عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
بوضوح وشجاعة وجرأة، تحدث الرئيس محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، امام الدورة (79) للأمم المتحدة التي انعقدت هذا الأسبوع في نيويورك.
تحدث بعقلية السياسي والمفكر والمؤرخ ورجل السلام والقائد الذي ما زال يقود شعبه أمام حرب إبادة مستمرة منذ حوالي العام على قطاع غزة وفي الضفة الغربية ويجري توسيعها الى ان شملت لبنان الآن، وتصيب جبهات أخرى يريد نتنياهو وعصابته النازية فتحها ليحيل عطاء المعركة الى الولايات المتحدة التي باتت هذه الحرب الدائرة، حربها بامتياز وإن كانت بإداة اسرائيلية.
تشارك الولايات المتحدة وحلفاؤها الحرب على الشعب الفلسطيني وعلى لبنان، ويعود تمثيل مشاهد الجريمة التي بدأت عام (1948) بالنكبة وبالتوسع الاسرائيلية، حين احتلت اسرائيل في عدوانها عام 1982، عاصمة عربية هي بيروت، وبقي شارون رئيس وزراء اسرائيل الإرهابي آنذاك ببيروت (80) يوماً دون أن تصل العرب أو تقوم قيامتهم.
ورعم أن الأمم المتحدة قد اصدرت القرار رقم (425) الذي يطالب بالانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، الاّ أن اسرائيل لم تنسحب الاّ بفعل المقاومة كما هو معلوم.
خذل العرب الفلسطينيين وتركوا غزة في مواجهة الإبادة كما خذلوا الشعب الفلسطيني عشية النكبة حيث خذلوا القائد عبد القادر الحسيني الذي خرج غاضباً من اجتماع الجامعة العربية في دمشق ليتوجه الى معركة القدس، ويستشهد في القسطل، وقد ترك مذكراته في ذلك، وهاهم يعادون خذلان لبنان كما خذلوه في عام 2006، ويتركونه لنموذج الإبادة الذي مورس في غزة، وكل ذنبه انه ربط مقاومته بالمقاومة في غزة، ورفض الانفراد بالشعب الفلسطيني، فعاقبته اسرائيل وعاقبه بعض العرب منذ فترة طويلة من أجل أن يخلع حزب اللهالتزامه بفلسطين وكان البعض يعتقد ان حزب الله لو لم يكن موجوداً لما قامت اسرائيل بعدوانها، وهذا كذب، فقد احتلت جنوب لبنان ولم يكن آنذاك حزب الله موجوداً، بعد عملية محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن.
خطاب الرئيس عباس يفضح النوايا والخطط الاسرائيلية، ويحمل الاحتلال وقيادته الإرهابية المتطرفة مسؤولية ما يجري الآن من قتل وإبادة مستمرة لن يتجاوزها العقاب.
الرئيس عباس أجاب على اسئلة معلقة بحكم مسوؤلياته أمام شعبه ومسؤولياته في حقن دماء شعبه وقطع الذرائع الاسرائيلية، التي تجد من يسمعها من حلفاء اسرائيل، الذين يكذبون ويزينون لاسرائيل عملها ويشترون لها الوقت ويمارسمون تدجين المواقف العربية وتفريغها من أي ردود فعل على المذابح ضد العرب الفلسطينيين واللبنانيين والأرض العربية.
وإذا كان على العالم الحرّ أن يقاطع اسرائيل ويعاقبها، فإنه من باب أولى أن يبدأ النظام العربي الذي ما زال يقوم بالتطبيع وتقبل بعض أطرافه الرواية الإسرائيلية وتدعمها بالممارسة، وهؤلاء لا بد أن يحالو إلى شعوبهم لتعاقبهم على سوء أعمالهم.
الرئيس عباس أعاد المطالبة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرارات الأمم المتحدة (181) و( 194)، المتعلق بالتقسيم وعودة اللاجئين، وهما القراران اللذان اشترط العالم آنذاك انفاذهما مقابل الاعتراف باسرائيل، وحينها تعهد وزير الخارجية الاسرائيلي موشي شا ريت بالموافقة عليها مقابل الاعتراف باسرائيل، وقد جرى ذلك ولم يطبق القراران حتى اليوم، ولذا جاءت المطالبة التي تقدم بها الرئيس عباس لتسدد الأمم المتحدة دينها وتجبر اسرائيل على انفاذ القرارات والاّ فإن فلسطين تطالب باعادة انتاج القرارات في حينها وما يترتب على الرفض الاسرائيلي من التقدم بقرار نزع الشرعية عن اسرائيل، وهو الأمر الذي أثار الحكام النازيون في اسرائيل وجعل نتنياهو يهدد الرئيس عباس ويتهمه بالارهاب ويتهم الأمم المتحدة ويتمنى زوال مبناها، وفي ذهنه نفس الطريقة التي نسفت العصابات الصهيونية (الهجاناه) فندق الملك داوود في القدس والذي كان فيه حلفاء اسرائيل (من الجيش البريطاني).
أجاب الرئيس عن سؤال اليوم التالي، وهو ضرورة أن يقود السلطة الفلسطينية المعترف بها في دول العالم والتي هي الحاضنة لقيام الدولة الفلسطينية الى ان تسحب سلطتها من غزة حفظا للتضحيات وترجمة لآمال الشعب الفلسطيني الذي لن 🎥يه ورص صفوفه وهو يطلب مساعدة العالم في ذلك و يمضي الى غزة لتضميد جراحها وانقاذ لآمال الفلسطينين في دولتهم