يُعد موضوع الأحزاب وتأثيرها على الساحة الأردنية عنوانًا مهمًا يجب أخذه بعين الاعتبار للوصول إلى إصلاح سياسي وحياة حزبية حقيقية تتمتع بالنزاهة والشفافية. على الرغم من أن الأحزاب السياسية في الأردن تعتمد بشكل كبير على الشخصيات القيادية أكثر من تواصلها مع القاعدة الشعبية، إلا أن هذا الاعتماد يُضعف قدرتها على التواصل الفعّال مع الشارع العام ويجعلها بعيدة عن نبض الشعب. يجب أن تكون الأحزاب تعمل باستراتيجيات واضحة وعمل بنّاء، وألا تكون حكرًا على أفراد أو تخدم مصالح شخصية ضيقة.
يجب أن تسعى الأحزاب إلى تجنب الانقسامات الداخلية التي تضعف تماسكها، لأن مثل هذه الصراعات غالبًا ما تؤدي إلى خلافات بين القيادات الحزبية، ما يترتب عليه فقدان ثقة المواطنين بها. لذا، من الضروري أن تعمل الأحزاب على استعادة ثقة الشعب من خلال تحديث رؤيتها السياسية والعمل بجدية على إيجاد حلول عملية للمشاكل التي يعاني الشعب.
على الأحزاب أن تلعب دورًا حقيقيًا ومحوريًا في تعزيز الديمقراطية والإصلاح السياسي، من خلال تبني برامج سياسية واضحة ومستدامة ورؤية مستقبلية تُعنى بإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الراهنة. كما يجب أن تركز الأحزاب على فئة الشباب، وتسعى لتحقيق طموحاتهم وتفعيل دورهم ومشاركتهم في صنع القرار، مما يضفي روحًا شبابية على عملية التحديث السياسي والاقتصادي.
لتحقيق الإصلاح الحزبي الحقيقي، ينبغي على الأحزاب تكثيف جهودها لوضع خطط اقتصادية واضحة تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي ومعالجة قضايا الفقر والبطالة. نطمح أن نرى أحزابًا حقيقية تعمل من أجل الأردن وتضع مصالح الشعب في مقدمة أولوياتها