عروبة الإخباري –
تتابع الجبهة العربية الفلسطينية ببالغ القلق والغضب الأحداث المروعة التي يشهدها مخيم جباليا شمال غزة، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع أنواع العدوان والإبادة بحق المدنيين الفلسطينيين العزل. ومنذ أكثر من أسبوعين، يستمر هذا العدو في تنفيذ مخططه الممنهج بهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم قسريًا من منازلهم ومخيماتهم، وسط صمت وعجز دولي غير مسبوق.
لقد أقدمت قوات الاحتلال على محاصرة المخيم، وقطعت كافة وسائل الاتصال والإنترنت عنه، مما زاد من حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها المواطنون في تلك المنطقة. وعلى مدار الليلة الماضية، شهد المخيم قصفًا مدفعيًا وجويًا عنيفًا لم يتوقف لحظة واحدة. الأنباء التي تصل من هناك كارثية، حيث يُقتل الشهداء في الشوارع وتحت الأنقاض، فيما تجاوز عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات أكثر من 30 شهيدًا.
لم تسلم المستشفيات من القصف، حيث قامت قوات الاحتلال باستهداف الطوابق العلوية من مستشفى العودة في تل الزعتر، وقصف المستشفى الإندونيسي ومحاصرته، إلى جانب استهداف مستشفى كمال عدوان الذي سقط في باحته شهيدان بالإضافة إلى العديد من الجرحى. أما مراكز الإيواء فقد تعرضت هي الأخرى لمحاصرة وإطلاق نار على النازحين، مما يفاقم المأساة الإنسانية المستمرة.
إن ما يجري في جباليا هو إبادة جماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في واحدة من أكبر المجازر التي يشهدها العالم المعاصر وسط تخاذل عالمي مريب وعجز دولي رهيب عن وقف هذه الجرائم البشعة. إن استمرار هذا العدوان على مدار العام الماضي وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وتدمير يجعلنا ندق ناقوس الخطر مجددًا، ونطالب بتحرك دولي عاجل وجاد لوقف هذه المذابح والجرائم ضد الإنسانية.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تناشد شعوب العالم الحرة والحكومات الدولية بالتحرك الفوري والتصدي لهذا العدوان السافر. نطالبكم بالخروج في مظاهرات واعتصامات للضغط على حكوماتكم لاتخاذ مواقف حاسمة لوقف المجازر المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على تقديم قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
إن شعبنا الذي بات فاقدًا للأمل في تحرك المجتمع الدولي لنصرته لن يتوقف عن مواجهة هذا الاحتلال ولن يستسلم، وسيواصل صموده وثباته على أرضه مهما بلغت التضحيات.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والحرية لشعبنا الفلسطيني الصامد
الجبهة العربية الفلسطينية
19 أكتوبر 2024