كل مايجري في المنطقة وتحديدا قصة لبنان الذي يمثل قصة خاصة في اختطاف الدولة فيه منذ عشرات السنين لمصلحة ميليشيات وتنظيمات وفصائل واخرها هيمنة حزب الله على الدولة وقرارها، حتى انها دولة بلا رئيس منذ ان غادر الرئيس السابق ولا يمكن انتخاب رئيس جديد دون قرار من ميليشيا حزب الله وولي امره في طهران وحكومة لاتملك قرارا حتى على صعيد أدنى الخدمات.
وخلال الاسابيع الاخيرة بكل مافيها من قصف اسرائيلي واغتيالات لم يتحدث احد مع الدولة اللبنانية في شأن لبنان وامن مواطنيها، فهي دولة بلا رئيس منذ غادر الرئيس السابق ولا رئيس جديدا الا بمباركة الميليشيات وايران،وحكومة شكلية حتى في مجال الخدمات لو ارادت الميليشيات تعطيلها ومنع اجتماعاتها فالامر سهل بمنع وزراء الحزب ومن يواليهم بعدم حضور الجلسات.
لبنان هو النموذج المثالي لدولة الميليشيات، عملت على بناء ميليشيا اقوى من الدولة بحجة مقاومة الاحتلال حتى بعد ان انتهى الاحتلال، وتضاءلت الدولة امام تنظيم مسلح وهو امر تكرر في دول اخرى فان كنت من طائفة وتريد ان تكون رئيس مجلس نواب او رئيس حكومة فعليك الحصول على مباركة الحرس الثوري وحتى المواقع القيادية الأمنية فتخضع لنفس المعايير لان المطلوب قيادات أمنية تنفذ تعليمات الميليشيات ولا تنفذ تعليمات الدولة.
اليوم لبنان بلا دولة حتى تقدم المعونات والمأوى للنازحين ولا تملك الدخول في مفاوضات لوقف العدوان او فعل اي شيء فكلهم بانتظار المرشد الأعلى وقيادة الحرس الثوري لتقرر ماذا يفعل لبنان.
في دول عديدة كانت المحاولات لاسقاط الدولة حتى وان بقيت شكلياتها لمصلحة ميليشيا،ميليشيا تملك السلطة الفعلية بالسلاح احيانا والسيطرة على المؤسسات وتخوين كل من يعارض هذه الميليشيات والتهمة جاهزة الصهيونية وخدمة اسرائيل وهي تهمة يجري استخدامها بضخ جائر في العام الاخير لمن يدافع عن بلده او يرفض التحول الى بوق لميليشيات وتنظيمات.
محاولات لم تتوقف جزئيا وكليا وسماسرة صناعة هذا النموذج حاضرون والسلاح المبدئي احتكار الانحياز لقضية فلسطين والوطنية واحيانا استخدام الدين، وربما كان كل من ركب على ظهر القضية الفلسطينية خدمها لما كانت غزة اليوم محتلة والضفة تحت الابتزاز الصهيوني والجولان منسية وشبعا خارج الذكر.
دولة الميليشيات هي الدولة الفاشلة والتي تجعل الناس ومصالحهم وحياتهم تحت رحمة عصابات السياسة والمراهقين الذي يأخذون شعوبهم للموت والتشريد والجوع.
الدولة المتماسكة القوية هي الحل دائما،وكل تجار دول الميليشيات اعداء حقيقيون لشعوبهم بغض النظر عن الشعارات والقضايا التي يستعملونها، فلا انجاز دون دولة ومؤسسات،اما تسليم الدول لميليشيات فهذا يعني تسليمها لدولة اخرى تدير الميليشيات كاداة لمشروع تلك الدولة.