عروبة الإخباري-
الخبر – ريتا شهوان –
يقاوم، “المتعصب”، مشهد “الم” التشرّد. “يعضّ”، على انسانيته. يشعر الانسان بذلك، أن الصليب، تحوّل الى سلاح! لكن تعاليم الصليب نفسه، او سيد الصليب، تعمّ تسامحاً، ومحبة، وإلفة. ومساحات مشتركة. معظم تلامذة المسيح، خسروا ارواحهم، لانهم كانوا يتكلمون عن الحب. لا تريد ان تؤمن بالسيد المسيح، حرّ. لكن لا تؤمن بالحب؟ لا عاطفة لديك؟ لا تحسّ مع ألم الآخر. إذا انت حتماً مريض! هنا، لا علاقة للسياسة بالمسألة.
فلا المسيح، ولا النبي محمد، ولا بوذا، بشّروا، الا بالعاطفة. لا تريد الايمان بهم كاشخاص، لا تفعل. لكن لم تؤمن برجال، يسمّون أنفسهم قادة. لم تفضّل في هذه المرحلة، الكره! وبعد ان تؤمن بقائد، تعيد قراءة الدين، وفق أقوال القائد. علماً ان ما يجب ان يكون، هو ان تؤمن بالله، المحبة، وان تختار سعادتك، تساهم في سعادة الانسان، وتعيش!
السياسة، خيارات فردية، في الصندوق الانتخابي. يخطئ المرء في قراراته الانتخابية. ويعدّل في المزاج العام، ويقترع لاخر، عندما يثبت السياسي، رجل او امراة، انه اخطا في رسم سياسات الدولة. ونتيجة هذه الأخطاء، لا يقترعون له. لكن لا يعني ذلك، ان يعاقبوا في “سكنهم” (حق انساني)، وماكلهم (الكرامة البشرية)، والاساسيات.
هنا، ان كان للدين من مكان، فهو المحبة. وان كان للصليب من مكان، او للهلال، او ربما الإنسانية، اشمل واجمع من رموز وفق تكوينة المجتمع “الديني”، فهو في ان الانسان محور الدين.
اذا لا علاقة، لخيار الناخب، الذي اقترع في الانتخابات السابقة، بالثمن الذي يدفع اليوم، الا ان نتيجة احداث اليوم، انما هي ستودي حتما في تغيير في بنية المجتمع ككل، بسبب الانتقال الجغرافي.
اما الذي لديه نزعة انتقامية، باسم أي رجل سياسي، او أي غضب ديني، وعقدة، مركزيتها نفسي، اكثر من منطلق ديني بذاته، فليتعالج بأسرع وقت. فخطاب الكراهية ينتشر كالنار في الهشيم، مع ازدياد الكثافة السكانية في أماكن لم تكن كثيفة بالأمس.
ومن لديه، رغبة باقفال منافذ “الحياة”، هو في واقع الامر، لم يفهم من الدين، الا تاريخا دمويا، لا علاقة لله به. وهذه مشكلة تاريخية، نجحت اميركا بحلها، وفرنسا وكل الدور التي عملت على نزع الغضب الطبقي، وشرارة النزعات الانتقامية من الشارع.
الخيار السياسي الفردي. يتاثر بمصالح الافراد المتضررة. وللمواطن حق وواجب ان يغير بهذه الحالة، فما دخل الله، في اللعبة الديمقراطية؟ يتدخل الله فقط بزرع التسامح.
والا ما نفع كل “همروجة” القربانة الاولى، او صلاة الفجر، او عيد الاضحى، ان كانت مجرد كلمات، تسقط بسبب سياسات عامة. الدين، ليس حزبًا. هو فكرة مجردة. تحولت الى “فعل حرب” عندما لم يفهم الانسان، ان الله اكبر من القياس. عندما تواجه، بانها حريتك الدينية، ان لم ترتد او عندما ترتدي، او عندما يحلو لك ان ترتدي، صليباً او هلالاً. طبعاً لن يصل الامر بالحرية في لبنان، الى درجة كاريكاتور شارلي هيبدو، التي نفسها، اشعلت الشارع في فرنسا.
لم على “المواطن” ان يدفع ثمن في “شانه العام” وحاجاته “الإنسانية”، ان لم يكن المسؤول مسؤولا، ووجه سلاحه الى غزة؟ فهل أصلا هذا المواطن في الضاحية الجنوبية، له خيار اخر الا ان يكون محاطاً برجال حزب الله، لتحاكمه، بصليبك، وتعاليمك الخاصة، وهي خارج اطر المؤسسات الإنسانية، والتي هي تسد عجز الدولة، في حين ان على الدولة ان تقدم خدمات عامة، مجانية.
قبل الازمة، كان يعاني لبنان من نقص في تقديم الخدمات الاجتماعية بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي كما السياسي، ممّا يُؤدّي إلى تفاقم مشاكل الفقر والتهميش والبطالة. فتلعب المؤسسات الدينية دوراً في سد الفجوات الاقتصادية والتربوية والاجتماعية بالتالي التغيير الاجتماعي وتحقيق كرامة الانسان وتحقيق العدالة الاجتماعية. هذه الفجوة، في سد الحاجة، ووجود الحاجة اساساً، من مسؤولية الدولة، التي تعاني من ازمة اقتصادية. ما دخل الدين؟ دخل الدين بفساد نظام المحاصصة، الذي يقطع الخدمات على أسس زبائنية فعندما “تقع الفوضى” ويموت “القائد الاب”، او كل القادة بحالة حزب الله، أي دور للأحزاب؟ للجمعيات المدنية؟ الروحية، في المناطق المسيحية حيث النزوح يقترن بتركيبة النظام اللامركزي الذي يحصر وجود المسيحيين في المتن جبيل كسروان، ولان الإسرائيلي، حدد الشيعة بالاحمر، أصبحت تلك المناطق آمنة.
لهذا يصبح من المثير الاهتمام التفكير بكيف تشكل الهوية الدينية، المساهمة الأولى بانشاء روابط إنسانية واجتماعية، والتي تأخذ مداها من الثقافة الدينية والمؤسسات الدينية تؤثر في حياة الافراد لا بل هي مكوّن أساسي في المجتمعات، مأسسته عبر وزارة التربية او أي وزارة أخرى وفق الخدمة التي تقدمها هذه المؤسسة ذات طابع ديني بهدف اجتماعي وروحي يرشد السلوك ويحل مشاكل المجتمع ويلبي الحاجات.
هذه المشاكل والحاجات ضمن هذا الاطار تفعل تقديم الخدمات في دولة هشة كلبنان، اكانت تعكس ذلك في المبادئ الأخلاقية او الممارسة العملية بجودة الخدمة الإنسانية. ان لم يكون من دور للدين في ذلك، فأي دور له؟ مجرد منشدين ومرتلين، ومحبي “خبز القربانة”. تفقد معناها، ان تحول روحك. الى انسان، الى فعل. الى فعل ايمان! تأنسن، تأنسن، يا “بلا إحساس”. او زر طبيباً نفسياً يذكرك، انك اب. وزوج. او اخت . وام. وان ولدك. عندما “يعجز” امام هذه الحياة. تركع! فلا تجرب الله اذا! وتأدب!