عروبة الإخباري –
على مدار العقود الماضية، برز أحد الأحزاب السياسية تحت غطاء الدين، متسمًا بتناقضات صارخة وانتهازية واضحة في مسيرته. والذي أظهر قدرة ملحوظة على التكيف مع الظروف السياسية المتغيرة، بغض النظر عن المبادئ التي يزعم التمسك بها. في الآونة الأخيرة، اتخذ خطوات جديدة ضمت شخصيات من مكونات مختلفة للمجتمع الأردني، مما أثار تساؤلات حول طبيعة استراتيجيتهم. وفي ضوء هذا المشهد، تظهر تحركاتهم كمحاولة مستمرة لتوسيع نفوذهم، حتى وإن كان ذلك على حساب المبادئ الدينية والوطنية.
الصورة الحزينة لأحد الأحزاب السياسية الذي يتخذ الدين ستارًا لأنشطته، تظهر مدى التناقض والانتهازية التي ميزت مسيرته عبر العقود. يتسم الحزب بقدرة فائقة على التكيف مع الظروف السياسية المتغيرة، دون اعتبار كبير للمبادئ والقيم التي يدّعي الالتزام بها. تحركاتهم الأخيرة، التي شملت استقطاب شخصيات من القبائل والعشائر الأردنية وكذلك المسيحيين، تكشف عن استراتيجية توسعية تثير التساؤلات حول تناقضها مع مواقفهم وتاريخهم السابق.
هذه الخطوات يمكن تفسيرها بأنها محاولة لتوسيع نفوذهم السياسي، حتى لو تطلب ذلك التودد إلى فئات لم تكن جزءاً من قاعدتهم التقليدية. ما يبرز هنا هو الانتهازية السياسية التي تبدو واضحة في تعاملهم مع الأزمات المختلفة، سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي، مما يدفع الكثيرين للتشكيك في نواياهم الحقيقية.
ومن أمثلة هذا التناقض، موقفهم من تفجيرات فنادق عمان في 9 نوفمبر 2005، المعروف إعلامياً بـ “الأربعاء الأسود”، ورفضهم تصنيف تنظيم داعش كتنظيم إرهابي بعد استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة. كذلك، برزت أدوارهم في الثورات العربية، حيث استغلوا الفوضى السياسية لتحقيق مكاسب حزبية.
يظهر جليًا استغلالهم للمكونات الدينية والسياسية لتحقيق أهدافهم الخاصة، وهو ما يُعتبر انتهاكًا للمبادئ الدينية والوطنية التي يقوم عليها الوطن. ورغم كل تلك التحركات والمواقف المتناقضة، يبقى الأردن أقوى بفضل التكاتف الراسخ للعشائر والقبائل خلف قيادته وجيشه وأجهزته الأمنية.