عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
البعض قد لا يعرف الجانب التربوي والإعلامي التثقيفي لشركة زين التي تضع عيونها على الأطفال، تربية وتنشئة، في إطار استعمال الشاشات من خلال برنامج حملتها. (للشاشات وقتها) لترفع إشارة حمراء معترضة على ما يواجهه الأطفال المتسربون من رعاية ذويهم ومن رقابتهم وتوجههم، ممن يدمنون الشاشات ويصيبهم لذلك الجفاف العاطفي والعزلة وتهميش المشاركة.
زين تتصدى وترفع شعار حملتها وتقدم نماذج من الأطفال الذين اصابتهم عدوى إدمان الشاشات، فاصيبوا بفقر العاطفة والعناية الأسرية ورصدت ذلك، وقدمت خلاصة معرفتها للجمهور من أجل تعديل سلوك الأسرة والأطفال في حياتهم المشتركة.
استهدفت زين التأثير المباشر وغير المباشر، لإطالة العلاقة مع الشاشات على اختلاف ما تعرض ونبهت من الاستخدام المفرط . والجرعة الزائدة والانصراف للتفاعل مع عوالم افتراضية وبعيدة عن الحياة الواقعية.
الخطة انطلقت وتستمر لأسابيع قادمة وتحوي نماذج من فيديوهات لحالات اصابتها الشاشات وتركت عليها اعراض لا إنسانية.
نحن في العصر الرقمي بعجره وبجره بحسناته وسيئاته، نقطف الثمر ونخشى الشوك الذي يدمي، ونحاول إعادة صياغة العلاقة مع الشاشات وتوظيف ذلك البناء الطفولي الذي يجب أن يقام على الحياة الواقعية.
أبدعت زين بالتقاطها هذه الأعراض والتنبه لها، وهذا يعكس اهتمامها بالمسؤولية الاجتماعية في هذا المجال، وهي التي كانت رائدة في إنجاز مسؤولية اجتماعية في ميادين أخرى رعت فيها المعرفة والفكر والتربية والتدريب وبأساليب ووسائل مختلفة.
نعم، زين أخذت على عاتقها وواصلت رسالتها الاجتماعية وأشارت الى الآثار السلبية دون أن تخشى لوماً او عتابا لأنها احتسبت العواقب ووقفت الى جانب الأجيال القادمة للحفاظ على النفسية وعلى وقتها ومستقبلها.
فالعواقب لا تصيب الأطفال، وإنما ذويهم وعائلاتهم ومجتمعهم، وبالتالي الوطن كله.
ما يهم زين كما فهمت من هذا البرنامج او الشعار “للشاشات وقتها”، هو الإرشاد والتوجيه بخصوص الاستخدام المسؤول في المشهد الرقمي حتى يتوفر الاتصال الهادف، مع بقاء رفاهية الأطفال واستمتاعهم.
الاستخدام المفرط للشاشات والذي تتصدى له زين في شعارها، هو إضافة نوعية لبرامج موازية في الأسرة وفي المدرسة وعبر التعليم، .. زين أدركت وبدراسات موثقة أن الاستخدام المفرط للشاشات يضر بمهارات الأطفال اللغوية، ومهارات التفكير والإبداع، وان كبح جماح تأثير الشاشات يترك مساحات لاهتمام الأسرة.
اهتمام زين يدل على حضاريتها ومسؤوليتها، وتحمل هذه المسؤولية كشركة اتصال وتواصل في إعادة بناء الشباب أمل المستقبل، باعتبارهم أي الشباب، الرافعة الأساسية في المجتمعات وحجر الزاوية الذي يتواصل فوقه البناء الوطني، وهذا التنبيه من شركة زين التي قرعت الجرس بشعارها وإضاءت الضوء الأحمر في وجه الشاشات والإفراط في استخدامها، إنما يصيب كما قلت في إطار نشر الوعي وجذب الانتباه والتركيز وسلامة الأطفال عبر الانترنت.
فشركة زين لم تضع رأسها في الرمل ولم تهرب ممااعتبرته مسؤولية على أطراف عديدة أن تنهض بها، فكانت هي الرائدة والدليل، خاصة في مجال حماية أو سلامة الأطفال عبر الانترنت، وهو ما أسست له ودخلت في شراكة فيه مع منظمة اليونيسيف للأطفال، ووقعت مذكرة تفاهم تتعلق بحقوق الطفل في منطقتنا، وهذا سيكون محفزاً للحكومات والجهات الرسمية للإنخراط في هذا العمل الإنساني والوطني وفيه التزام من جانب زين بإهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
كنت أرغب في الحديث مع طارق البيطار،من زين حيث بلورة الأفكار، ولكني وجدت الإجابة على اسئلتي معلنة في الأخبار التي تبثها زين عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام إذ جرى الاهتمام،ويجري وسيكون علينا كأعلاميين مسؤولية التوصي، ووصل هذه الرسائل الهامة، وهو ما يضاف الى حملة زين الرائدة قبل فترة تحت عنوان (وحوش الانترنت) التي قامت بها لزيادة التوعية بالمخاطر الجسيمة التي يمكن أن يواجهها الأطفال على شبكات الانترنت وضرورة… اطلاق وعي فكري للأجيال لتقاوم المخاطر المحدقة من هذا الباب.
إن المسؤولية الاجتماعية لشركة زين تتواصل وتتنوع بلا انقطاع وتصب لتوازي الخدمة الأساسية لشركة زين في الاتصالات والانترنت، وهي تحمل دورها واجبات وبرامج كان منها قبل فترة البرنامج السياحي الإعلامي الذي حظي بشعبية واسعة وهو يعرف المستمعين بالأماكن السياحية الرائعة، وفيه معلومات عن كل معلم أثري وثقافي على امتداد ساحة الوطن، حيث ينخرط فيه خبراء السياحة والتراث في مقابلات شارحة ليمارس الجيل السياحة بوعي ومعرفة ومتعة واستكشاف… وهو ما يمكن الجهات الرسمية السياحية من تأدية رسالتها بشكل أفضل في الترويج ووعي السياحة وزيادة الوعي بمواقعها، كل ذلك تحت شعار (برنامج وين مع زين)