بدون أدنى شك بأن، خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في الأمم المتحدة كان بمثابة دعوة قوية وصريحة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه القضايا العادلة، خاصة القضية الفلسطينية. لقد سلط الضوء على الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وعلى الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، مؤكدًا على ضرورة حماية حقوق الفلسطينيين ووقف الاعتداءات التي يتعرضون لها. كان الملك في خطابه شجاعًا وواضحًا، فلم يكتفِ بوصف الواقع، بل طالب بتحرك فعّال من جميع الأطراف.
واكد جلالته بصوره حاسمه ان لا للتهجير القسري ولا للوطن البديل وسنقف بوجه هذه السياسات الرعناء بكل قوه واقتدار
من خلال هذا الخطاب، وضع الملك المجتمع الدولي في مواجهة مسؤولياته التاريخية، حيث أشار إلى أن العالم لم يشهد وقتًا أخطر مما نمر به الآن من حيث الأزمات والصراعات المتفاقمة. استخدم جلالته المنبر الأممي ليُذكّر المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ قرارات جريئة وعادلة لحل الصراعات، وخاصة في الشرق الأوسط.
الدعوة التي وجهها الملك لم تكن موجهة فقط للمجتمع الدولي، بل أيضًا إلى الداخل الأردني. فقد أشار بشكل غير مباشر إلى أهمية تعزيز الجبهة الداخلية، مؤكدًا على ضرورة العمل الجماعي للحكومة والمؤسسات لتعزيز الوحدة الوطنية واستعداد المؤسسات لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. كانت هذه رسالة واضحة للحكومة بضرورة تبني خطط واستراتيجيات تعمل على تمتين الوضع الداخلي، وأن يكون هناك إعلام مسؤول يدعم هذه التوجهات.
أحد أهم نقاط الخطاب كان استدعاء الملك عبد الله الثاني كلمات والده الراحل الملك حسين، حيث شدد على الشجاعة الأخلاقية في اتخاذ القرارات. هذا الربط بين التاريخ والحاضر أضفى بعدًا عاطفيًا وأخلاقيًا على الخطاب، مما يعزز من أهمية القيم الإنسانية في مواجهة الأزمات الدولية.
جلالته جعل من القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا في الخطاب، مبرزًا الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وضرورة تحقيق العدالة لهم.
الخطاب حمل دعوة واضحة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الأزمات العالمية، خاصة في الشرق الأوسط، وضرورة العمل بشكل جماعي لإنهاء الصراعات.
الملك أرسل رسالة ضمنية للحكومة والمؤسسات الأردنية بأهمية التحضير الجيد لمواجهة التحديات، وتعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي.
الربط بين الماضي والحاضر
استدعاء كلمات الملك الراحل الحسين، كان بمثابة تذكير بضرورة التحلي بالشجاعة الأخلاقية في اتخاذ القرارات الحاسمة، وهو ما يعزز من قيمة العدالة الإنسانية.
خطاب الملك كان خطابًا متوازنًا يجمع بين الدعوة إلى العمل الدولي، وبين تعزيز الاستقرار الداخلي في الأردن، مما يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى للتعامل مع الأزمات الحالية والمستقبلية