عروبة الإخباري –
لقد حددت أذربيجان أولوياتها بأن تصبح “دولة البيئة النظيفة والنمو الأخضر” في ضوء إعلان عام 2024 “عام التضامن من أجل العالم الأخضر” بموجب مرسوم صادر عن فخامة الرئيس الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان وهو إجراء مهم لإظهار التأكيد على القيمة المعطاة لهذه المهمة ، لاسيما وأن تغير المناخ ليعتبر القضية الحاسمة في عصرنا ، ونحن الآن أمام لحظة دقيقة فالآثار العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم ويواجه العالم تأثيرات تغير المناخ من خلال آليات وأطر متنوعة تطرح مختلف التحولات في جميع أنحاء العالم ، حيث أن 80 في المائة من سكان العالم يعانون من تغير المناخ إن الاستخدام الواسع النطاق للوقود الأحفوري، وما يترتب عليه من زيادة لحجم الغازات المسببة للانحباس الحراري المنبعثة في الغلاف الجوي وإرتفاع درجات الحرارة في العالم ، يريدون من حكوماتهم اتخاذ إجراءات أقوى لمعالجة أزمة المناخ.
ومن الجدير بالذكر بأنه ليمكننا القول بإن عقد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، وهو الحدث الأكبر في العالم، ليظهر َ الدور البارز الذي تلعبه جمهورية أذربيجان كدولة ذات خبرة في استضافة الأحداث الدولية مما يدعم هدفها المتمثل في استضافة مؤتمرالأمم المتحدة تغير المناخ 29 COP المعني بقضية عالمية هامة، والذي استغرق التخطيط له سنوات طويلة، وتطلب إصرارًا وتركيزًا ثابتًا على احتياجات أولئك الذين يقفون في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ” ، حيث أن قضية تغير المناخ تعتبر مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي ودول العالم باسره ،كما أن هذا الإنجاز يمثل في باكو خطوة حاسمة في تمكين العمل بشأن تغير المناخ” بحيث سيجمع هذا المؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بالإضافة إلى آلاف الخبراء والصحفيين ونشطاء المناخ وممثلي الشركات والمنظمات غير الحكومية، وسيقام في الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر 2024 في باكو، أذربيجان. وهو إجراء فعلي هام لإظهار التزام أذربيجان بحماية البيئة والعمل المناخي. كما يمكن اعتبار استضافة أذربيجان لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين الحدث الأكثر أهمية في عام 2024 ، واستمرارًا منطقيًا لاستراتيجية البلاد للتحول إلى اقتصاد أخضر.
تعد أذربيجان من بين الدول التي تولي اهتماما خاصا لمكافحة تغير المناخ وآثاره السلبية وفقا للالتزامات الناشئة عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ، وليس من قبيل الصدفة أن يتم تعريف إحدى الأولويات الوطنية الخمس للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لأذربيجان حتى عام 2030 بأنها “بلد البيئة النظيفة والنمو الأخضر”برنامج أذربيجان 2030، في فبراير 2021، ،بالإضافة إلى ذلك فقد اعتمدت البلاد قانون استخدام مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء” في مايو 2021 ،لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة ،
إن الواقع التالي لسياسة الطاقة في أذربيجان، التي تتمتع بموارد طاقة بديلة غنية، يتعلق بتطوير “الطاقة الخضراء كإحدى الأولويات الوطنية الخمس – البيئة النظيفة و”النمو الأخضر” بحيث تحدد أولوية الدولة أهدافًا جديدة ، علاوة على ذلك، فإن استراتيجيـــــــة التنمية الاجتماعية والاقتصادية لجمهورية أذربيجان للفترة 2022-2026″ تنص على زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء إلى 24٪ بحلول عام 2026 وإلى 30٪ بحلول عام 2030.
وعندما ننظر إلى العمل المنجز والأهداف المحددة ، نرى بأن أذربيجان دولة لا تكتفي بمجرد تقديم الوعود بل تحقق نتائج ملموسة من خلال القرارات البيئية الاستراتيجية ، وتثبت هذه الدولة أهميتها للاقتصاد القائم على الطاقة الخضراء من خلال الأنشطة العملية ، وهكذا هدفت أذربيجان إلى خفض كمية الغازات المسببة للانحباس الحراري بنسبة 35% بحلول عام 2030، و40% بحلول عام 2050، مقارنة بعام 1990.
وعلى الرغم من ارتباط اسمها ارتباطًا وثيقًا بالنفط، فإن أذربيجان رائدة في تنفيذ النهج الخاصة بالتحول إلى الطاقة الخضراء في المنطقة وتقدم مساهمة كبيرة في مكافحة عواقب تغيرالمناخ ، وفعليا تتخذ أذربيجان تدابير عملية لمكافحة تغير المناخ والرفاهية البيئية للكوكب. ومن الأولويات الرئيسية في إعادة إعمار الأراضي المحررة استعادة النظام البيئي وحماية البيئة. وكما قال رئيس أذربيجان إلهام علييف، فإن قره باغ ستكون منطقة “طاقة خضراء”. ووفقًا لأولويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، في الفترة الحالية والمستقبلية، فإنه يتم إيلاء المزيد من الاهتمام لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة وتوسيع نطاق تطبيق التقنيات “الخضراء”.
لقد وضعت وزارة الطاقة في جمهورية أذربيجان وشركة أكوا باور السعودية ، حجر الأساس لمشروع محطة توليد طاقة الرياح بقدرة إنتاجية 240 ميغاوات ، وبقيمة استثمارية جيدة ، كمشروع مستقل لتوليد الطاقة تطوره أكوا باور في جمهورية أذربيجان. ويتم تنفيذ المشروع بموجب قرار من رئيس جمهورية أذربيجان صدر بتاريخ 5 ديسمبر 2019 م بهدف اتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ المشاريع التجريبية باستخدام مصادر الطاقة المتجددة”.
كما تم توقيع اتفاقيات المشروع الرئيسية (اتفاقية الاستثمار واتفاقيتي شراء ونقل الكهرباء) في 29 ديسمبر 2020، بموجب عقود لمدة 20 عاماً ، في اعقاب اتفاقيات شراء الطاقة واستثمارها ونقلها وفق نموذج مشروع مستقل لتوليد الطاقة ، وانه لمن المقرر تصدير 5 جيجاوات من هذه القدرة ، وسوف يتم تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بسعة 7 جيجاوات في أذربيجان بحلول عام 2030، حيث يسهم ذلك في تحقيق مستهدفات البلاد بتوليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة. ، وفي إطار العمل الذي تم تنفيذه في هذا المجال، تجري دراسات مكثفة في جميع أنحاء البلاد في اتجاه تحديد وإعطاء الأولوية للمناطق ذات الإمكانات العالية لمصادر الطاقة المتجددة.
تولي جمهورية أذربيجان أهمية كبيرة للطاقة المتجددة نظرًا لإمكاناتها العالية إلى جانب استهلاك وتصدير موارد الطاقة التقليدية، وهي واحدة من البلدان ذات الإمكانات العالية لمصادر الطاقة المتجددة ، وفي السنوات الأخيرة تم استثمار قدر كبير من الأموال في إنشاء واستعادة البنية التحتية للطاقة في اذربيجان . وعلى وجه الخصوص، زاد الاهتمام بمجالات الطاقة البديلة بشكل كبير.
لقد أثبتت أذربيجان نفسها كشريكٍ موثوقٍ في مجال الطاقة وكعضوٍ مسؤولٍ في المجتمع الدولي في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، على الرغم من أنَّ البلاد غنية بالوقود الأحفوري، ومزيج الطاقة لديها يتركز بشكلٍ كبيرٍ في الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي)، فإنَّ أذربيجان تدعم مستقبل الطاقة المستدامة والاقتصاد الأخضر.
وسيكون من الممكن توفير 110 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي من خلال إنتاج 500 مليون كيلووات ساعة من الكهرباء في المحطة كل عام. وهذا من شأنه أن يقلل انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي بمقدار 200 ألف طن. والهدف الأساسي هو الحد من تغير المناخ من خلال تحقيق “صافي صفر” من انبعاثات الغازات الدفيئة، بحلول عام 2025 وخاصة من الوقود الأحفوري ، وإنشاء منطقة “خالية من الانبعاثات” في الأراضي المحررة من الاحتلال ، كما تُجرى دراسات حول نقل الهيدروجين إلى السوق الأوروبية عبر خط أنابيب عبر البحر الأدرياتيكي (TAP) ، وعلى وجه الخصوص، تتم دراسة متطلبات بناء المعدات اللازمة لنقل خليط الغاز الطبيعي والهيدروجين عبر خط أنابيب TAP. وفي الوقت نفسه، بالتعاون مع شركات دولية مثل bp وKBR (بريطانيا العظمى)، وMasdar (الإمارات العربية المتحدة)، وEquinor (النرويج)، حيث يجري مناقشات حول التقنيات الواعدة لإنتاج الهيدروجين.
كما وتجدر الإشارة إلى أنه في 17 ديسمبر 2022، قد تم توقيع “اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في مجال تطوير ونقل الطاقة الخضراء” بين أذربيجان وجورجيا والمجر ورومانيا في بوخارست ، و تنص هذه الاتفاقية على مد كابل بحري بطول 1100 كيلومتر تحت البحر الأسود كقناة رئيسية لتزويد أوروبا بـ “الطاقة الخضراء”. ووفقًا للاتفاقية فإنه سيتم تصدير 4 جيجاوات من الطاقة الخضراء إلى أوروبا في المرحلة الأولية” بعبارة أخرى تهدف أذربيجان إلى بناء جسر “طاقة خضراء” إلى أوروبا.
ستعمل استراتيجية النمو الأخضر ومشاريع الطاقة الخضراء في أذربيجان على تحويل البلاد إلى “مركز للطاقة الخضراء” في المنطقة لتوفير مصادر متعددة الأوجه للطاقة المتجددة من جنوب القوقاز إلى أوروبا
كما ستحافظ أذربيجان، التي تعد الدولة الرائدة في المنطقة من حيث موارد الطاقة، على مكانتها في قطاع الطاقة الخضراء وتعتبر هذه السياسة طاقة مدروسة جيدًا وتطلعية حيث تعتبرهذه المشاريع ذات قيمة كبيرة سواء لحماية البيئة ولتوفير الطاقة الاقتصادية و لرفع المستوى العام للتنمية.
كما تجدر الإشارة هنا إلى أن أذربيجان انضمت إلى مكافحة تغير المناخ العالمي من خلال الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ، وتهدف إلى خفض الغازات الدفيئة بنسبة 35 بالمئة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990، كما تم تحديد هدف أكثر طموحا – وهو التوصل الى خفض غازات الدفيئة بحلول عام 2050 بنسبة 40 في المائة.
إن استضافة مؤتمر المناخ COP29 يمنح أذربيجان الفرصة لتعزيز الإنجازات في مجال تطوير الطاقة المتجددة ، وسيشكل منصة مهمة لحشد الجهود لاعتماد أهداف مالية جماعية عالمية جديدة ، كما أن استضافة أذربيجان لهذا الحدث العالمي خلال عام 2024، والذي يعد أحد أكبر وأهم الأحداث المشتركة بين الدول في العالم ،ليعتبر انتصار كبيرا آخر لسياسة الرئيس إلهام علييف ، ويعد أعظم نجاح للسياسة الخارجية للدولة الأذربيجانية بعد رئاسة البلاد لحركة عدم الانحياز وعضويتها في مجلس الأمن .
لقد أعلن رئيس جمهورية أذربيجان الأراضي المحررة من الاحتلال منطقة طاقة “خضراء”ويتمثل أحد المبادئ الرئيسة لإستراتيجية تحول الطاقة في أذربيجان، وخطط البلاد للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في إمكانات الطاقة الخضراء في إقليم كاراباخ لا سيما مع نهاية الصراع في جنوب القوقاز الذي سيفتح افاقا وفرصا جديدة نحو التكامل الاقتصادي الإقليمي ، وإنه بحلول عام 2050، من المخطط تحويل هذه الأراضي إلى منطقة “صافية الانبعاثات الصفرية”حيث تمتلك منطقة قره باغ إمكانات هائلة لزيادة إنتاج الكهرباء النظيفة وتتراوح قدرات الطاقة الشمسية هناك بين 3 و4 آلاف ميغاواط كما تتراوح قدرات طاقة الرياح بين 300 و500 ميغاواط وتستحوذ منطقة قره باغ على 25% من الموارد المائية في أذربيجان، وهو ما يؤهلها لإقامة محطات طاقة كهرومائية..