عروبة الإخباري –
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم السابع عشر على التوالي حصارها الإجرامي على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وتستمر في ارتكاب مجازرها البشعة في إطار سياسة الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام بحق أهلنا في غزة. ورغم قطع الاحتلال كافة وسائل الاتصال والانترنت عن المخيم، فإن الأخبار والصور القليلة التي تتسرب من داخله تكشف عن جرائم مروعة تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء، الذين يُهجّرون بالقوة ويُطردون من شمال القطاع تحت وطأة القصف المتواصل، في ظل حصار خانق وتجويع لا يرحم، كل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع العالم العاجز، الذي لم يُحرّك ساكنًا.
إن العدوان المتواصل منذ أكثر من عام على قطاع غزة يكشف بوضوح زيف القيم الأخلاقية والمبادئ التي يتغنى بها الغرب، حيث لطالما نصّب نفسه وصيًا على حقوق الإنسان، مستخدمًا هذه القيم كأداة للتدخل والعدوان على الشعوب المستضعفة وتدمير البلدان لأغراضه الاستعمارية. اليوم، نرى هذا الغرب يقف بكل وقاحة إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، داعمًا إياه عسكريًا واستخباراتيًا وماليًا، بل ويوفر له الغطاء الدولي لمواصلة ارتكاب أبشع الجرائم ضد شعب أعزل.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تؤكد أن شعبنا الفلسطيني، الذي لطالما قبل بالسلام وسعى لتحقيقه وفق قواعد القانون الدولي، لم يحصد من الاحتلال إلا مزيدًا من الاستيطان والعدوان والتنكر لحقوقه المشروعة. ورغم حزمة القرارات الأممية التي تدعم حقوق شعبنا، فإن تأثيرها ظل حبيس جدران الأمم المتحدة، حيث تُفرض ازدواجية المعايير كلما تعلق الأمر بدولة الاحتلال المحمية من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين.
في مواجهة هذه الجرائم البشعة والتواطؤ الدولي المخزي، نؤكد مجددًا على حق الشعب الفلسطيني المشروع، وفق قواعد القانون الدولي، في مقاومة الاحتلال والدفاع عن أرضه وشعبه. إن هذا الاحتلال على مدى العقود الماضية لم يترك فرصة لتحقيق السلام إلا وقوّضها، وعمل على هدم كل بنيان للحياة الفلسطينية، مستمرًا في فرض واقع استعماري عنصري على أرضنا.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تهيب بكل أحرار العالم بأن يواصلوا تحركهم ودعمهم للشعب الفلسطيني، وأن يتأكدوا أن قيم الإنسانية والأخوة ستنتصر على الهمجية والإمبريالية والصهيونية. إن هذا النضال ليس فقط نضالًا فلسطينيًا، بل هو معركة كل إنسان حر يؤمن بالعدالة والكرامة.
كما تدعو الجبهة الشعوب العربية إلى أن تصحو من غفوتها، وتدرك أن ما يجري في فلسطين ليس بعيدًا عنها. إن انتصار فلسطين وشعبها هو انتصار للأمة العربية بأسرها، ودفاع عن مستقبلها وكرامتها. وإلا، فعليها أن تتأهب لمواجهة العدو الصهيوني في عواصمها ومدنها، لأن فلسطين هي خط الدفاع الأول عن الأمة، وحمايتها تعني درء الخطر عن الجميع.
الجبهة العربية الفلسطينية