عروبة الإخباري –
بيان صحفي صادر عن الجبهة العربية الفلسطينية، في ظل استمرار الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني في غزة، نجد أنفسنا أمام 375 يومًا من الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال دون رحمة أو إنسانية. يستمر هذا العدوان في انتهاك كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وسط صمت عالمي مطبق وخذلان مؤلم. لقد أثبتت حكومة نتنياهو وحلفاؤها الصهاينة أنهم يتصرفون وكأنهم فوق القانون الدولي وأعلى من القيم الأخلاقية والحضارية التي ينادي بها العالم.
إن ما يحدث في غزة هو ليس مجرد صراع عسكري أو سياسي، بل هو هجوم ممنهج على حياة وحقوق شعب بأكمله. في حين أن العالم يدرك أن سياسات الاحتلال الصهيوني هي قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه منطقة الشرق الأوسط برمتها، فإننا نرى حالة غريبة من التواطؤ غير المبرر، بل والانقياد الأعمى من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى، مما يعزز الشعور بأن إسرائيل باتت من يحكم العالم عمليًا، بتجاهل تام للقيم التي تتغنى بها هذه الدول.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تؤكد أن شعبنا الفلسطيني، الذي يمثل الحضارة الإنسانية والقيم الأخلاقية الحقيقية، هو شعب يعشق الحياة رغم المعاناة. نؤمن بأننا ندافع عن قيم حقوق الإنسان والديمقراطية الحقيقية، وعن نشر الأمن والسلام في العالم، رغم ما يعانيه شعبنا من حصار وتجويع وقصف وحرب إبادة.
لا يوجد في العالم شعب يحب الحياة كما يحبها الشعب الفلسطيني. نحن نقاوم ليس فقط من أجل البقاء، بل من أجل حقنا في حياة كريمة وعادلة، ومن أجل بناء مستقبل مليء بالأمل والسلام.
وفي هذا السياق، نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته التاريخية والإنسانية، ورفع الصوت عاليًا ضد هذه الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا الأعزل في غزة. إن الصمت المستمر لا يمكن تفسيره إلا على أنه تواطؤ مع هذا العدوان الغاشم، ويشكل وصمة عار في تاريخ الإنسانية.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نؤكد أن شعبنا سيظل صامدًا، ولن تنكسر إرادته أمام آلة الحرب الصهيونية. وندعو كافة القوى الحرة في العالم للوقوف بجانب قضيتنا العادلة، ودعم حقوقنا المشروعة في الحرية والاستقلال.
الجبهة العربية الفلسطينية
فلسطين، 15 أكتوبر 2024