لتقويض قدرة حزب الله على تهديد الصهاينة ولإعادة سكان الشمال لمنازلهم .
وعلى اثر هذه التصريحات والتي لم تكن للعلن قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أمر وزارته ببدء إجراءات قانونية ضد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمنعه الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض تجاري بحري عسكري سيقام قريبا في فرنسا وأوضحت شركة يورونافال المنظمة للمعرض، الذي من المقرر أن يقام في باريس بين 4 و7 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في بيان أن الحكومة الفرنسية أبلغتها بأنه غير مسموح للوفود الإسرائيلية بإقامة منصات أو عرض معدات في المعرض، لكن يمكنها الحضور. وأضافت أن 7 شركات ستتأثر بهذا القرار .
وقال كاتس في بيان على منصة إكس “وجهت وزارة الخارجية باتخاذ إجراء قانوني ودبلوماسي ضد الرئيس الفرنسي؛ لقرار منع الشركات الصهيونية من عرض منتجاتها في معرض يورونافال في باريس الشهر المقبل” وأضاف “مقاطعة الشركات الصهيونية للمرة الثانية أو فرض أوضاع غير مقبولة هي إجراءات غير ديمقراطية غير مقبولة بين دولتين صديقتين. أحث الرئيس ماكرون على إلغائها كليا” وقرار منع الشركات الإسرائيلية هو أحدث واقعة في خلاف يغذّيه قلق حكومة ماكرون تجاه تصرفات جيش الاحتلال الصهيوني في حربي غزة ولبنان .
المطلع على تاريخ الصراع العربي الصهيوني يعرف هذه الحقيقة جيداً فلم تكن فلسطين وحدها في بداية الأمر هدفًا لليهود وأعضاء الحركة الصهيونية أنذالك، ففي عام 1820، كمقدمة للصهيونية الحديثة، حاول مردخاي مانويل نوح إيجاد وطن يهودي في جزيرة غراند في نياجارا والبحرين وشرق السعودية وطن قومي لليهود هو اقتراح لإقامة دولة يهودية تقدم بالاقتراح طبيب يهودي من أصل روسي وقدم المقترح لسفير بريطانيا في فرنسا الا ان بريطانيا رفضت ثم كنت كانت خطة مدغشقر سياسة مقترحة لحكومة الرايخ الثالث بألمانيا النازية لنقل السكان اليهود في أوروبا قسرا إلى جزيرة مدغشقر وغيرها . ومن هذه الأماكن ايضاً شبه جزيرة سيناء في مصر، أو مناطق في أوغندا والتي تتواجد في كينيا حاليًا وفي خلال الحرب العالمية الأولى وتحديدًا في 1917، أعلنت الحكومة البريطانية عن وعد بلفور، والذي استهدف في المقام الأول تحقيق أحلام الحركة الصهيونية للتواجد في فلسطين ولعبت “المحرقة المزعومة” التي أُشيع تعرض لها اليهود في ألمانيا إلى تبلور الموقف الأوروبي أكثر بمنح اليهود حق للإقامة في فلسطين وبدأ سكان فلسطين من العرب في شن هجمات على المنظمات الصهيونية المسلحة الى ان جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم ارض فلسطين أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 في نوفمبر/تشرين الثاني 1947 قرارا يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، وذلك بموافقة 23 دولة ورفض13 دولة انذاك وحديدًا بالتزامن مع انتهاء العالمية كمكافأة للصهاينة من دول الحلفاء الامر الذي اكسب الصهاينة دعماً اوروبياً لهذه الغاية .
الرئيس ماكرون عادي ليتنصل من تصريحاته الخميس الماضي حيث اتهم بعض أعضاء حكومته بالافتقار إلى الاحترافية وبنشر معلومات كاذبة، كما انتقد وسائل الإعلام بشأن طريقة نقلها لتعليقات تردد أنه أدلى بها حول قيام قيام الكيان الصهيوني خلال اجتماع لمجلس الوزراء وفي أحدث مؤشر على إحباطه السياسي، كما وبخ ماكرون الصحفيين بسبب تعليقات أوردوها تشير إلى أنه شكك في قيام الكيان الصهيوني في اجتماع لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء، ونفى أن يكون قد أدلى بهذه التصريحات الا أن عددا من المشاركين في الجلسة أكدوا قوله لتلك التصريحات خلال الجلسة بحسب صحيفة “لوباريزيان” .
وقال في مؤتمر صحفي بعد اجتماع للمجلس الأوروبي في بروكسل “يتعين أن أخبركم بمدى دهشتي عندما قرأت كثيرا من التعليقات وردود الفعل، من قادة سياسيين أجانب أو فرنسيين، على تصريحات نُسبت إليّ دون أن يسألوا عما كانوا يقولونه وماذا قلت بالضبط” وأضاف أن المسؤولين عن “مثل هذا النوع من التلاعب” ليسوا مخطئين فحسب وإنما “يؤذون بعض الناس ويضعفون فرنسا” وقال “لقد وقفت فرنسا دائما إلى جانب الكيان الصهيوني. وجود الكيان وأمنه أمران لا يمكن المساس بهما بالنسبة لفرنسا والفرنسيين” .
اذكر هنا بالمكالمة التي جرت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو عبر الهاتف في شهر نيسان 2024م وكانت على خلفية استهداف جيش الاحتلال الصهيوني لفريق المطبخ المركزي العالمي التي أدت الى مقتل سبعة من أعضاء من جنسيات أوروبية وتداعيات ذلك..وبسبب انفعاله ورفع صوته عليه ، قدمت مذكرة الى مجلس النواب الأمريكي تطالب بتوبيخ الرئيس جو بايدن لدعوته إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة، خلال ذلك الاتصال وقد أظهرت الأحداث بعد ذلك استعداد الرئيس الأميركي بايدن وكبير دبلوماسييه لخسارة كل شيء مقابل استرضاء النتن ياهو ومجاراته في تلاعبه بالمقترحات المقدمة لوقف إطلاق النار غزة آنذاك ، مما يؤكد ان الولايات المتحدة الامريكية، لا تستطيع القيام بأية ضغوط حقيقة ومؤثرة على النتن ياهو، وبدا مع الوقت أنها لا تستطيع استخدام أي من وسائل التأثير على سير الحرب، الواضح تماماً انه كما تاب بايدن الى النتن ياهو سحب الرئيس ماكرون لتصريحاته التي تحكي التاريخ كما هو تأتي كجزء من اعلان توبته ايضاً للنتن ياهو بالإضافة الى ما سيضطر الى تقديمه من تنازلات وقرابين فهم من لا امان.. ولا عهد لهم.