عروبة الإخباري –
الخبر – ريتا شهوان –
ما سيرد ادناه مجرد تحليلات مبنية على سيناريو افتراضي، وفق معلومات متداولة في الاعلام. الواقع قد يكون أكثر تعقيداً، وقد تتغير الآثار المترتبة على هذا التحول حسب الظروف المتغيرة.
إن صحت الاقاويل، ان الحرس الثوري الإيراني سيتولى مباشرة جبهة لبنان، بعد الاستشهاد المكرر “للخليفة” (أمين عام حزب الله). فهذا يعني انه لبنان سيكون شاهداً على تحول جذري في طبيعة الوجود الإيراني في لبنان، من خلال استبدال حزب الله بالحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر، والتنسيق مع حزب البعث السوري، انتعاش جريدة “الاخبار” ضمن هذا الخط، فأي “غطاء” آخر لا يعجب “عفيف” (اعلام حزب الله) . هذا التحول من شأنه أن يخلق ديناميكية جديدة في المنطقة، ويعيد تشكيل موازين القوى، ويدفع بمحور المقاومة (ليس على الطريقة الفرنسية طبعاً ) إلى مرحلة جديدة من الصراع والتحدي.
التكامل الأعمق بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني، يحمل في طياته تداعيات اقتصادية بالغة الخطورة على لبنان. تأثير استبدال حزب الله بالحرس الثوري الإيراني وتداعياته على محور المقاومة، حتمًا عقوبات أكبر، وجريدة “الاخبار” منها.
ايران امام خياران: تعزيز النفوذ. او الاكتفاء بالتمثيل الدبلوماسي في لبنان. خيار تعزيز النفوذ من شانه ان يزيد من السيطرة الإيرانية على القرارات العسكرية والأمنية في لبنان، مما يقلل من هامش المناورة لدى القيادات المحلية، ومن هذه الزاوية يمكن قراءة تداول هذه المعلومات الأولية في وسائل الاعلام، والهجوم على مؤتمر معراب بالأمس. علمًا انه حتى الساعة، ايران ما زالت تقول ان لديها أدوات متطورة بالأسلحة، لكن لا روسيا أظهرت ما لديها ولا الصين في عهدة ايران. من الجائز السوال كيف ستعزز وتيرة نقل التكنولوجيا العسكرية، التي تدعي انها متطورة إلى لبنان، وتدريب المقاتلين على أحدث الأساليب القتالية، في حين ان نصرالله نفسه اغتيل.
الا ان كانت ايران، والحوثي، وحماس، والفصائل المسلحة تصوّب نحو مصالح اميركا في الشرق الأوسط، وكل محور الغرب والبلاد الداعمة لإسرائيل، عسكريا. بالتالي من المتوقع أن تشهد المنطقة تصعيداً في العمليات العسكرية، سواء كانت هجمات صاروخية أو عمليات اغتيال، وذلك في ظل وجود قوة عسكرية إيرانية مباشرة على الأرض، في لبنان وفي الشرق الأوسط ككل.
لكن أي دولة ستقبل بتوسيع نطاق الصراع، في ظل الازمات الاقتصادية المنتشرة في تلك البلاد، ولبنان؟ التنسيق مع فلول البعث في لبنان، حتماً ستضخمه “صحيفة الاخبار”، لاخفاء ضعف محور المقاومة، وسد ثغرات “الخرق”، اقله في الاعلام، كنوع من حرب نفسية، مما سيجر سوريا إلى الصراع، وسيؤدي التنسيق مع حزب البعث السوري إلى توسيع نطاق الصراع، وتحويله إلى صراع إقليمي أوسع، مما يزيد من الضغوط على إسرائيل والدول الغربية.
عمليا يعني ذلك، ان الحرب الشاملة ستتوسع رقعتها مع هذا التحول في قواعد اللعبة في المنطقة، وويدفع إسرائيل إلى التصعيد، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة.
تغيير الصورة الذهنية عن إيران
تؤكد الأحداث الأخيرة في غزة ولبنان على التحديات الجسيمة التي تواجه المنطقة. ايران لن تذهب الى التعقيد أعلاه. انه مجرد “تكتيك” للتخويف. من الألعاب النفسية التي يشترك بها إبراهيم الأمين وشارل أيوب، وهما على تنسيق، الأول يكسر الثاني يجبر، ويتقاضون اموالاً. كما سبق وكتب الخبر ان احداث “غزة” وعملية 7 أكتوبر، حولت العلاقة بين إسرائيل (عدوة) والسعودية الى علاقة ندية، خصوصاً بموضوع فلسطين وقيام دولتين، ان احداث لبنان لا تقع الا في سياق، طاولة المفاوضات “النووية” المتعلقة “بالتسلح”. بالتالي من المرجح ان تهدئ ايران من لعبة “بث” الاخبار المخيفة عن تصعيد “الصراع” ولعبة المحاور. هكذا تسعى ايران، الى تحويل في استراتيجيتها، وكتب “الخبر” ان نظرية اتركه يفعل انما في سياق ترك عمليات الاغتيال لتغيير في الاستراتيجية في العلاقات الدولية ليدخلوا في العصر الحديث وفق النصيحة الروسية (معلومات جد جد جد خاصة للخبر). مما يسلط الضوء على دور إيران المتزايد في هذه التطورات والفكر الروسي في العلاقات الدولية. ومن ضمن إعادة “رسم الصورة الذهنية بالدم”، إيران، كقوة إقليمية، تحاول ان تصور نفسها على حساب هذا الكم من الدم، بسلاحها “المتواضع” بانها تلعب دوراً محورياً في مكافحة الإرهاب والتطرف (الإسرائيلي – اليمين الإسرائيلي)، وتدعم القضايا العادلة للشعوب العربية، أي الفلسطيني (السني)، بدل ان تدخل السعودية بشكل مباشر.
ومع ذلك، فإن السعي إلى تعزيز النفوذ الإيراني في لبنان يواجه تحديات كبيرة، منها العقوبات الاقتصادية المشددة التي تفرضها عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وهنا تحتاج الى قنوات مثل “القوات اللبنانية”، والكتائب اللبنانية، التي استعان بها النظام السوري، عبر “التسلح”، والتي تؤثر بشكل مباشر على قدرتها على تقديم الدعم المالي والعسكري لحلفائها في المنطقة. كما أن هناك مخاوف متزايدة من أن يتحول لبنان إلى ساحة صراع إقليمي، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ويعرض المنطقة بأكملها للخطر.
لتغيير الصورة الذهنية السائدة عن إيران، ستتركز على تعزيز التعاون الإقليمي، والعمل مع الدول الأخرى لحل النزاعات القائمة، والالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم أي كلام آخر، وستعزز التواصل بين “الديار” والقوات اللبنانية وستصب في صحيفة “الاخبار” اللبنانية، والتي لولا هذا الفكر، لاصبحت كـ”البناء” مع “قنديل”. كما ستكون اكثر شفافية في سياستها الخارجية، وستظهر استعداداً للتفاوض وحل الخلافات بالطرق السلمية، ما يؤكد على ذلك ما حدث في نيويورك.
قد تستغل القوات اللبنانية والكتائب، بدعم من حلفاء أجانب، الفراغ السياسي القائم في لبنان لتوسيع نفوذها، مستفيدة من الدعم اللوجستي والمالي الذي قد يأتي عبر قنوات غير تقليدية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويؤثر على التوازنات السياسية القائمة.
يشهد المشهد الإعلامي اللبناني تنافساً شديداً بين مختلف الأطراف السياسية. قد تلجأ بعض القوى السياسية، بدعم من حلفاء أجانب، إلى استخدام وسائل إعلامية لتوجيه الرأي العام وتشكيله. هذا الأمر يجعل من الصعب على المواطن اللبناني التمييز بين الحقيقة والشائعة، ويؤثر بشكل كبير على القرارات السياسية. ففي ظل غياب شفافية حول مصادر التمويل والنفوذ، قد تتشكل تحالفات جديدة وروابط غير معلنة بين الأطراف المختلفة، مما يزيد من تعقيد المشهد اللبناني.