عروبة الإخباري –
طالعتنا إحدى الدول الشقيقة التي سارع الأردن بإرسال طائرات محملة بالمساعدات إليها، وقبل الجميع، في وقت حرج كانت فيه بحاجة ماسة للدعم. ومع ذلك، تفاجأنا بتلك الدولة وهي تهلل وتصفق لدول أخرى قدمت لها مساعدات، وكأن مساهمة الأردن لم تكن حاضرة أو ذات أهمية. هذا السلوك يثير تساؤلات حول التقدير والاعتراف بالجهود التي بُذلت دون ضجيج أو رغبة في الحصول على الثناء.
الأردن، كعادته، لم يسعَ إلى الترويج لما قدمه، فهو يعتبر المساعدة واجبًا تجاه الأشقاء وليس فعلًا يحتاج إلى تصفيق أو إطراء. فالقيم التي تحكم تصرفات الأردن تجعله يقدم الدعم بصمت ونكران ذات، بعيدًا عن الحسابات الإعلامية أو الدوافع الدعائية. ومع ذلك، يظل التقدير الصادق لما قدمه الأردن من أشكال الدعم أمرًا متوقعًا بين الدول العربية، التي ينبغي أن تتذكر دائمًا أن التضامن الحقيقي لا يقاس بمدى الاحتفاء العلني، بل بما تقدمه الأيادي البيضاء في أوقات المحن.
فعلى مر السنين، أثبت الأردن أنه نموذج متميز في التضامن العربي، حيث يمد يد العون للدول العربية الشقيقة دون انتظار مقابل أو إشادة. ينبع هذا السلوك من أخلاقيات عميقة الجذور وشهامة تربى عليها الأردنيون عبر الزمن. إن تقديم المساعدة بالنسبة للأردن ليس واجبًا سياسيًا فحسب، بل هو التزام أخلاقي وإنساني نابع من القيم النبيلة التي تشكل ركنًا أساسيًا في ثقافة هذا البلد، والذي يضع دائمًا مصلحة أشقائه العرب في مقدمة أولوياته، بعيدًا عن الأضواء الإعلامية والمصالح الشخصية.
عندما يقدم الأردن المساعدات لدولة عربية شقيقة، فإنه يفعل ذلك دون أن ينتظر شكرًا أو إشادة، سواء من وسائل الإعلام أو المنصات الإلكترونية. هذا النهج الأردني ليس وليد اللحظة، بل يعكس مبدأ أصيلاً يجري في عروق المجتمع الأردني وقيادته، ويعبر عن القيم الراسخة التي تربى عليها الشعب الأردني منذ سنوات طويلة.
الأردن، بفضل موقعه الجغرافي والروابط العميقة التي تجمعه بالدول العربية، يرى نفسه جزءًا لا يتجزأ من جسد الأمة العربية. فحينما يقدم العون، سواء كان ذلك في الأزمات الإنسانية أو الاقتصادية، فهو يدرك أن قوة العرب تكمن في التضامن والتكافل بين الأشقاء. تلك المساعدات ليست مجرد واجب أو التزام، بل هي تعبير صادق عن القيم النبيلة التي تُشكِّل جزءًا من الهوية الأردنية: الشهامة، الكرم، والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخر.
لقد دأب الأردن على تقديم المساعدة بصمت واحترام، دون السعي وراء الأضواء أو المكاسب الشخصية. فعلى مر السنوات، كانت مواقفه ثابتة في مد يد العون لكل من يحتاج، دون التفات إلى أي حسابات سياسية أو دعائية. فهو يعي أن العلاقات الأخوية أكبر من أي مجد إعلامي، وأن ما يقدمه هو واجب تجاه الأشقاء، مستمد من إرث طويل من الأخلاق والإنسانية.
بالتالي، فإن تقديم المساعدات للأشقاء ليس أمرًا يحتاج إلى إشادة أو احتفاء، لأنه ينبع من القلب ويعكس الروح الحقيقية للشعب الأردني.