عروبة الإخباري –
نستذكرهذا اليوم وبكل مشاعر الفخر والاعتزاز ونحن نحي الذكرى الرابعة للحرب الوطنية المشهودة التي وقعت في يوم 27 سبتمبر2020 ، هذه الذكرى المصيرية العزيزة على قلوب جميع أبناء الشعب الاذربيجاني وبذل التضحيات البطولية وتحقيق النصر ، ذكرى استشهاد البواسل الابطال الجنود الاذربيجانين الذي قضو دفاعا عن اراضيهم وكرامتهم وحققو النصر المشهود وحررو اراضيهم المحتلة من براثن الاحتلال الذي دام لثلاثة عقود متتالية.
قامت القوات المسلحة الأرمينية في ذلك اليوم بشن هجوما واسع النطاق على المستوطنات المدنية والمواقع العسكرية بالقرب من خط المواجهة ، وردا على ذلك فقد شنت أذربيجان عملية هجوم مضاد سريع لحماية أراضيها والدفاع عن المدنيين ، وقد استمرت هذه الحرب 44 يوما ، وكانت النتيجة بأن استطاعت أذربيجان ونجحت في تحرير أراضيها المحتلة من براثن الاحتلال الغاشم ، واستعادت أراضيها المحتلة ، وأرست من خلال هذه الحرب العادلة مبادئ السيادة والعدالة والقانون الدولي ، الذي عزز الاستقرار الإقليمي للمنطقة.
لقد أظهر شهداء أذربيجان البواسل في ساحة الحرب شجاعة نادرة دفاعا عن بلادهم واراضيهم المحتلة ، وقد سجلت بطولاتهم تاريخاً جديدا من العزة والفخر فكانت رمزأ للبطولة والشجاعة ومرجعا تعتز به الاجيال ، كما أبرزت هذه الحرب وحدة وإصرار الشعب الأذربيجاني لتحرير أراضيه المحتلة ، وقدم الجنود الأذربيجانيون أجمل صور للوحدة والتضحية ونموذجا فريدا للتضامن وحب الوطن ، بعد أن عاش الأذربيجانيون وتحملوا سنوات طويلة عايشو فيها اهوال الاحتلال بصبر وثبات رافضين الذل والمهانة، ولا شك بأن هذه التضحيات التي قدمها الجنود الأذربيجانيين في ساحة القتال والتزامهم بقضية بلادهم العادلة برهنت بعزم وثقة بأن أذربيجان قادرة أن تقف بفخر كدولة مستقلة على أرض محررة. ولم يكن تحرير الأرضي الأذربيجانية هو انتصارًا لأذربيجان فحسب، بل كان يقينا والتزاما لتحقيق العدالة والقانون الدولي. وتاكيدا لمبادئ السلامة الإقليمية والسيادة التي تشكل أساسًا لاستقرار منطقة القوقاز والعالم بأسره.
إعادة الإعمار والتنمية –
ومن الجدير بالقول فإن أذربيجان وبعد تحقيق النصر، سارعت للبدء في حملة إعادة إعمار شاملة للمدن التي تحررت من يد أرمينيا بإقليم كارباخ معتمدة في ذلك على اسس التخطيط العمراني الحديث ، وكذلك تحويل الأراضي المهملة ، وبناء مدن وقرى ذكية مع المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية للمنطقة ، وإنشاء الطرق والمطارات ، وقد شرعت ايضا في زراعة المناطق الزراعية. كما أن الحكومة الأذربيجانية لتبذل جهودا جبارة في تنفيذ نشاطات ميدانية لتنفيذ برامج لعودة المواطنين الذين تم تهجيرهم الى أماكنهم الأصلية مما أدى إلى بدء حدوث الهجرات الأولى وكانت إلى مقاطعة زانجيلان ولاشين وفضولي ، كما بدأ العمل في مشروع إعادة الإعمار بإنشاء طريق سريع بين مدينتي فضولي وشوشا وبناء مطار دولي في فضولي ، وتتجه أذربيجان حاليا إلى تحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي وسياحي من خلال إنشاء خطوط نقل جديدة وترميم المعالم التاريخية وإعادة إعمار المدن المحررة مع الحفاظ على هويتها التاريخية.
إن السياسة الحكيمة التي تميزت بها قيادة الرئيس الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان في إدار شؤون بلاده الداخلية والخارجية كانت لها الفضل الكبير لتحقيق هذا النصر وتحرير واستعادة الاراضي الأذربيجانية المحتلة وما تبعه من دواعي لإرساء السلام والاستقرارفي المنطقة ، ولعله من الجذير بالذكر فقد برزت وبشكل واضح ملامح النهج التقدمي التي تميزت بها سياسة فخامة الرئيس من خلال قيامه بتحديث المدن المحررة مع إصراره لوجوب المحافظة على معالمها التراثية الأصلية وهويتها الثقافية ، كما أكد تفانيه لخدمة بلاده وسعيه لايجاد الحلول المبتكرة للمستوطنات الذكية، ومناطق الطاقة الخضراء، وتعهده الدائم لخلق مستقبل مستدام ومزدهر للمجتم الأذربيجاني بكافة أطيافه، ولعل مهارة التخطيط وحسن التدبير التي تميز بها فخامته لهيئت الفرص لإعادة بناء الكنوز التاريخية للبلاد مما يبشر بعصر جديد مزدهر على نطاق الاتصال . كما وتولي القيادة الحكيمة اهتمامًا كبيرًا لتعزيز وتشجيع كافة مجالات التطور وتوسيعها من خلال إيجاد حلول مبتكرة ورقمية لتوفير ظروف معيشية مناسبة وملائمة لعودة النازحين الى ديارهم . ولعل السعي لتحقيق التنمية المستدامة وتحويل منطقة كارباخ إلى ركن متطور من البلاد، تتصدر اولى اولويات اهداف الحكومة.
كما يوجد هناك رؤية مستقبلية ثاقبة تتجلى على الافق من خلال تطلعات الرئيس إلهام علييف نحو إنشاء وتأسيس المدن الحديثة في المناطق التي تم تحريرها تتحلى بطابع تاريخي تراثي أصيل. كذلك تحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي وسياحي يرتبط بشبكة خطوط نقل حديثة ومتطورة، بالإضافة إلى البدء بإعادة ترميم المعالم التاريخية العريقة في جمهورية أذربيجان ، وإعادة إعمار المدن التي تم تحريرها .
لقد كانت أذربيجان دائمًا تطالب بسلامة وحدة اراضيها وسيادتها ، وهي الأن تقف على المسار التاريخي الصحيح وتتجه نحو تحقيق مقومات النهضة والتقدم ، وارساء السلام والتنمية لمواطنيها كدولة متقدمة ومتطورة تضع أولى أولوياتها : ضمان حفظ الأمن والاستقرار لمواطني الأراضي المحررة ، وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم ،واتاحة الفرصة لهم لبناء مستقبل مشرق لأنفسهم ولأطفالهم.
إن ذكرى يوم تحرير الاراضي الاذربيجانية، -الحرب الوطنية – لشهادة تاريخية موثقة على مقدرة المجتمع الأذربيجاني بقوته وثباته ووحدته وإيمانه الراسخ وإصراره على نيل النصر وارساء السلام وتعزيز التنمية. وقد مهدت البطولات والتضحيات التي قدمها الجنود الاذربيجانيون الطريق سالكا أمام العزم على بناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا لجمهورية أذربيجان. وقد آتى ذلك بفضل القيادة الرشيدة لرئيس البلاد فخامة الرئيس الهام علييف والتي نجحت وقادت البلاد لفترات عديدة ، وجابهت كافة التحديات وتمكنت من القضاء وانهاء جذور النزاعات والصراعات على مر العصور ، وهي الأن ماضية بثقة وشموخ في بذل المزيد من الجهود الجبارة على صعيد حفظ الأمن وتعزيز الاستقرار الإقليمي بالمنطقة. وفي شهر سبتمبر عام 2023 ، ومن خلال عملية دفاعية تكرست لمكافحة الإرهاب استطاعت جمهورية أذربيجان بان تستعيد كامل سيادتها على اراضيها وتم تطهير اراضينا من فلول القوات المسلحة الأرمنية والانفصاليين.
واخيرا وليس اخرا ، وبينما تسعى أذربيجان الأن جاهدة إلى إعادة البناء وتحقيق السلام في منطقة جنوب القوقاز، فإنها لتتطلع الى العالم مناشدة إياه ليقف معها ويدعمها في مسيرتها التنموية القادمة وجهودها لحفظ وتعزيز الأمن والسلام في المنطقة ، وتأسيس دولة أكثر قوة واستقرار .